شهدت الفترة الأخيرة تزايد التدخلات الإيرانية فى الشئون الداخلية للدول العربية بهدف إضعافها ومحاولة فرض نفوذها عليها فضلا عن دعمها للشيعة العرب ومحاولة ذرع الفتنة بينهم وبين إخوانهم من السنة والطوائف الأخرى خاصة فى العراقوسوريا حيث تعد إيران الراعى الرسمى لنظام بشار الذى يرتكب أبشع الجرائم ضد حقوق الإنسان فى سوريا بدعم من الحرس الثورى وميليشيات حزب الله. ..... هذه الفتنة الطائفية التى تسعى إيران لتكريسها فى المنطقة لن تنتهى إلا بإخراجها من العراق واليمن ولبنانوسوريا، خاصة أن هدر الدماء فى المنطقة العربية أصبح لا يحتمل بسبب السياسات الإيرانية التى تسعى إلى تحقيق الهيمنة وبسط النفوذ وتكريس الطائفية. وفى الوقت الذى تقمع فيه قواتها المظاهرات الداخلية الإيرانية للمطالبة بالإصلاح تدعم إيران الحركات الاحتجاجية فى العالم العربى وفى دول الربيع العربى فى السودان وليبيا وتدخلها الفاضح فى اليمن بالرغم من تصريحات الرئيس اليمنى عبد ربه هادى المتكررة لرفض تلك التدخلات الإيرانية واستمرار الدعم العسكرى والمادى الإيرانى للحوثيين التى جعلت من صعدة مركزا لتكريس الطائفية وتدريب جماعة الحوثى لتدمير اليمن. وعندما نتحدث عن التدخلات الإيرانية فى المنطقة العربية لابد من الإشارة للتغلغل الإيرانى فى العراق الذى بلغ أقصى مداه وساهم بشدة فى تكريس الفكر الطائفى وتمدد التشدد والإرهاب الداعشى الذى أعاد العراق للعصر الحجري. وفى لبنان، فإن حزب الله النابع لإيران ما يزال يكرس جهده لضرب الاستقرار فى لبنان وينفذ التعليمات الإيرانية من الضاحية الجنوبية التى أصبحت معقلا للمرجعيات الشيعية فى قم. ولا يغيب عن ذهننا أن إيران تستهدف كل الدول العربية بدون استثناء وهى تهيئ الأنظمة العربية للتغيير فى هذه المرحلة لصالح سياستها التوسعية، وهى تنفق مليارات الدولارات سنويا من أجل تنفيذ مخططها فى المنطقة العربية وتطوير خلاياها النائمة، وذلك من خلال استغلال الموقف الإيرانى المعلن لصالح القضية الفلسطينية هو خير غطاء لإيران للتحرك فى الدول العربية التى حصلت على مؤيدين كثر فى هذه الدول بعضهم من السنة فى ظل سياستها المعلنة ضد أمريكا وإسرائيل والتى تشكل الكذبة الكبرى التى ساعدت وسمحت لكل هذه التدخلات والتوسعات. وإذا لم تتحرك الدول العربية لصد التدخلات الإيرانية التى تهدد أمن واستقرار المنطقة العربية، بالتأكيد بعد أعوام قليلة ستضطر هذه الدول لدفع الثمن باهظا نتيجة للاستسلام للسياسة الإيرانية. إن إخراج الأيادى الإيرانية من المنطقة العربية، يعنى قطع رأس الفتنة الطائفية وبالتالى التفرغ لإرهاب داعش ونظام الأسد لكى يعود الأمن والاستقرار فى المنطقة العربية بأكملها وتطهيرها من الفكر الطائفى المقيت والذى تتزعمه إيران.