اتسعت الفجوة بصورة غير مسبوقة بعد أحداث «وايت نايس» التراس الزمالك ومرتضى منصور رئيس لجنة الأندية ورئيس الزمالك.. العداء.. والصراع المحتدم بات محمومًا.. اتحاد الكرة ما بين اللحظة والأخرى فى طريقه للإعلان عن بدء موعد المسابقة «الدورى العام».. عناصر كثيرة «حشرت» أنفها فى هذه القضية غير عابئة بالنتائج سواء كانت سلبية أو إيجابية.. لجنة الأندية اتخذت قرارًا باعتبار «التراس» الأندية جماعات إرهابية.. هل يتم تفعيل القرار قضائيًا.. أم أنها زوبعة فى «فنجان»..؟! وماذا عن الآراء الأخرى التى تتبنى وجهة نظر مختلفة فى ضرورة الحل الذى يرضى جميع الأطراف..؟! السؤال الأهم فى هذه المسألة «القضية» هل تستمر لجنة الأندية فيما اتخذته بالإجماع بأن «الألتراس» جماعات إرهابية أم أن باب «الحلول» تم غلقه «بالضبة والمفتاح»..؟! لسنا طرفًا.. بل حاولنا رصد أبعاد القضية للتعرف من قريب على رأى اللاعبين القدامى الذين عاصروا الجماهير التى تذوب عشقًا فى التشجيع تألقوا وبذلوا أقصى الجهد على البساط الأخضر كرد فعل بعيد عن الأهواء. البداية.. أطلقها جمال عبد الحميد نجم المنتخب الأسبق حيث قال: مطلوب من وزير الشباب المهندس خالد عبد العزيز تكرار الحضور الجماهيرى الذى فعله فى لقاء مصر وكينيا الودى باستاد أسوان.. حيث احتشد الاستاد بأعضاء مراكز الشباب وبعض الهيئات الرياضية لذلك لابد وأن يعود الجمهور للملاعب بطريقة متدرجة بحيث تقوم المدارس بإعداد رحلات للملاعب أثناء مباريات الدورى وكذلك بعض جمعيات المعاقين والأيتام.. وبهذه الطريقة يمكن عودة الجماهير مرة أخرى.. لأن كرة القدم لا يمكن لها الاستغناء عن الجماهير فهى العنصر المهم والحيوى فى منظومة كرة القدم.. وبدونها اعتقد بأن المعادلة تختل.. وجربنا ذلك الموسم الماضى المباريات بدون طعم أو رائحة. وكما قلت لابد وأن تعود الجماهير فى أشكالها المتعددة بحضور طلبة الكليات العسكرية والفنية والمسألة ليست مستحيلة.. ولدى وزير الشباب الحل السحرى لتفعيل عودة الجماهير.. وخاض تجربة حية فى هذا الشأن. ماهر همام القى باللوم على تأخر القيادات الرياضية فى عدم الاهتمام بهذه القضية والدخول فى قضايا بعيدة تمامًا عن طلب الموضوع حيث اعتبر «ماهر» بأن الجماهير وحضورها للمباريات لا يختلف كثيرًا عن المدرب واللعب والملعب ورئيس النادى وعضو مجلس الإدارة.. المنظومة الكروية لا تتجزأ وعلاج هذه القضية تأخر كثيرًا مما ضاعف من أحزانها وتعقيدها.. كان لابد من وضع اللوائح المنظمة والجزاءات والدور القضائى حتى يتم الاستقرار على مبدأ ينظم هذه القضية. والعلاج لا يقتصر على مسئول بعينه.. بل لابد من دخول عناصر كثيرة تناقش هذه المسألة من جذورها لاتخاذ الحل المناسب الذى يرضى جميع الأطراف. وطالما لم يحدث ذلك أطالب بضرورة أن تكون هناك «جرئة» فى اتخاذ قرار من الشرطة بعودة الجماهير للمدرجات تحت مظلة منظمة الهدف منها العودة للتشجيع المثالى.. ربما تكون فى البداية صعبة..ومع مرور الوقت يتم التفاعل والتأقلم بثقافة التشجيع المثالى.. وإبعاد الأيادى الخفية التى تعبث فى كل مكان. وبدون الجمهور هناك أشياء كثيرة تفتقدها مثل المستوى الفنى والبدنى للاعبين وكذلك المهارى ولابد أن نتذكر بأن هناك بطولتان فى منتهى الأهمية نحتاج فيهما إلى الحضور الجماهيرى وهما أمم أفريقيا وتصفيات كأس العالم. هذه المباريات نحتاج فيها المساندة الجماهيرية حتى لا تستفيد الفرق الأفريقية من عدم الحضور الجماهيرى.. ولنا فى الجماهير الأفريقية «العبرة» تشجع فرقها طوال المباراة بشكل حضارى منظم وتقليعات أفريقية جميلة. ما نتمناه هو حل حازم وبسرعة لأن التأخير ليس فى صالحنا. تامر بجاتو لاعب المنصورة والزمالك الأسبق له وجهة نظر مختلفة تمامًا وضع من خلالها الحلول الأكبر حيث يرى أن البرامج الرياضية المنتشرة فى الفضائيات لم تهتم من قريب أو بعيد بجماهير «الألتراس» حيث اهتمت البرامج فقط بالشخصيات الرياضية متناولة موضوعات بعيدة تمامًا عن فنون كرة القدم وأهملت تمامًا النزول إلى سن جماهير «التراس» الذى لا يتعدى عشرين عامًا وتم تجاهل الشاب فى هذا السن حتى يكن التعرف على ثقافة الشباب وميولهم واتجهاتهم وأفكارهم.. هذه الأشياء تم التعامل معها بتعالى وكبرياء ولم يتم احتضانهم بدعوتهم فى الملاعب من خلال إقامة ندوات يحضرها نجوم الرياضة والمسئولون فى نفس المجال وكذلك حضور شخصيات فنية مؤثرة فى هذا السن. كل هذه الأمور تم تجاهلها وإهمالها وسيطر عليها شباب «كابوهات» يحصلون على أموال من أجل قيادة جمهور غفير من الشباب هنا يكمن «لب» القضية افتقد الشباب القدوة وبالتالى سارت الأمور بطريقة عشوائية.. وكانت المحصلة النهائية ما نحن فيه الآن. لذلك لابد من علاج هذه الأمور بدعوة جميع الأطراف للجلوس «جلسة عرب» ويشاهدها قطاع عريض من مختلف الأعمار والمسئولين لمناقشة أبعاد القضية وإيجاد عناصر فاعلة يكون هدفها تذليل كل الصعاب ومناقشة المشاكل التى تنشأ من حين لآخر هذه «الجلسة» اعتقد بأنها الحل الوحيد لإرثاء ثقافة التشجيع فى المدرجات. هذه الأمور من السهل تنفيذها والأهم هو البداية المخلصة. اختتم الحديث مؤقتًا فى هذه القضية أحمد مجاهد عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة وقال: الأمن هو الوحيد الذى يقرر عودة الجماهير للمدرجات من عدمه لأنه على دراية كاملة بهذا الملف ولديه من الإمكانيات التى يستطيع من خلالها إعطاء الضوء الأخضر أو الأحمر فى عودة الجماهير من عدمها للمدرجات.