استيقظ العالم على كوارث غير مسبوقة تحدث فى العراق الذى يعانى من تفجيرات يومية واختلافات بين كل القوى السياسية وتدخلات خارجية لقوى متطرفة انضم مؤخرا مع قيادات فى الجيش العراقى السابق ساهمت فى مساندتها ما يسمى بداعش وعناصر كانت تقاتل الوجود الأمريكى فى العراق وتستمر لليوم فى مواجهة ما اطلقت عليه الهيمنة الايرانية على العراق فيما أكد وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى أنه يثق فى قدرة بلاده على صد تنظيم داعش والقوى المتطرفة التى تحاول النيل من استقرار الدولة العراقية ودعا كل القوى السياسية لتوحيد مواقفهم لمواجهة التهديد الخطير الذى يتعرض له العراق فيما أصدر الاجتماع الوزارى العربى الأوربى بيانا تضامنيا مع العراق فى حربه ضد الإرهاب. قال محافظ نينوى، أثيل النجيفى، «إن هناك مؤشرات على تعاون المسلحين مع دمشق، قائلا: «العراق بأكمله يواجه الانهيار الأمنى». وأضاف»النجيفى أنه لا يؤيد تطبيق حالة الطوارئ، قائلا: «إعلان الطوارئ يشكل قضية خطيرة جدا بالنسبة للعراق لأنه قد يمنع تشكيل الحكومة»، وتابع «الأمور المالية من اختصاص البنك المركزى وهناك خسائر مالية كبيرة بعد سقوط الموصل إضافة إلى أنها تشهد انهيارا فى البنى التحتية». وأوضح محافظ نينوى،»نقدر على مواجهة المسلحين بدعم شعبى وسنشكل لجانا شعبية للدفاع عن الموصل ولن نعود للمنظومة الأمنية التى أسقطت المدينة. يذكر أن ما يعرف باسم تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش» يخطط لإعلان دولة الخلافة الإسلامية من خلال السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض قبل حلول رمضان المقبل، حيث أن عددا من قادتها فى العراق والشام الحاليين كانوا يحملون رتبة «لواء» فى عهد الرئيس العراقى الراحل صدام حسين وهذه الخبرات مكّنتها من الاستفادة من نقاط ضعف الجيش العراقى ومن الثغرات فى أجهزته الأمنية. إن الوقائع الميدانية تظهر أن «داعش» تسير وفق خطط مدروسة، مستفيدة من الخبرات العسكرية الكثيرة التى اغتنت بها جراء انتساب عدد من كبار ضباط الجيش العراقى السابق إليه، بالإضافة إلى وضع خطط عسكرية وأمنية تناسب الظروف الميدانية ومتطلباتها من جهة أخرى». أن «داعش» استفادت من دمج خبراتها العسكرية السورية العراقية، وكانت كل المؤشرات تشير إلى أن الأراضى السورية ستكون الميدان المفضل لتنفيذ الخطة المسماة«حصاد الأجناد»، إلا أن التطورات اللاحقة فى سوريا وخصوصاً على صعيد اندلاع الاقتتال بين «داعش» وبين «الفصائل الجهادية» الأخرى، يبدو أنه غيّر من مكان تنفيذ الخطة وتحول الاهتمام مجدداً إلى العراق حيث شهدنا خلال الأسبوع الماضى تطورات نوعية تمثلت باقتحام سامراء، ثم السيطرة على مدينة الموصل وصولاً إلى الربيعة على الحدود العراقية السورية. وكان أسامة النجيفى رئيس مجلس النواب (البرلمان) العراقى قد أعلن عن سيطرة مسلحين على مدينة الموصل (مركز محافظة نينوى شمال العراق)، ومطارها وبعض الطائرات، داعيا جميع القوى السياسية إلى التعاون لصد ما وصفه ب «الغزو الخارجى». وقال النجيفى فى مؤتمر صحفى فى مبنى البرلمان إن «محافظ نينوى أثيل النجيفى زود القيادات الأمنية فى المحافظة بمعلومات مسبقة عن نية المسلحين السيطرة على المحافظة، لكن