القرار المثير للجدل الذى اتخذه مجلس إدارة النادى الأهلى برئاسة محمود طاهر والخاص بالسماح لجماهير ألتراس أهلاوى بحضور مباراة الفريق الأول لكرة اليد أمام الطيران ضمن الجولة الخامسة لدورى المحترفين بصالة الأمير عبد الله الفيصل بمقر النادى بالجزيرة وصفه البعض بالمتناقض تجاه سياسة إدارة النادى مع الألتراس رغم الأزمة المثارة بين الطرفين منذ أحداث مذبحة بورسعيد التى راح ضحيتها 72 شهيدًا. وعلى الرغم من مساندة مجلس إدارة النادى للجنة الأندية التى يترأسها مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك عبر خطاب رسمى من القلعة الحمراء قبل انعقادها الأخير يؤكد خلاله دعمه الكامل لرجال الأمن للقضاء على شغب الجماهير وتطرفهم وإنهاء حالة الفوضى التى يثيرونها خلال مباريات كرة القدم، موضحًا أن مجلس إدارة القلعة الحمراء يقف خلف جميع مؤسسات الدولة وعلى رأسها جهاز الأمن للقضاء على أى ظاهرة تمس أمن الدولة والمواطنين رافضًا الخروج على القانون. لكن مجلس الإدارة طلب من لجنة الأندية اتخاذ كافة الإجراءات التى من شأنها إعادة الجماهير الملتزمة بالقانون والروح الرياضية للمدرجات من جديد. تسبب موقف النادى الأهلى فى هجوم عدد كبير من المهتمين بالشأن الرياضى على تلك السياسة، ففى الوقت الذى تتكاتف فيه معظم الأندية من أجل القضاء على الفوضى والتصرفات غير القانونية لجماهير الألتراس يسمح لهم مجلس الإدارة بحضور مباراة كرة اليد ولم يسلم المجلس من هجوم تلك الجماهير عليه أثناء المباراة، إضافة إلى اشتباكهم اللفظى مع رجال الشرطة بلافتات مثيرة. فى نفس الوقت اتخذت لجنة الأندية برئاسة مرتضى منصور فى اجتماعها الأخير قرارًا جريئًا يحتاج فقط للتنفيذ واتخاذ إجراءات صارمة لتطبيقه يقضى القرار بحل روابط جماهير الألتراس ومنعهم من حضور المباريات. واعتبرت لجنة الأندية هذه الروابط بأنها جماعات إرهابية مسلحة تثير الشغب فى الملاعب، وسيتم إنشاء روابط بديلة تكون لها قاعدة بيانات موثقة للجماهير للقضاء على الشغب والاضطرابات التى تحدث فى الملاعب. من جانبه أكد مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك ورئيس لجنة الأندية عدم عودة الألتراس مرة أخرى بعد حالة الذعر التى أثارها فى المجتمع المصرى منذ نشأتهم عام 2007 ورغم ذلك لم يتصد لهم أحد، بل على العكس وجدوا من يناصرهم ويدفع لهم طيلة السنوات الماضية لأغراض شخصية وتحقيق مكاسب انتخابية على المستوى السياسى والرياضى، وبالفعل نجح البعض فى استغلالهم وتحقق لهم ما أرادوا إلا أن الوقت قد حان لطمس معالم تلك المجموعات الإرهابية طبقًا للقانون والأمن القومى، كاشفًا عن حصوله على موافقة النائب العام المستشار هشام بركات على كون مجموعة الألتراس جماعات إرهابية، وذلك خلال لقائهما معًا الأسبوع الماضى. الأمر الذى دعاه لإصدار هذا القرار أثناء انعقاد اللجنة وتمت الموافقة عليه. رئيس لجنة الأندية أكد على وضع عدة ضوابط ستظهر للنور قريبًا يتفق عليها عدة جهات منها الأندية واتحاد الكرة ووزارة الشباب ووزارة الداخلية والجماهير لخلق منهج جديد يحدد العلاقة بين تلك الجهات والجماهير داخل المدرجات وخارجها. طارق الدرى مدير النشاط الرياضى بالنادى الأهلى أكد على التزام القلعة الحمراء بالمعايير التى وضعتها لجنة الأندت تجاه الجماهير الخارجة على القانون مادامت تصب فى مصلحة الأمن القومى وتخدم المنظومة الرياضية، مشيرًا إلى أن مجلس