تزايد أسعار الكشف لدي كبار الأطباء بصورة مبالغ فيها ظاهرة تستدعي البحث والدراسة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المرضي ولأن الطب ليس سلطة بل رسالة إنسانية تتعلق بحياة وأرواح المرضي كان لابد من معرفة أسباب الارتفاع الجنوني غير المبرر وكيفية مواجهته حفاظا علي حقوق المرضي في الرعاية والعلاج. د.مجدي عبدالعظيم سكرتير عام جمعية طبيب الأسرة.. أشار إلي أسعار الكشف لدي بعض الأطباء وصلت لحوالي 1000 جنيه مؤكدا أن ارتفاع تكاليف الأجهزة الطبية الحديثة أحد الأسباب في ذلك إلي جانب أن هؤلاء الأطباء يعتمدون أيضا علي مجموعة من صغار الأطباء لمعاونتهم في العيادات وبالطبع هذه التكاليف يتحملها المرضي. إن مهنة الطب تحولت إلي تجارة وبيزنس لدي شريحة من الأطباء لذلك لابد من إجراء تقييم ومتابعة علي الأداء المهني فمعظم الأطباء لا يهتمون بتطوير أنفسهم ولا بالدراسة والأبحاث التي تطرأ علي المجال الطبي فقط شغلهم الشاغل هو المال بدليل أن معظم الأطباء تجد لديهم حوالي 100 مريض يوميا وهو أمر خطير فمن زين له بالوقت والجهد المطلوب أن يمنحه للمريض. أشار إلي أن هذا التغيير في سلوك الأطباء يستوجب وقفة ومساءلة فهذه كارثة أصابت الطب. د.أحمد السيد إخصائي أنف وأذن أشار إلي أن الأطباء الذين أصبحوا نجوما في الفضائيات هم الأكثر اهتماما برفع أسعار الكشف في عياداتهم علي الرغم من أن الظهور في الإعلام أو السعر المبالغ فيه لا يعبر علي الإطلاق علي مهارة أو كفاءة الطبيب العلمية لكن هوس بعض المرضي بالأسماء المشهورة هو السبب في انتشار هذه الظاهرة غير الإنسانية. قال إن غياب دور النقابة تجاه هذه الممارسات غير المهنية أضر كثيرا بحقوق المرضي. د.أحمد عبدالمعبود أستاذ بمعهد الأورام أكد أن الشريحة التي تبالغ في أسعارها لابد أن تواجه من المرضي أنفسهم وذلك بعدم الإقبال عليهم كي يراجعوا أنفسهم. أضاف أن تدني أجور الأطباء ساهم أيضا في اللجوء إلي رفع أسعار الكشف في الكثير من العيادات لكن المؤكد أن الكفاءة والمهارة والخبرة ليست مرتبطة بالكشف الغالي فهناك أسماء معروفة وشهرتها فاقمت الحدود ولا تعترف برفع سعر الفيزيتة لأن قدسية المهنة ورسالتها الإنسانية اسمي بكثير من أموال الدنيا. د.مجدي عبدالحق مسئول لجنة آداب المهنة سابقا بنقابة الأطباء أشار إلي أن النقابة أعدت لائحة استرشادية لتحديد أسعار الكشف لدي الاستشاري والإخصائي والممارس العام وذلك بهدف الحد من المغالاة والمبالغة في زيادة أسعار الكشف لكن المشكلة أنها غير ملزمة. قال إن بعض الأطباء يعانون من تزايد أعداد المرضي لذلك يتجهون إلي رفع السعر مؤكدا أنه لابد أن تتغير ثقافة المرضي تجاه الأسماء المشهورة فليست هي الوحيدة التي تقدم خدمة طبية متميزة فلدينا أطباء أكفاء في كل التخصصات ويعملون في المستشفيات الحكومية إلي جانب عملهم. د.محمد شرف.. وكيل وزارة الصحة رئيس المؤسسة العلاجية السابق أشار إلي أن الإقبال الشديد علي الأطباء أصحاب الأسعار المرتفعة خطأ يقع فيه المرضي لأن نفس الأطباء يعملون في المؤسسات العلاجية وأسعار الكشف ضئيلة جدا. أضاف أن الأمر عرض وطلب وليس جشع كما يعتقد البعض أو استغلال للمهنة وهي ظاهرة منتشرة في بعض الدول لكن ربما لأن هناك بدائل أخري لتوفير الخدمة الطبية لكل مستويات المرضي لا يشكل الأمر صعوبة. قال إن هذه الظاهرة لن تستطيع وزارة الصحة أو النقابة التصدي لها إلا بالتوسع في تطوير المستشفيات التابعة لها.