فجأة أصبح مستقبل طالب الثانوية العامة متوقفًا على قدرته على إدخال الموبايل داخل اللجنة بعد غياب الأمن فى اللجان وصعوبة الامتحانات فأصبحت مواقع التواصل الاجتماعى هى الملاذ لتحديد المصير وتسريب الامتحانات بالكامل مع الإجابات النموذجية، وهو ما يهدر حق الطالب الذى اجتهد طوال العام ثم يتساوى مع طالب الفيس بوك.. التحقيق التالى يناقش أزمة تسريب الامتحانات داخل اللجان.. وتوابعها! فى البداية أكد المهندس عبد الرحمن مؤنس عبد الله الأستاذ بمعمل تصميم نظم الإلكترونيات كلية الهندسة أن المسئولية تقع على عدة جهات من بداية طباعة الأسئلة وتأمين وصول الأسئلة حتى مكان اللجان والتأمين داخل اللجان ومنع دخول الأجهزة الإلكترونية عن طريق استخدام الوسائل المتقدمة مثل البوابات الإلكترونية ويجب تأهيل المراقبين داخل اللجان لمعرفة وسائل التكنولوجيا الحديثة حتى يتم التعرف والتعامل مع الطلاب على هذا النحو وعن التقنية الحديثة المستخدمة.. فى هذا الأمر قال: يمكن تسريب الامتحان عن طريق الرسائل النصية SMS أو التصوير عن طريق الموبايلات وإرسالها لمواقع التواصل الاجتماعى. وعن مسئولية الوزارة تحدث المهندس عبد الرحمن بأنها هى المسئولة الأولى والأخيرة عن هذا التأمين والرقابة داخل الامتحانات بالاتفاق مع مؤسسات الدولة مثل الشرطة لتأمين وصول الامتحانات فى المدارس ووضع خطة عن طريق التعامل مع مركز المعلومات وكلية الحاسبات الآلية، وعمل وحدة رقابة وتأمين المعلومات فنحن كما نحتاج الجندى للتأمين نحتاج إلى الجندى الإلكترونى لتأمين المعلومات، وأكد أن هذا الأمر سيكلف الوزارة مبالغ مالية أقل من المبالغ المالية الطائلة لإعادة مادة من المواد المسربة إلكترونيًا، والاطلاع على التجارب الخارجية مثل التجربة الماليزية والكورية واليابانية للاستفادة من هذه الخبرات. أوضح المهندس عبد الرحمن مؤنس أن هناك مسئولية أخلاقية تقع على الوزارة والبيت معًا بالعمل على التنشئة الاجتماعية الصحيحة للطلاب وتفعيل التعامل مع التكنولوجية الحديثة داخل المدارس لمعرفة الجوانب السلبية والإيجابية لهذه الوسائل حتى لا يتم استخدامها من جانب الطلاب بصورة سيئة كما يحدث فى الامتحانات. ويطالب المهندس عبد الرحمن الوزارة بتغيير منهجية وضع الامتحانات بحيث تعمل على قياس فهم الطالب للمواد الذى يقوم بالاختبار فيها حتى لا يعتمد الطالب على الحفظ وهذا يطبق فى كثير من الدول بطريقة «الكتاب المفتوح» وسيعمل على تقليل حالات الغش الممنهج والتسريب الإلكترونى. الغش والتسريب وعن هذه القضية يقول د. عبد الحليم محمود شوشة الأستاذ بقسم الاتصالات الإلكترونية بكلية الهندسة جامعة القاهرة إن هناك فرقًا بين التسريب والغش، فالتسريب يحدث قبل الامتحان بوقت كافٍ عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى حتى يكون هناك وقت للاطلاع على هذه المادة العلمية، أما إذا كان هذا حدث فى وقت الامتحان فلا يندرج تحت مسمى التسريب بل يعد فى هذه الحالة نوع من أنواع الغش الإلكترونى الذى يتم بوسائل عديدة مختلفة. ويحكى د. عبد الحليم شوشة عن أول حالة تسريب لامتحانات الثانوية العامة كانت عام 1960 وتسمى فى هذا الوقت «التوجيهية» وقام بهذه الواقعة وقتها صاحب المطبعة لصالح لاعب كرة قدم بأحد الأندية