أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن مصر لديها إرادة حقيقية وعزيمة قوية لمجابهة الفساد، وأن علينا جميعا أن نكون رافضين للفساد، خاصة أن هناك كتلة كبيرة جدا من المصريين ضد الفساد بكل أشكاله، ويمكنها أن تواجه وأن تعزل الكتلة الصغيرة جدا التى تمارس الفساد. جاء ذلك فى احتفال اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الفساد والذى تزامن مع مرور خمسين عاما على إنشاء هيئة الرقابة الإدارية، وحضره المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ورئيس هيئة الرقابة الإدارية محمد عمر وهبى، وعدد كبير من الوزراء ورؤساء الهيئات العامة والصحفيين والإعلاميين. وأشار السيسى إلى أهمية اختيار القيادات الأكفاء وأن يكونوا على درجة كبيرة من النزاهة والشرف والتجرد وعدم الانصياع للمجاملات والمحسوبيات، معتبرا أن العدالة عنصر رئيسى فى مجابهة الفساد والحد منه كثيرا. وطالب الرئيس السيسى بأن يكون لدى الأجهزة الرقابية والمؤسسات فى الدولة آلية تسمح بالفرز والتوصل للأكفاء فى كافة المجالات وفى كافة المناصب، وأن من الضرورى أن نبحث عن القيادات الشابة التى تتميز بالكفاءة، وأن ندفعها للمناصب الأعلى ونقدم لها الفرصة لتثبت نفسها وتعمل من أجل بلدها بكل تجرد ونزاهة. وأضاف الرئيس أن هناك من يتساءل لاسيما من الإعلاميين أين الفريق الرئاسى الذى وعد به الرئيس؟، وأجاب قائلا إنه يتحمل النقد، ولكنه يبحث فى كل مكان عن القيادات الكفء بغض النظر عن الدين والجنس والاسم، لأن انتقاء القيادات هو أهم خطوة فى مكافحة الفساد. وأكد السيسى على أن الفقر يعتبر جزءا أصيلا من المشكلة، ولذلك لابد من مجابهة الفقر، وربما يأخذ بعض الوقت. وحول مسئولية الأجهزة الرقابية فى المرحلة المقبلة، قال السيسى إن هذه الأجهزة عليها مسئولية كبيرة، ويجب أن تتحلى بالاستقلالية، كما أن على الدولة أن تدعم هذه الأجهزة لأن النتيجة هى لصالح مصر. وطالب الرئيس بعدم الإساءة إلى احد، وأن يترك الأمر للقضاء، وألا يعلق أحد على أحكام القضاء، لأن احترامنا لهذه المؤسسات سوف يدفع الآخرين إلى احترام أحكام القضاء، مشيرا إلى أن تصفية التشريعات سوف تحتاج وقتا ولكن لابد من أن تكون هناك خطوة بداية. ودعا السيسى الأجهزة الرقابية والأمنية للتعاون فيما بينها والتنسيق فى تبادل المعلومات تحقيقا للفعالية وتوفيرا للوقت والجهد، وأنه لابد أن يتوافر قوائم للنجباء والمخلصين للاستفادة منهم، فالأمة لا تنهض إلا بالرجال. وعبر الرئيس عن عدم ارتياحه لعملية نقل الباعة من أماكنهم إلى المواقع الجديدة التى حددت لهم، وقال إن على الحكومة أن تساعد هؤلاء البسطاء لأن وراءهم أسرا وأبناء، وكان عليها أن تجهز الأماكن الجديدة أولا بصورة أفضل، وأن توفر لها المواصلات، وتوفر لها الأمن وتوفر لها المكان اللائق لعرض ما يبيعونه بدلا من وجوده على الأرض. وأكد الرئيس أن أى مسئول يتعذب نظرا لقلة الإمكانيات، ولكن لا بديل عن بذل المزيد من العمل والجهد وترشيد المصروفات، مختتما ما وصفه بخواطره ووجهة نظره بعبارة تحيا مصر.. تحيا مصر.