الأجهزة الأمنية لم تتصد للإرهابيين». وأضاف أن «ما تتعرض له الموصل غزو خارجى للعراق من قبل مجموعات إرهابية من مختلف دول العالم، تقتل الأبرياء وتطيح بالدولة فى احتلال كامل لمدينة الموصل والأقضية والنواحى، وهى تتوجه الآن نحو محافظة صلاح الدين (شمال)، بعد أن احتلت جميع قرى الشرقاط ومطارها». واتهم النجيفى القيادات الأمنية بالإهمال وعدم تعاملها مع المعلومات الاستخبارية التى زودتهم بها المحافظة حول وجود تجمعات للمجاميع الإرهابية»، بحد قوله. وأضاف النجيفى عندما احتدمت المعركة، تخلت القوات الأمنية عن أسلحتها وتركوها لقمة سائغة للإرهاب، حتى مخازن الأسلحة والسجون والمطارات أصبحت تحت سيطرتهم. وطالب النجيفى جميع فئات الشعب بالتعاون الكامل لصد هذه «الهجمة الإرهابية ودعم القوات المسلحة»، مشيراً إلى أنه «طلب من رئيس إقليم شمال العراق مسعود البارزانى الاستعانة بقوات البيشمركة (جيش شمال العراق)، والتى أعلنت استعدادها الكامل لذلك بتنسيق كامل مع الحكومة الاتحادية، إضافة للمطالبة بتدخل المجتمع الدولى لصد هذه الهجمة التى لا تستهدف العراق وإنما المنطقة بالكامل». وطالب أيضاً بالتحقيق مع جميع القيادات الأمنية والعسكرية المقصرة وضرورة الدفع بقوات شجاعة قادرة على وقف «التقدم الإرهابى» والقضاء عليه. وقال النجيفى إنه اتصل بالسفير الأمريكى بالعراق ستيفن بيكروفت، وطالب بدعم بلاده وفق الاتفاقية الاستراتيجية بين البلدين، وأبلغه إنه سيتصل بحكومته من أجل ذلك. وخلال هذه الأحداث أصدر الاجتماع الوزارى العربى الأوروبى المجتمع فى اليونان بيانا يؤكد مساندته للعراق ضد الإرهاب وأشار بأن جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبى يعبران عن قلقهما العميقين حول تدهور الوضع الأمنى فى العراق وخصوصاً فى منطقة الموصل ويدينان وبأشد العبارات الهجمات الإرهابية الأخيرة والتى أدت إلى وقوع العديد من الضحايا وإلى نزوح الآلاف من ديارهم. وأشار البيان فى هذه اللحظة الصعبة للعراق فإن دول الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية يدعوان جميع القوى الديمقراطية العراقية للعمل سويًا ووفق الدستور العراقى للتغلب على هذا التحدى الأمنى للعراق واحترام إرادة المواطنين العراقيين فى تشكيل حكومة وفق العملية الديمقراطية وكما عبر عنها العراقيون فى الانتخابات التشريعية الأخيرة. وقد صدر البيان فى ضوء المشاركة الفعالة لوفد العراق الذى يترأسه وزير الخارجية السيد هوشيار زيبارى فى الاجتماع الثالث لوزراء خارجية العرب والاتحاد الأوروبى المنعقد فى اليونان (اثينا). حيث أكد الوزراء العرب والاوربيون على دعمهم ومساندتهم لحكومة العراق فى حربها ضد الإرهاب وأعربوا عن قلقهم البالغ إزاء أعمال الإرهاب والتخريب الذى يتعرض له المواطنون ومؤسسات الدولة من قبل العناصر الإرهابية. هذا وقدم الوزير فى كلمته أمام الاجتماع عرضا للمستجدات التى طرأت على أثر هجوم العناصر الإرهابية على مدينة الموصل، وطالب بأن يتخذ الاجتماع موقفاحاسما فى دعم العراق ومساندته فى حربه ضد الإرهاب الذى لم يعد مصدر العدم الاستقرار فى العراق فحسب فى عموم المنطقة وفى أوروبا نفسها. وقد أكد هوشيار زيبارى ل أكتوبر قدرة الحكومة العراقية على التصدى لإرهاب داعش