الإيمان واليأس لا يجتمعان, ولكن هناك من الناس من إذا ابتلاه الله بأي شيء يأس مع أن الله قال:- ? وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ? أي من رحمة الله، ?إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ?، فكيف التعامل مع ما يمر بنا في حياتنا من ابتلاءات لنرضى بها؟ فالله يبلونا بالخير والشر فتنة، أنشكر أم نكفر، فلا يقنط من فرَجه ورحمته ويقطع رجاءه منه ?إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ?. ولكي تخرج من الابتلاءات مؤمنا أنظر إلى منه أكثر منك ابتلاءً ومن هو أقل منك نعمة، فإذا لم تستطع أن تنظر أمامك لأن مستقبلك مظلم ولم تستطع أن تنظر خلفك؛ لأن ماضيك مؤلم حسب ظنك، فانظر إلىالأعلى تجد ربك تجاهك، فإن الله يحبكوما ابتلاك اللهإلا لأنه إذا أحب عبدًا ابتلاه، فما أخذ منك إلا ليعطيك.وما ابكاك إلا ليضحكك، وما حرمك إلا ليتفضل عليك. فمع المحن تأتي المنح، ومع الشدة يأتي الفرج، ولابد من يسر يعقب العسر، فالابتلاء تمحيص للنفس واختبار ليبلونا الله فيما أتانا، وليس الابتلاء في النقم فقط بل يكون في النعم أيضًا، فالدنيا يعطيها الله من يحب، ومن لا يحب، إلا أن الإيمان لا يعطيه الله إلا لمن أحب، فمهما ابتلينا لن نبتلى مثل ماابتلي سيدنا أيوب فلما صبر ورضي أبدله الله نعمًا كثيرة، ومثال الإعطاء قارون، فقال إنما أوتيته على علم عندي فخسف الله به وباره الأرض، فأيوب مثال للصبر والإيمان وقارون مثال البطر وعدم رد الأمر إلى المنعم، رزقنا الله الصبر على البلاء والشكر في الرخاء وأعاذنا الله البطر والتكبر بالنعم