الشهيرة مساء ليلة الامتحان وتم إذاعة الأسئلة والإجابة بإذاعة إسرائيل، وقد تم إعادة جميع الامتحانات بعدها بشهر والحكم على صاحب هذه المطبعة ب 7 سنوات سجن وعن ظهور بعض أسئلة الامتحانات على بعض مواقع التواصل الاجتماعى أكد شوشة أن هذه الأسئلة تعتبر نوعًا من أنواع التوقعات لبعض الأساتذة وإذا توافقت بعض الأسئلة فهذا يحدث صدفة. وعن مسئولية الوزارة قال يجب أن تتخذ الوزارة جميع الوسائل لمنع الغش فى اللجان ويجب أن تتبع من يقوم بتسريب الامتحانات عن طريق مباحث المعلومات والإنترنت والتتبع الإلكترونى، وبالرغم من اتخاذ الوزارة جميع الاحتياطات إلا أنه فى هذا السن لا يمكن أن يتم منعه مطلقًا للابتكار فى وسائل الغش المختلفة. عمليات إجرامية وتؤكد الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع أن هذا الشكل من الأشكال يعد من العمليات الإجرامية والتى يجب أن يتم تغليظ عقوبته إلى أقصى درجاتها لأنه يعتبر سرقة لحقوق الغير من الطلاب الآخرين. وعن علاج هذه الظاهرة تقول الدكتورة سامية يجب أن تتكاتف كل مؤسسات الدولة للقضاء على هذه الظاهرة ومن هذه المؤسسات المهمة المؤسسة الإعلامية والتى تؤثر على سلوكيات الطلاب بشكل كبير وتشكل فكرهم ووعيهم وتعمل على ترسيخ القيم الإيجابية فى المجتمع. من جانبه أكد محسن عبد العزيز رئيس مركز التطوير التكنولوجى بوزارة التربية والتعليم أن 90% من محاولات الغش الإلكترونى ليس هدفها الغش إنما إفشال الامتحانات وتعطيلها. ورفض أن تصبح وتتحول اللجان الامتحانية إلى ثكنة عسكرية وتقوم بتفتيش الطلاب ذاتيًا وتعطيلهم قبل الامتحان أو توترهم.. مشيرًا إلى أن الوزارة قد تقدمت ب 10 بلاغات إلى وزارة الداخلية ضد مواقع الغش الإلكترونى لإغلاقها. وأوضح أنه لم يتم الكشف عن مراكز للدروس الخصوصية قد ساهمت فى الغش الإلكترونى لإغلاقها حتى الآن مؤكدًا أنه لأول مرة هناك عضوان من المركز القومى لتنظيم الاتصالات داخل غرفة عمليات الوزارة. وكشف أن الإجراءات حتى الآن هى تتبع المواقع التى تقوم بتسريب الامتحانات وضبط الطلاب والأجهزة مشيرًا إلى أنه خاطب «فيس بوك وتويتر» بأمريكا لإغلاق مواقع الغش. الضغوط النفسية يوضح محمود نبيل أدمن صفحة مناومينج بيغشش ثانوية عامة وهى من أكبر الصفحات التى يسرب عليها الامتحان أن النظام التعليمى الفاشل هو الذى دفعنا إلى مثل هذه الأفعال ولن نتوقف يوم عن تسريب المنظومة التعليمية وطريقة التعليم والشرح بالمدارس. وأضاف محمود أن الطلاب تعانى من ضغوط نفسية وعصبية بالإضافة إلى أن أولياء الأمور الذين يدفعون كل ما يملكون للدروس الخصوصية حتى يروا أولادهم فى آخر المطاف أبناء صالحين ويفتحر بهم. أما عن مستوى الامتحان يقول محمود إن الامتحان فى مستوى الطالب (السوبر مان) حيث إن امتحان اللغة العربية جاءت به أجزاء من خارج المنهج بالإضافة إلى الأسئلة الصعبة التى لا يوجد بها إجابات فى المنهج الدراسى. أما امتحان اللغة الإنجليزية فمن المفترض أن يكون وقت هذا الامتحان 4 ساعات حيث كان الوقت قليل جدًا عليه وذلك لطول الامتحان وصعوبته. ويرى محمود أنه فى أى بلد محترم لو تكررت مثل هذه الأحداث بهذا الشكل فمن المفترض أن يتم تغير المنظومة كلها. وأكد محمود خلال رسالة يوجهها إلى النظام التعليمى إياكم وغضب