ما يدور فى العراق من فتنة واقتتال طائفى يراد به أن يكون فى سوريا كما فى لبنان وتصرف الأموال لكى تتصاعد وتيرته فى البحرين وفى مصر وتونس وليبيا واليمن، ولكن تحت عناوين أخرى، لأن سياسة التفتيت والتقسيم أصبحت الهدف الأساسى للقوى الخارجية التى تعيث فسادا فى وطننا العربى وتستبيحه تحت مسميات زائفة انخدع بها البعض وأصبحوا أبواقا تنشر نار الفتنة دون وعى أو إدراك.. من هنا فواجب العقلاء أن يتولوا إخماد نار الفتنة وتطويقها قبل أن تحرق الأخضر واليابس فى عالمنا العربى ، ولبنان هو المثال الأكبر وضوحاً على إنهيار الدولة لمصلحة الولاءات الأصغر، التى تقدم الحماية والرعاية الموثوق بها، مثل القبلية والطائفية، أو حتى المنطقة أو الجهة وقد ظنت العرب أنهم يمكنهم احتواء الحالة اللبنانية، وظنوا أنها مرض غير معدٍ، حتى انتقلت عندهم أعراض المرض وأول من عانى هى سوريا التى امتدت إليها الحالة اللبنانية بطائفتيها وتمزق أوصالها. واليوم امتدت الحالة لتشمل العراق، هذا إلى جانب التوتر الطائفى فى البحرين.. ودول الخليج متخوفة من آثار الحرب الطائفية، خصوصاً بعد تزايد الدعم الإيرانى للنظام السورى، وامتداد نفوذ إيران إلى العراق «الأحزاب الدينية الشيعية» ولبنان «حزب الله» واليمن من خلال دعم «الحوثيين» فى المناطق المجاورة للسعودية. لقد فشلت الدول التى تعانى الطائفية فى التغلغل فى المجتمع، فلم تكن هناك شرعية وطنية جامعة غير فكرة الوطنية أو مواجهة عدو خارجى، ومع الوقت فقدت البريق وتراجعت لصالح شرعيات محلية تمثلها القبلية و الطائفية أو الجهة. العراق وسوريا هما أقرب الحالات إلى تلك العدوى اللبنانية، التى وصلت ذروتها فى تقسيم السودان. واحتمال ظهور دولة كردية فى العراق اليوم أمر غير مستبعد، وكذلك دولة فى جنوب اليمن كنتيجه لإصدار الحراك الجنوبى على الانفصال. الأمر كارثى ويحتاج إلى مواجهات سريعة لمواجهة طاعون التفتيت الذى يضرب عالمنا العربى تحت عباءة الطائفية المقيتة.