كتاب جديد للأديب فتحى الإبيارى «محمد حبيب الرحمن فى رمضان» بمناسبة قدوم شهر رمضان المعظم، ويقول الإبيارى فى كتابه يحق لنا أن نرهف السمع إلى نداء الحبيب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، حتى نتهيأ لذلك الشهر، ففى حديث البيهقى، وابن حبان عن سلمان رضى الله قال سلمان «خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فى آخر يوم شعبان ، فقال «يا آيها الناس قد أظلكم شهر مبارك، شهر فيه ليلة القدر خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليلة تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كما أدى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة وشهر يزاد رزق المؤمن فيه، من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبة وعتق من النار، وكان له مثل أجره عن غيرة أن ينقص من أجره شىء. ويقول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) " الله عز وجل هذا الثواب من فطر صائماً على تمره أو شربة ماء أو مذقة لبن، وهذا شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، واستكثروا فيه من أربع خصال، ما هى يا رسول الله ؟ يقول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) .. خصلتان ترضون بهما ربكم عز وجل وخصلتان لا غنى لكم عنهما، وكيف نرضى ربنا يا رسول ؟ يقول سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) : أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم عز وجل فشهادة أن لا اله إلا الله، وأن تستغفروه، أما الخصلتان اللتان لا غنى لكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار .. ومن سقى صائماً سقاه الله تعالى من حوضه شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة. لقد علمنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أخلاق الصائمين ، وبين عظم فضل شهر رمضان ، وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وقفلت أبواب النار، وصفدت الشياطين، كذلك من شأن الصائمين أن يتخلقوا ، ويتأدبوا بأدب الرسول الكريم حبيب الرحمن : فيقول عليه الصلاة والسلام:" فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله .. فليقل أنى أمرؤ صائم ويذكر الأبيارى أن العلماء قسموا الصوم إلى مراتب التماساً من هدى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال الأمام الغزالى فى " أحياء علوم الدين " : " أعلم أن الصوم ثلاث درجات صوم العموم، وصوم الخصوص، وصوم خصوص الخصوص، أما صوم العموم: فكف البطن والفرج عن قضاء الشهوة، أما صوم الخصوص : فكف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام ، أما صوم خصوص الخصوص : فصوم القلب عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية، وقد خص الله سبحانه وتعالى عباده الصائمين المحققين لمثل هذه الأخلاق بخصوصية كبرى عبر عنها الرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال: " إن فى الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون، فيدخلون منه فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد. ويضم كتاب " الحبيب الرحمن فى رمضان " لفتحى الإبيارى العديد من الفصول منها: الانتصار فى غزوة بدر، النهى فى الوصال فى الصيام، قراءة القرآن فى رمضان، لماذا خص الله سبحانه وتعالى شهر رمضان بالصيام، دعاء الرسول وقيام الليل، الاعتكاف فى رمضان وزكاة الفطر، الصيام والقرآن شفيعان للعبد، يوم بدر، ونصر الله المسلمين فى بدر صلاة القيام فى رمضان، النهى عن الصيام، الاعتكاف فى رمضان، أياكم والوصال، ليلة القدر ... صلاة العيدين " الله أكبر كبيرا. ولد فتحى الأبيارى فى 3 أغسطس عام 1934 بحى سيدى جابر بالأسكندرية، والده الدكتور حسين الإبيارى الأستاذ بهندسة الأسكندرية، تلقى تعليمه بمدارس الأسكندرية، نال الماجستير فى موضوع " الرأى العام والصحافة الإقليمية " درس دراسات عليا فى الآثار الإسلامية " عمل محرراً فى أخبار اليوم – آخر ساعة، انتقل لمجلة أكتوبر عام 1976 ليشارك فى تأسيسها وأصدارها مع عمالقة الصحافة وعلى رأسهم الأستاذالكبير أنيس منصور، حتى وصل إلى مدير للتحرير فى المجلة التى أصبحت مدرسة جديدة فى الصحافة المصرية المعاصرة، وفتحى الإبيارى هو أول من أنشأ ناد للقصة بالإسكندرية عام 1960 تخرج من معطفه عدد كبير من كتاب القصة، وأقام ما يقرب من 23 مهرجاناً للقصة فى محافظات مصر، وأصدر مجلات عالم القصة، وأمواج التابعة لمجلس الثقافة بالإسكندرية، وكان لنشأة الإبيارى الدينية السر فى كتاباته " لسلسلة " المحمديات " التى أصدرتها الهيئة العامة للكتاب فيما يقرب من 120 كتاباً بسيرة الرسول عام 1995 يعتبر من الأعوام التى لا ينساها " الإبيارى " فلقد حصل الإبيارى على وسام الدولة للعلوم والفنون عام 1995، وعلى درع الرواية بالأسكندرية فى نفس العام من هيئة قصور الثقافة.قدم للمكتبة العربية ما يقرب من 50 كتاباً فى مجالات الأدب والسياسة، والقصة والرواية، والدراسات السياسية، والإسلامية والإعلامية.