طلاب الثانوية العامة فنحن قوة مصر وآمالها. وعن طريقة تمرير التليفونات داخل اللجان قال إبراهيم محمد وهو من أحد الطلاب الذين يقومون بتسريب الامتحانات أن هناك طريقة سحرية لا يستطيع أى جهاز كشفها حتى لو بالكلاب البوليسية.. وهى: أن يأتى الطالب بورق فويل والورق الحرارى ثم يقوم بوضع نقطة زيت طعام على الفويل من ناحية واحدة ويترك 12 ساعة ثم يلف بعد ذلك الموبايل بهذا الورق وذلك لا يستطيع أى جهاز اكتشافه. وأكد إبراهيم أنه فى حالة قيام مباحث الإنترنت بغلق صفحاتنا فإننا سوف ننشئ مليون صفحة غيرها. وعن طريق تسريب الامتحان داخل اللجنة قال إبراهيم إنه يقوم بتصوير الامتحان مع الإجابة الخاصة بكل سؤال ثم يرفعها على الصفحة الخاصة فيقوموا الطلاب بالدخول على هذه الصفحة وذلك بعد بدء الامتحان بنصف ساعة وهناك طريقة أخرى وهى أن يرسل الامتحان إلى شخص خارج المبنى الذى يقوم بحل الأسئلة ثم يقوم بوضعها على الصفحة الخاصة بنا. ويقول إبراهيم إن من الطرق التى يتبعها أيضًا هى أنه يضع سماعة بلوتوث صغيرة فى قبضة يده قبل دخول الامتحان ويعمل لها (Conct) مع الموبايل ثم يجعل الموبايل فى وضع صامت ويكون لديه صاحب خارج اللجنة ويقوم صديقه بتملية الإجابات عن طريق سماعة البلوتوث. وعلى النقيض نجد مجموعة من الطلاب المجتهدين الذين يراجعون الامتحان خارج المدارس.. حيث قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فى الطلاب الذين يقوموا بتسريب الامتحانات لأنه فى هذه الحالة يتساوى الطالب الذى يجتهد طوال العام بتحصيل الدورس والمذاكر بالطالب الفاشل الذى يجلس أمام الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعى طوال العام يتوقف اجتهاده فقط على إمكانية تمرير الموبايل داخل اللجنة وكيفية استخدامه دون أن يراه المراقب ثم يحصل على مجموع كبير لن يكن فى يوم أن يتوقعه ويأخذ حقًا غير حقه. أندرويد للغشاشين! أما عن طريق الطلاب الذين يقوموا بتسريب الامتحان عبر صفحة (تويت لجنة) فقد قامت الصفحة بطرح أول إصدار أندرويد يساعد على تسهيل الغش وهو نظام جديد يتم تجريبه حيث يساعد هذا النظام على نزول البوستات الخاصة بالإجابات أولًا بأول وبطريقة أسرع أفضل من الفيس بوك وتويتر. وأضاف الطلاب أيضًا أنهم يقومون بتسريب الامتحانات لأنهم لم يأخذوا حقهم فى التعليم، وذلك لأن المدرسين يوفرون جهودهم داخل المدارس وذلك حتى يقوموا بالشرح فى الدروس الخصوصية. ويقول أدمن صفحة (تويت لجنة) إن الجميع يرى أننا عندما نقوم بتسريب الامتحان سوف يخرج للمجتمع مهندس فاشل بسببه تقع العمارات أو طبيب بسببه تقتل الأرواح.. فأنا أقول لهم هذا كلام خطأ، فالنظام التعليمى ضعيف من الصغر إلى الكبير. فطالب كلية الهندسة المدنية رغم أنه تخرج من الثانوية العامة بمجموع كبير إلا أنه يعتمد اعتماد كلى على ملازم «السناتر» الخاصة بكلية الهندسة مثل «سنتر رسالة»، أما طالب طب فأيضًا يعتمد على كورسات الخصوصية التى يحصل عليها من «سنتر ابن سينا» وكذلك طالب صيدلة، فالنظام التعليمى فاشل من المرحلة الابتدائية إلى الجامعة ونحن لسنا السبب. وأكد أنه وباقى فريق عمل هذه الصفحة سوف يقومون بتوسيع هذا المجال ليكون من المرحلة الابتدائية والإعدادية والكليات أيضًا حتى يتم تغيير ذلك النظام التلعيمى.