«يا فرعون إيش فرعنك.. ملأتش حد يلمنى» مثل شعبى ينطبق بحذافيره على عجرفة إسرائيل وتطاولها وهو أيضًا ما أتاح لها قيام دولتها فى عام 1948 أمام ضعف ورخوة الممالك العربية وما شاهدته من خيانة داخل صفوفها.. فكانت النكبة العربية حيث واجهت جيوش عربية هزيلة مفككة تمتلك أسلحة غير مطابقة للمواصفات من مخلفات الحرب العالمية الأولى وميليشيات صهيونية مدربة مدعمة من قوى الغرب- أمريكا وبريطانيا وفرنسا- قامت أركان دولة إسرائيل على سرقة وطحن وتشريد وذبح شعبه ثم توالت نكسات العرب حتى إندلاع حرب الكرامة فى 73 ولكن لم تدم نشوة الانتصار وسرعان ما عادت تتمادى فى عجرفتها ودمويتها بعد أن غض الجميع الطرف إلا أن حجارة القدس انتفضت بين أيدى أطفال وشباب ونساء فلسطين وأكتفى الحكام بالشجب والإدانة حتى تفجرت ثورات الربيع العربى وعاد معها الأمل فلعل وعسى يخرج من بينها عباد أولى بأس شديد يتمكنون من تحرير فلسطين ومحو إسرائيل.. كما تنبأ لها حاخامات «حركة يهود ضد الصهيونية» إلى ضرورة زوالها لأنهم يؤمنون بأن قيام دولة على اليهودية يخالف التوراة وهنا قال أحد حاخاماتهم ويدعى «ديفدسلوموفيلد مان» إن قيام دولة إسرائيل شر على اليهود فى العالم.. وجاء فى نفس السياق تصريح الحاخام «دوفد يتسرائيل وايس» من الولاياتالمتحدة والمتحدث الرسمى للحركة فى مقابلة تليفزيونية إن الصهيونية حركة ظالمة وغاشمه وتقلل من قيمة الحياة اليهودية.. وهرتزل مؤسس الدولة لم يكن متدينا وحاول نقل الصهيونية من الدين إلى القومية.. وقال أيضًا لسنا وحدنا ضدها بل إن هناك آلاف من اليهود داخل فلسطينالمحتلة إلى جانب مئات الآلاف من اليهود فى العالم ضد فكرة الصهيونية وأشار وايس إلى واقعة تاريخية حدثت فى عام 1947 حيث أرسل كبير الحاخامات «دوشنكى» رسالة إلى الأممالمتحدة يقول فيها «لا نريد دولة صهيونية» لأنه يرى أن الأوفياء للتوراة لا يرغبون فى قيام دولة يهودية. ويضيف وايس أن مصير إسرائيل إلى زوال ومن يعمل ضد التوراة لن ينجح مستدلًا بتفكيك الاتحاد السوفيتى وزوال النظام العنصرى من جنوب أفريقيا. وأخيرا على حسب وصفه لما يحدث على الأرض المحتلة قال «إن قلوبنا تدمى لما يحدث لإخواننا فى فلسطين» ثم يأتى مؤيدا لآراء حاخامات الحركة ما قاله شلومو كوهين الرئيس السابق لنقابة المحامين الإسرائيلية إن اليمين المتطرف داخل إسرائيل سيلحق ضررًا فادحا بها وسيحدث أزمة كبيرة بين إسرائيل وحلفائها فى العالم، وكذلك للجاليات اليهودية. وترى دراسة للكاتب الفلسطينى عيسى القدومى أن التيار اليهودى الأرثوذكسى يؤمن بأن الدولة الإسرائيلية قامت على خلاف إرادة الله وتجميع اليهود وفى دولة يعجل بنهايتها.. ومن المعروف عن هذا التيار أنه أكبر التيارات اليهودية والأوسع انتشارًا ويضم الجماعات المتشددة بالديانة اليهودية. *** ** التحقت ذكرى ثورة 25 يناير بقطار الأعياد الوطنية التى يعتز بها الشعب المصرى وخاصة التى ترتبط بانتصار إرادته على كل خائن وعدو سولت له نفسه سرقة مقدراته وترابه أو حاول إذلاله سواء كان من الداخل أو الخارج.. ولذلك يأتى نصر أكتوبر المجيد على مسافة واحدة من ثورتنا التى حماها الله.