أول عرض سينما تجارى حدث فى العالم فى عام 1895 فى الصالون الهندى بالمقهى الكبير فى شارع كابوسين فى باريس. بعد هذا التاريخ بعام واحد تم أول عرض سينمائى فى مصر فى عام 1896 فى مدينة الإسكندرية كان ذلك فى نوفمبر وفى الشهر التالى ديسمبر شهدت القاهرة أول عرض سينمائى فى سينما سانتى التى كانت بالقرب من فندق شبرد القديم. ... أول فيلم روائى طويل صامت كان من إخراج بدر لاما (قبلة فى الصحراء) وكان أول عرض له فى الإسكندرية فى عام 1927 (بعد 31 سنة) من مشاهدتنا لأول عرض سينما. (الأخوين لاما هم أول من أسسا استديو للتصوير السينمائى وكان مقره فى الإسكندرية). .. فيلم ليلى أول فيلم مصرى (عند بعض المؤرخين) كان من إخراج استيفان روستى فى 27. ومن إنتاج عزيزة أمير. وهذا المجهود من عزيزة أمير استحق ثناء الاقتصادى المصرى طلعت حرب الذى حضر العرض الأول للفيلم مع أمير الشعراء أحمد شوقى.. وظهرت فى رأسه الفكرة (فكرة استديو مصر). ... ولقصة استديو مصر تفاصيل إليكم جانبا منها.. أسس بنك مصر شركة مصر للتمثيل والسينما فى عام 25 (بعد 5 أعوام من تأسيسه). برأس مال قدره 15 ألف جنيه رأس مال بنك مصر كان (80 ألف جنيه).. اشترى بنك مصر فى نفس العام معمل بيومى فوتوفيلم من المخرج محمد بيومى على أن يتولى بيومى إدارته فى عام 33 وُضع حجر الأساس لاستديو كبير فى 7 مارس من ذلك العام، هذا الاستديو كان (استديو مصر). المساحة 80 ألف متر مربع. فى الطريق الموصل إلى هرم سقارة. فى التخطيط الأول تكون استديو مصر من (22) بلاتوه ومكاتب إدارية وأقسام للإخراج وكتابة السيناريو وقسمين آلات التصوير ومعدات الإضاءة وصالات، إحداهما تسجيل الصوت والمونتاج وصالة تسجيل الموسيقى، غير معمل للتحميض وعدد من الورش اللازم وجودها لعمل المناظر والديكورات، مع غرف خاصة بالممثلين. .. النجم أحمد سالم كان أول مدير لاستديو مصر بعد ليتوبارزح الذى تولى إدارة الاستديو فى فتراته الأولى.. أول فيلم أنتجه الاستديو بإدارة أحمد سالم كان وداد، بطولة كوكب الشرق أم كلثوم. .. زود طلعت حرب استديو مصر فى فتراته الأولى بعدد كبير من الخبرات الفنية فى مجال السينما من الأجانب. منهم استيفن هارسون (كاتب سيناريو) وبول بليتس (وكان يعمل خبير معامل فى شركة ألفا فيلم بألمانيا) ومن قبلهم انضم إلى الاستديو المخرج الألمانى فريتز كرامب والمصور الروسى سامى بريل ومهندسين المناظر روبرت شارفبرج وأنطوان بوليز ويس ومنهم أخصائى المكياج الروسى الكسندر سترانح ومدام لوتى (رئيسة قسم المونتاج فى أوفا بألمانيا).. من ناحية أخرى كان طلعت قد أوفد عددًا من الموهوبين منهم أحمد بدرخان وموريس كساب ومحمد عبدالعظيم وحسن مراد لدراسة السينما فى الخارج وضم إليه ثلاثة من المصريين الذين كانوا يدرسون على نفقتهم السينما فى