أسفرت الجهود الدبلوماسية المصرية على استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى فى مقر جهاز المخابرات المصرية برئاسة الوزير محمد فريد التهامى رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، لوضع جدول أعمال للمفاوضات التى ستستكمل بعد عيد الأضحى المبارك والأعياد اليهودية. أكد د. موسى أبو مرزوق- عضو المكتب السياسى لحركة حماس- أن نجاح الحوار الوطنى بين الفصائل الفلسطينية يتوقف على وجود ثقة متبادلة بين جميع الأطراف وتحمل المسئولية الوطنية تجاه الشعب الفلسطينى والالتزام بما تم الاتفاق عليه مسبقا. وشدد على ضرورة تقييم لهذه المرحلة التى اختتمت بالحرب، وذلك قبل أن نتحدث عن المستقبل ومسار المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية والقضية الفلسطينية. وقال إن لتحقيق المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية لابد أن يتم معالجة لكل المشكلات الموجودة على الساحة الفلسطينية السياسية وإعادة النظر فى كفاءة الحكومة الفلسطينية وعملها والمشاكل التى تعترضها. ومن جانبه أكد د. سرى القدوة- سفير النوايا الحسنة فى فلسطين- أن استضافة القاهرة جولة استكشافية من المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى من أجل التوصل لتفاهمات واتفاقيات دائمة حول القضايا والموضوعات المطروحة من الجانبين. وقال إن الجولة أسفرت عن إعلان مصر أن الوفدين الفلسطينى والإسرائيلى اتفقا على الاستمرار بتطبيق اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار. داعيا إلى استمرار المفاوضات وعدم إعطاء العدو ذريعة لوقف المفاوضات والمضى قدما فى المفاوضات رغم قتل إسرائيل اثنين من نشطاء حماس فى الضفة الغربيةالمحتلة خاصة أن الشعب الفلسطينى اليوم فى ظل هذه الظروف والمعطيات التى تمر بها قضيتنا الوطنية لابد أن ندرك تمام الإدراك طبيعة الصراع مع المحتل العدو الغاصب إلى أرضنا وما تمارسه عصابات الاحتلال من جرائم بحق أبناء الشعب الفلسطينى. ومن جهته أشاد عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس الوفد الفلسطينى الموحد للمفاوضات غير المباشرة برعاية مصرية- الجهود المصرية التى أسفرت عن استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى .لافتا أن الاتفاق الذى تم التوصل إليه برعاية المخابرات المصرية فى 26 أغسطس الماضى نص على فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل. وأضاف أنه تم الاتفاق بعد اتصالات مع المسئولين المصريين مع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى يوم الثلاثاء الماضى، وذلك قبل بدء الأعياد ثم يتم استئناف المفاوضات بعد الأعياد اليهودية. وحول استئناف حوار المصالحة بين فتح وحماس، أوضح الأحمد أنها بدأت يوم الأربعاء الماضى جلسات ثنائية ولمدة يومين وجدول أعمالها متفق عليه قبل المجىء للقاهرة وهو الذى قدمته حركة فتح لحماس ويتضمن معالجة العراقيل والعقبات التى وقفت أمام إتمام اتفاق المصالحة بعد تشكيل حكومة التوافق الوطنى، مشيرا إلى أن أول نقطة فى تلك العراقيل هو قرار الحرب والسلام. وشدد الأحمد على أن حركة فتح لها وجهة نظر فى هذا الموضوع، حيث إنها تعتبر قرار الحرب والسلام مسألة قرار وطنى وليس قرارا فصائليا، أيضا مستقبل حكومة التوافق الوطنى والعمل على إزالة العراقيل أمام بسط سلطاتها بالكامل وفق القانون على قطاع غزة، كما هى فى الضفة الغربية ومن كافة الاتجاهات. وأوضح أنه لن نستطيع أن نتقدم خطوة واحدة، لأن كافة القضايا المتعلقة بغزة خصوصا بعد الحرب لن يتم معالجاتها إلا فى ظل وحدة وطنية وإنهاء الانقسام ووجود حكومة شرعية تتبع السلطة الوطنية المعترف بها وهذا ينطبق على رفع الحصار وعمل المعابر وعملية إعادة الإعمار، مشيرا إلى أنه بعد ذلك سيتم البدء بخطوات تنفيذ كل ما ورد فى وثيقة المصالحة التى أعدتها مصر وقعت عليها كافة الفصائل الفلسطينيةبالقاهرة مايو 2011. ولفت الأحمد إلى أن المباحثات ستتضمن ما قامت به حركة حماس من ممارسات تجاه كوادر فتح أثناء فترة الحرب والعدوان الإسرائيلى على غزة، موضحا أن هذا كله موثق، لكننا نريد أن نطوى هذا الملف ونعالجه بشكل نهائى، وهناك قضية الإعمار نريد أن نناقشها وأمن المعابر سواء مع الجانب الإسرائيلى أو معبر رفح حتى نصل لفهم مشترك. وأعرب عن أمله فى أن ينجح الحوار بحل هذه الإشكاليات، مشيرا إلى أننا لا نريد أن نبدأ فى حوار جديد بل نريد أن نبحث الالتزام بما تم التوقيع عليه فى القاهرة.