انتشرت فى الفترة الأخيرة ظاهرة «السيلفى» وهى صورة ذاتية يلتقطها أصحابها لأنفسهم بهدف نشرها على مواقع التواصل الاجتماعى ولم تقتصر انتشارها على الأشخاص العاديين بل وصل الأمر إلى المشاهير والسياسيين لتتحول إلى هوس وجنون حيث اجتاحت العالم ويتوقع أن يصل أعدادها فى نهاية 2014 إلى حوالى 880مليار صورة أى ما يعادل 123صورة لكل شخص من سكان الأرض أى ما يعادل 17% من الرجال و10%من النساء يلتقطون صور «سيلفى» التى تعد الكلمة الأشهر فى عام 2014والتى أضيفت إلى قاموس أوكسفورد الإنجليزى. وكانت أول صورة سيلفى فى عام 1917 عندما وضع المصور الأسترالى توماس بيكر كاميرته العتيقة أمام مرآة، وارتدى ملابس عسكرية وصور نفسه وخلد التاريخ الصورة لأنها كانت أول وآخر صورة لصاحبها لأنه حارب فى الحرب العالمية الأولى وقتل. ولا شك أن الصورة التى التقتطها الإعلامية هيلين دى جينيرس فى حفل جوائز الأوسكار الأخير تعد أكثر صورة أعيد تغريدها على موقع «تويتر» والتى تراوح ثمنها من 800 مليون إلى مليار دولار وتعد صورة «بيكى كويك» مراسلة «سى ان بى سى» مع مؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس وشريكه المالى تشارلى مونجر من الأكثر انتشارا. و يعد الرئيس الأمريكى باراك أوباما هو الأكثر هوسا بالسيلفى فله العديد من الصور التى أثارت نقدًا لاذعًا من الصحافة الأمريكية فله سيلفى مع نجم البيسبول ديفيد اورتيز و رئيسة وزراء الدنمارك هيلى ثورنين شميدت و رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون خلال حفل تأبين رئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا كما التقط نجيب تون عبد الرازق رئيس وزراء ماليزيا صورة بصحبة أوباما. ونشر جو بايدن نائب الرئيس الأمريكى باراك أوباما، صورة التقطها مع الأخير، على طريقة السيلفى، وهما يضحكان أثناء ركوبهما السيارة الخاصة بالرئاسة الأمريكية ووضعها على تويتر كما يعد نيتناهو من محبى السيلفى وكما نشر صحفيون إسرائيلون سيلفى مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن ونشر عدد من محبى بابا الفاتيكان سيلفى معه. وفى مصر تعتبر صورة المشير عبد الفتاح السيسى مع رانيا علوانى السباحة المصرية من أشهر صور السيلفى فى مصر و كذلك صورة حمدين صباحى مع أعضاء حزبه كما يعد المنصف المرزوقى من محبى السيلفى حيث التقط له أول صورة سيلفى مع إحدى الشابات. وساهم مصطلح سيلفى فى شهرة العديد من الأشخاص فقد حقق فيديو نشره مراهق لنفسه فى موقع يوتيوب 20 مليون مشاهدة ودخل المراهق جاريد مايكل عالم الشهرة بسيلفى التقطه لنفسه بجوار قطار سريع ليصبح حديث الملايين من الناشطين فى مواقع التواصل الاجتماعى ورجال الإعلام حول العالم. أما المدن الأكثر هوسا بالسيلفى فى الوطن العربى فتأتى الدوحة على رأس القائمة تليها أبوظبى و دبى والقدس ثم بيروت ثم عمان و أخيرا الرياض. واتخذ السيلفى اتجاها جديد ًاحيث امتلأ موقع «تويتر» بمشاركة لصور الحيوانات من كلاب وقطط وقرود و خيول وضمت عددا من الصور الطريفة والمميزة. والحقيقة أن السيلفى تسبب فى أحداث هوس للبعض حتى انتشرت فى الفترة الأخيرة حوادث مروعة فقد توفيت كورتنى سانفورد بعد لحظات من نشرها سيلفى لها على الفيسبوك وهى تقود سيارتها متجهة إلى عملها كما توفيت مراهقة روسية تدعى زينيا ايجاتيفيا البالغة 17 عاما أثناء التقاط سيلفى لها أمام سكة قطار حديدى بطريقة مأساوية حيث اختل توازنها واضطرت للامساك بكابل كهربائى فلقت حتفها صعقا بالكهرباء. كما تلقى مايكل ركلة فى وجهه من قبل عامل كان على متن القطار كادت تفصل رأسه عن جسده بعد أن حاول تحذيره من خطورة فعلته وأنفقت أمريكية نحو 15 ألف دولار للخضوع لجراحات تجميلية تُمكنها من التقاط صورة سيلفى له براقة دون فوتوشوب أو إضافة أية مؤثرات لخفايا العيوب.