لثانى مرة يأتى وزير النقل من قطاع البترول. ففى المرة الأولى كان الاختيار الأول قبل 9 سنوات للمهندس حمدى الشايب رحمه الله وزيرا للنقل من شركة بتروجيت ويبدو أن هناك اتفاقا شبه مكتوب بين وزارتى النقل والبترول فللمرة الثانية يأتى وزير النقل من شركة بتروجيت أيضا والهيئة العامة للبترول وهو المهندس هانى ضاحى. ويسبق المهندس ضاحى تاريخة الطويل ونجاحاته فى تنفيذ المشروعات الكبرى التى أثبتتها الأيام. وقطاع النقل ليس قطاعا سهلا هيَّنا بل قطاعا متشعبا ومعقدا كخطوط السكك الحديدية، وعلى الوزير الجديد أن يقوم بفض الاشتباك بين هذه الخطوط المعقدة حتى تنتظم منظومة النقل من سكك حديدية ومترو أنفاق وطرق وكبارى وموانئ. ورغم أن المهندس ضاحى جاء من قطاع البترول فإن اختيار المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء جاء صائبا وموفقا لسرعة الانجاز وبعطائه المتواصل، حيث إنه لأول مرة يأتى وزير للنقل من غير تخصص الطرق والكبارى، حيث تواتر على الوزارة 6 وزراء أكاديميون تخصص طرق وكبارى كأن وزارة النقل عقمت على أن تأتى بوزير من رحمها. وعلى كل فإننا نستبشر خيرا بالمهندس هانى ضاحى أن يحرك القطارات الساكنة على المحطات وأن يعيد الرونق والجمال للقطارات التى طالتها يد الإهمال وأصبحت مرتعا للفئران وأصبحت مقاعدها متهالكة. وأن يمحو صفة الموت عن المزلقانات التى صاحبتها لفترات طويلة. ناهيك عماآلت إليه حالة الطرق والكبارى المصرية من أقصاها لأقصاها من ترد وإهمال جسيم حتى الكبارى التى عوَّلنا عليها على أنها ستكون عاملا مهماً فى تضييق المسافات أصبحت تشكو وتئن من عصا الأهمال التى كانت تلهب ظهور المصريين عندما كان يمر فوقها أحد المارة. كما أن حالة المترو أصبحت لا تسر عدوا ولا حبيبا رغم أنه على ما يبدو أنه آخر مبتكرات العصر والعلم لأن العامل البشرى الذى يتمثل فى سلوكنا يقضى على أى تطور تقنى ونأمل أن يعيد المهندس ضاحى النظر وبإمعان فى خطوط المترو التى أصبحت متنفسا لحوالى ثلاثة ملايين مواطن يستقلونه يوميا تحت الأرض. وعلى الشط الآخر فإن هناك موانئ مصر التى أصبحت سداحا مداحا لبعض أصحاب الفكر المخرَّف ممن لا ينظرون إلا للثراء السريع ولو على حساب مصلحة الوطن وأمنه القومى والاقتصادى. وبعض هذه الموانئ غير صالح للاستخدام الآدمى ومنها ميناء سفاجا وما حدث فيه من مشاكل مزمنة. هذه هى حقيبة وزارة النقل التى امتلأت عن آخرها بكم من المشاكل المتراكمة والألغاز الغامضة. وعلى المهندس هانى ضاحى فك رموزها وشفراتها ووضع حلول ثورية لها. فسابقة أعماله تشهد له أعانه الله على تخطى ومعالجة تلال المشاكل الجسام. ونأمل أن يتحرك من المحطة الأولى وينطلق حتى يصل إلى محطة الأمل فى إيجاد حلول فعالة وسريعة.