الإدارة خاطب اللجنة بالتضامن معها فى قضيتها ضد الألتراس مثيرى الشغب للحد من ظاهرة العنف التى انتشرت فى الملاعب فى الآونة الأخيرة. فى حين هاجم أحمد شوبير.. نائب رئيس اتحاد الكرة السابق إدارة النادى الأهلى بعد السماح لجروب ألتراس أهلاوى بحضور أحد المباريات واصفا مجلس إدارة الأهلى بأنه راع للإرهاب لأن القرار جاء على حد وصفه كالصاعقة على رءوس جميع المهتمين بكرة القدم، متسائلاهل تناسى مجلس الإدارة الأفعال الشيطانية التى يرتكبها هؤلاء خارج المستطيل الأخضر وداخله؟، وهل تم إسدال الستار على بعض الأفعال التى ارتكبت من قتل وحرق لأشخاص ومؤسسات من قبل تلك الجماهير؟. شوبير أشار إلى أن الدولة يجب عليها أن تنتفض وعلى رأسها وزارة الشباب لحل تلك الروابط ومساعدة لجنة الأندية فى تنفيذ قراراتها التى اتخذتها مؤخرا قبل فوات الأوان وتحديدا قبل إجراء انتخابات البرلمان القادمة لأنه وقتها سيحدث ما لم يحمد عقباه، فالتاريخ لم ينس ما فعله هؤلاء منذ نشأتهم بتقاضيهم أموالا من أشخاص سواء بالداخل والخارج وعلاقتهم بحازم صلاح أبو إسماعيل، وخيرت الشاطر، كذلك حرقهم لمقر اتحاد الكرة الذى لم يحاسبهم أحد على تلك الأفعال الإجرامية مطالبا الجهات المسئولة بتجفيف منابع تلك الروابط ومن يمولهم فى السر، مع ضرورة معاقبة وبأسرع وقت كل من تسبب فى ارتكاب أفعال يعاقب عليها القانون حتى يكونوا عبرة لغيرهم أو لمن تسول له نفسه بالانضمام أو الإقدام على ممارسة أعمال العنف. فى حين اختلف ماجد سامى.. رئيس نادى وادى داجلة جملة وتفصيلا حول الأزمة المثارة بين جماهير الألتراس وعدد من الأندية رافضا قرار اللجنة بحل تلك الروابط، معتبرا ذلك تعقيدا للأزمة ويزيد من إشعال الفتنة مرة أخرى بين الجماهير والمسئولين. سامى أشار إلى أن الحل لا يكون بطريقة العنف المضاد لأن الجماهير هى سبب إضفاء البهجة والحماس فى المدرجات، مؤكدا أن هناك قلة تستخدم العنف وهناك طرق عديدة للتعامل معهم مثل قانون شغب الملاعب ووضع ضوابط للكشف عن المتورطين. أما جمال علام.. رئيس اتحاد الكرة فأكد أن الاتحاد ليس طرفا فى الأزمة بين الألتراس والأندية بل تم الزج باسمه فى عدة قضايا لا أساس لها من الصحة وبعيدة كل البعد عن المنطق ويكفى حريق مقر الاتحاد الذى تم العام الماضى دون ذنب اقترفه مسئولو الجبلاية حينها. لكنه أشار إلى أن الأزمة من السهل احتوائها والقضاء عليها أسوة بما يحدث بالدوريات العالمية بإنشاء روابط مشهرة لتلك الجماهير ويكون لها مقر داخل الجبلاية ورئيس لها يتم التعامل معه مباشرة. وهذا يتم تنفيذه مع تطبيق دورى المحترفين طبقا لقانون وتعليمات الاتحاد الدولى لكرة القدم. مؤكدا أن الاتحاد ووزارة الرياضة يبحثان الأمر للوصول لصيغة مناسبة تحد من ظاهرة شغب الجماهير فى الملاعب. فى حين تجهز تلك الروابط لعقد مؤتمر صحفى للرد على قرار لجنة الأندية ووصفها بالإرهابية خلال الفترة المقبلة وستعلن الروابط عن عدة مطالب تأمل الحصول عليها سواء من وزير الشباب والرياضة أو رؤساء الأندية لتكون لها غطاء شرعى فى المرحلة المقبلة طبقا لرؤية قياداتها، رافضة فى الوقت نفسه الهجوم عليها بالشكل غير اللائق سواء من قبل مسئولى الأندية الذين تسببوا فى زيادة الفجوة فيما بينهم أو بعض الإعلاميين الذين يسخرون جهدهم فقط لانتقاد تلك الروابط وتحميلهم فوق طاقتهم وإلصاق التهم بهم دون سند أو مواقف أدينت فيها تلك المجموعات فقط لأغراض شخصية.