ألمانيا. هؤلاء هم نيازى مصطفى الذى كان يدرس الإخراج، وولى الدين سامح (المتخصص فى المناظر) ومصطفى والى الذى كان يدرس الصوت.. معظم الأجانب الذين التحقوا باستديو مصر غادروه بعد انتهاء عقودهم التى كانت لسنوات قليلة قصد منها طلعت أن تكون كافية لتعليم جيل من المصريين أسرار فن السينما ونقل خبرات هؤلاء الخبراء الأجانب إليهم. (عمل الموهوبين المصريين كمساعدين لهؤلاء الخبراء كان هو المدرسة التى أسسها بذكاء طلعت حرب لخلق جيل من المصريين فاهم سينما.. وبحسب ما تذكر موسوعة ويكبيديا كان هؤلاء هم (أحمد بدرخان ونيازى مصطفى وعبد الفتاح حسن وجمال مدكور وكمال سليم وصلاح أبو سيف ومحمد عبد الجواد وإبراهيم عمارة.. فى مجال الإخراج،.. ومحمد عبد العظيم وحسن مراد وحسن داهش ووحيد فريد وأحمد خورشيد.. فى مجال التصوير (فيما بعد كان لأحمد خورشيد تجارب فى الإخراج بعيدًا عن استديو مصر). أحمد بدرخان عمل مساعد مخرج فى فيلم (ياقوت) لنجيب الريحانى مع المخرج اميل روزبيه. وعمل كاتب سيناريو فى فيلم وداد قبل أن يعمل مخرجا.. نيازى مصطفى كانت بدايته مع يوسف وهبى حيث شارك فى كتابة سيناريو فيلم الدفاع بطولة وإنتاج وإخراج يوسف وهبى.. وعمل نيازى فى هذا الفيلم أيضا كمساعد مخرج وماكيير (وبحسب معلومات ويكيبيديا) فى نفس العام كلفه استديو مصر بعمل فيلم قصير عن شركة مصر العزل والنسيج (وثائقى) وفيلم روائى قصير مدته 40 دقيقة عنوانه الشيخ شريب الشاى. ثم عمل نيازى مصطفى كموتير فى فيلم (الحل الأخير). أول تجارب نيازى مصطفى فى الإخراج كانت فى فيلمين قصيرين (حلم الشباب) و(سوق الملاح)، الفيلمان من النوع الغنائى الراقص.. أول عمل من إخراج نيازى مصطفى كان (الدكتور). ... (لاحظ حرص استديو مصر على أن يخوض المخرج الموهوب من العاملين به بعدة تجارب فى مجالات مختلفة من العمل السينمائى قبل منحه الفرصة التى يؤكد فيها ذاته كمخرج)... .. المخرج عبد الفتاح حسن (لم يدرس الإخراج فى الخارج) لكنه تعلم فى مدرسة استديو مصر. عمل ملاحظ سيناريو فى فيلم وداد. وعمل مساعد لنفس مخرج فيلم وداد (فرتيز كزامب) فى فيلم لاشين. وكان عبدالفتاح حسن أيضا فى هذا الفيلم مراقب للغة العربية.. أول فرص عبد الفتاح حسن فى الإخراج من استديو مصر كانت فى فيلم قصير (نوادر عبد الفتاح أفندى) بطولة عزيز عيد. وفيلم (أفراح البدو) بطولة محمد الكحلاوى.. فيلم (محطة الأنس) كان أول أعمال عبد الفتاح مصطفى كمخرج مع استديو مصر. .. نفس الأمر حدث مع صلاح أبو سيف الذى بدأ فى استديو مصر مساعد مخرج لنيازى مصطفى فى فيلم (سلام فى خير) ومساعد مخرج لكمال سليم فى فيلمه (العزيمة). وفى هذه الفترة أخرج صلاح أبوسيف فيلمًا تسجيليًا قصيرًا وعمل فترة كمونتير. .. أما كمال سليم فقد بدأ حياته الفنية بكتابة السيناريو.