أصبح الأطباء أكثر تمشيا مع الحياة المادية وتناسوا قسم بوقراط الذى يدعو إلى الإنسانية والرحمة وبذل العناية الواجبة ومهنة الطب رسالة قبل كل شىء، ولكن تبارى معظم الأطباء فى جمع الثروات واكتناز الأموال وتجارة الأراضى. تعرضت ابنتى لحالة مرضية وذهبت معها لعيادة أستاذ باطنة وغدد بكلية طب الإسكندرية وأخبرتنا الممرضة أن ميعاد الحجز بعد أربعة أشهر وأن قيمة الحجز مائتا جنيه، وأنه فى حالة الكشف المستعجل تصبح الفزيتا أربعمائة جنيه. وفوضت أمرى لله وحسبنت على هذا التاجر الطبيب وذهبت لأستاذ غدد آخر، وفوجئت بأن نفس السيناريو فى الحجز يتكرر مرة أخرى بنفس الملابسات والظروف. والغريب أن كلا الطيبين لا يردان على تليفون العيادة ولابد أن ينتقل المريض وبعض أفراد أسرته للحجز على أمل أن تسنح له فرصة الكشف عليه بعد 4 شهور. ويبرر الأساتذة الأطباء الأجلاء مدى التكالب عليهم بأنهم مهرة وبارعون فى تخصصهم وأن هناك أطباء آخرين فى نفس التخصص، وتناسى هؤلاء الأطباء أن المريض يتعلق بقشة مثل الغريق فى البحر، وأن المريض لا يجازف بصحته ويختار الطبيب الاستشارى حرصا على التشخيص الجيد، كما أن هناك اعتقادًا جازمًا لدى المرضى الريفيين بأن الطبيب الأكثر ارتفاعا فى الفزيتا هو الأكثر مهارة. وقد يكون هذا الاعتقاد خاطئًَا وغير صحيح وأن هناك بعض الأطباء يسعون إلى الشهرة والتواجد الإعلامى والاجتماعى. وينطبق عليهم مقولة الصيت ولا الغنى، ولا ندرى إلى من يلجأ المريض المصرى التعيس حيال جشع الأطباء الكبار وقسوة قلوبهم وانتزاع الرحمة من قلوبهم؟ إن نقابة الأطباء دائما ما تقف إلى جوار الطبيب ولو أخطأ فى العلاج أو الجراحة وتبرر له ذلك فى معظم الأحيان.. وقليلًا ما يحاسب الأطباء على أخطائهم. وزارة الصحة هى الأخرى غائبة عن المشهد ولا تحاسب هؤلاء الأطباء الجشعين على سوء تعاملهم مع المرضى. وحسبنا الله ونعم الوكيل