مئات الأطفال فى رمضان والعيد يقُتلون يوميًا فى غزة كأن الآلة العسكرية الإسرائيلية تستهدف سحق الأطفال وهو ما يؤكده تسريب خبر عن انتشار أغان يهودية تتغنى فرحًا بمقتل هؤلاء الأبرياء فى عملية «محرقة غزة».. ومن الجانب الآخر القادة الإسرائيليون يهاجمون مشروع وثيقة وقف إطلاق النار التى قدمها جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى كما أعربت صحيفة «ها آرتس» الإسرائيلية حتى «نيويورك تايمز» وصفت الوصول إلى هدنة بأنه أمر صعب المنال حاليًا رغم محادثة باراك أوباما مع نتنياهو وتشير أيضًا إلى نفاد صبر الولاياتالمتحدة. ونقول إن إسرائيل تنتهج حرب إبادة جماعيةبشتى الوسائل ضد الإنسانية على الفلسطينيين العُزل حتى محطة الكهرباء الوحيدة لغزة دمروها. وهل ما تقوم به سياسة لى الذراع لأهل غزة وقياداتها كى يزعنوا ويخضعوا للقبول بتحويل القطاع إلى حى يهودى.. وهو ما أشارت إليه مجلة «نيو يوركر» بأن إسرائيل تتبع نفس السياسة العقابية حتى قبل ظهور المقاومة وصواريخها البدائية. ونتساءل لماذا تنتهج إسرائيل هذا الأسلوب الدموى مع أهالى غزة من وقت لآخر رغم استمرار الهدنة لفترة طويلة.. مما يعنى أنها لا تملك المبرر القوى لقتل الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء؟.. والإجابة لا تخرج عن تخوف مفكريها وقادتها من انهيار الكيان الصهيونى ولهذا تقتل الأطفال من الجيل القادم الذى تتخوف منه.. أم هناك عوامل أخرى وفى نفس.. وهذا يتنافى مع توسعاتها العديدة فى بناء المستوطنات.. ولكن التصريحات والتقارير التى تخرج من عقر دارهم تؤكد هذا التخوف.. فقد قال «مائير داغان» رئيس جهاز الموساد السابق لصحيفة «جيروزلم بوست»: «نحن على شفا هاوية ولا أريد أن أبالغ وأقول كارثة».. وفى تقرير عن المخابرات الأمريكية الذى أعدته سته مؤسسات استخباراتية أمريكية بعنوان «الإعداد لشرق أوسط فى مرحلة ما بعد إسرائيل» يشير إلى أن دولة اليهود ستضعف من خلال نزح اليهود إلى بلادهم الأصلية فى أوروبا وروسيا وأمريكا وأفريقيا. وفى نفس السياق قال الحاخام «دوفد يتسرائيل وايس» والمتحدث الرسمى لحركة «يهود ضد الصهيونية» إن مصير إسرائيل إلى زوال ومن يعمل ضد التوراة لن ينجح مستدلا بتفكيك الاتحاد السوفيتى وزوال النظام العنصرى فى جنوب أفريقيا. حتى الصهاينة الأوائل الذين سعوا فى بناء حلمهم يتوقعون تحوله إلى كابوس حيث أرسل كبير الحاخامات «دوشنكى» فى عام 1947 رسالة إلى الأمم المتحدة يقول فيها: لا نريد دولة صهيونية لأنه يرى أن الأوفياء للتوراة لا يرغبون فى قيام دولة يهودية.. ثم يعرب «ديفيد بن جوريون» من البداية عن تخوفه من القضاء على إسرائيل ولذلك عقد العزم على امتلاك الخيار النووى.. وتوقع أيضًا أحد قادة قيام دولة إسرائيل «مناحم بيجن» عن زوالها بعد أربعين عاما من السلام.. كما ورد فى نبوءتهم فى عام 2022 ويطلقون عليه عام الزوال. واليوم يقول الشاعر الإسرائيلى «حاميم جورى» إن كل إسرائيلى يولد وفى داخله السكين الذى سيذبحه.. ويرى الكاتب الإسرائيلى «يونتان باقين» أن العالم كله يقف ضد إسرائيل لأنها مازالت تتظاهر بأنها الضحية دائمًا.. وتقول صحيفة «الإندبندنت» عن رئيس الكنيست الإسرائيلى «إبراهم بورغ» أن وجود إسرائيل مرتبط بالخط الأخضر عند التوقيع على وقف إطلاق النار فى عام 1949 وأن مشاريع التوسع الاستيطانى تقوض الخط الأخضر وبالتالى يؤدى إلى محو إسرائيل من الوجود. nn والقول الفصل إن قادة إسرائيل ترفض الواقع ولا تسمع نصيحة مفكريها ولا تحاول أن تعى الدرس من الماضى.. وليس بالظلم.. تستقر الدول.