فنانون كثيرون فى العالم استهوتهم السياسة، ووصل بعضهم إلى كرسى الحكم فى أعظم وأقوى الدول ، كما حدث مع الرئيس والممثل الأمريكى الراحل رونالد ريجان، أو أصبح حاكماً لإحدى الولايات الكبرى، مثل نجم أفلام الحركة «أرنولد شوارزنيجر»، فيما فاز آخرون بحقائب وزارية ، ومنهم النجم الهندى أميتاب باتشان الذى تولى حقيبة وزارة الثقافة فى بلاده، وينتمى إلى هؤلاء المخرج المثير للجدل بأفلامه ومواقفه السياسية معاً..خالد يوسف. ودخل «يوسف» الفن من بوابة السياسة، حيث لم يدرس السينما، وإنما الهندسة، وقاده العمل السياسى بالجامعة ، والذى كان أحد رموزه فى فترة الثمانينيات من القرن الماضى للتعرف على أستاذه فى الفن والحياة ، المخرج العبقرى الراحل يوسف شاهين، حيث عمل مساعداً له فى العديد من أفلامه، واشترك معه فى إخراج آخر أفلامه «هى فوضى»، الذى تنبأ فيه الاثنان بقيام ثورة 25 يناير . ولم يكتف «خالد» بالعمل الفنى، بل انخرط فى العمل السياسى، وهجر الكاميرا والسينما من أجله، منذ أن لاحت تباشير الثورة ، التى أصبح واحداً من أبرز ناشطيها، و مع تطور الأحداث ظل حاضراً فى المشهد بحيوية وفاعلية، واختير عضوا فى لجنة الخمسين التى صاغت الدستور المصرى الجديد، كما اختير مستشاراً لحملة الرئيس عبدالفتاح السيسى ، رغم صداقته القديمة بمنافسه المرشح اليسارى الخاسر حمدين صباحي. وأخيراً أعلن «خالد» اقتحامه للعمل السياسى رسمياً بالترشح فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، عن دائرة «كفر شكر» بالقليوبية - مسقط رأسه، مبرراً ذلك بأنه جاء كاستجابة لمطالب أهالى الدائرة، وبعض الشخصيات العامة بالمحافظة، والقوى السياسية والشبابية بدائرة كفر شكر. ويبدو أن هؤلاء قد تصوروا أنه سيكون قادراً بنجوميته وعلاقاته بأصحاب القرار وكبار المسئولين على تقديم خدمات للمواطنين، والمساهمة فى حل المشاكل التى يعانى منها أبناء الإقليم. ولم يكن «خالد يوسف»، هو أول الفنانين الذين يحاولون دخول البرلمان، فقد سبقه فنانون آخرون، بعضهم نجح فى ذلك مثل الممثل القدير حمدى أحمد، وبعضهم خاض تجربة الانتخابات وفشل مثل الفنانتين تيسير فهمى وهند عاكف ، وكثيرون تم تعيينهم وخاصة فى مجلس الشورى المنحل. والحقيقة أن المخرج المشاغب، اتفقنا أو اختلفنا معه، قد أظهر قدرة كبيرة على العمل السياسى ، رغم رفضه الانضمام لأحد الأحزاب وتفضيله أن يمارس السياسة مستقلاً حتى وهو يخوض سباق الانتخابات فى ظل منافسة شرسة ، وأداؤه فى لجنة الخمسين التى صاغت مواد الدستور المعدل 2014، ينبئ بنائب نشيط ومشاكس، نتمنى أن ينجح فى معركته الانتخابية الأولى ويصبح صوتاً للفن والفنانين فى مصر داخل أول برلمان منتخب عقب ثورة 30 يونيو. كما نتمنى أن يشجع إعلانه ترشيح نفسه فنانين آخرين ممن يملكون الوعى والقدرة على التأثير فى الناس على خوض سباق المنافسة على مقاعد مجلس النواب.