لا يحتاج رمضان لطلقات الحبر التي نكتبها .. وإنما للحظات النور التي نتلقفها ونتنفسها ونتغذي عليها. فأول رمضان رحمة. ووسطه مغفرة. وآخره عتقى من النار. آخره مكافأة, النجاة من جهنم . وكما ورد في كتاب شعب الايمان للبيهقي الجزء"3"ص"305" : 3608 عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي قال : خطبنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال:" أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم. شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر. جعل الله صيامه فريضة و قيام ليله تطوعا. من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدي فريضة فيما سواه. و من أدي فريضة فيه كان كمن أدي فريضة فيما سواه. وهو شهر الصبر. والصبر ثوابه الجنة و شهر المواساة.و شهر يزاد فيه رزق المؤمن من فطر فيه صائما كان له مغفرة لذنوبه و عتق رقبته من النار و كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء " قلنا : يا رسول الله كلنا يجد ما يفطر الصائم. فقال رسول الله : " يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما علي مذقة لبن أو تمرة أو شربة من ماء و من أشبع صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتي يدخل الجنة, وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. زاد همام في روايته: فاستكثروا فيه من أربع خصال, خصلتان ترضون بهما ربكم وخصلتان لا غني لكم عنهما, فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم, فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه, وأما اللتان لا غني لكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار" ولو كان رمضان جوعاً وعطشاً لكنّا مثل الذي أفلت رجليه من حافة مرتفعة دون أن يجد شُرفة بديلة يتعلق بها. فيبقي قائماً بين السماء والأرض. ينتظر من يرفعه ويمسك بيده وينقذه ولا يسقطه. أو يُلقي به فتنكسر رقبته وينتهي أمره. ولن ينقذنا من زلة القدم أو زلة القلب أو زلة اللسان سوي النبي صلي الله عليه وسلم. فهو المرشد والدليل والمعلم والإمام والشفيع والبوصلة وخارطة الطريق وبوليصة التأمين. يقول سبحانه وتعالي : [لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةى حَسَنَةى لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ اللهَ وَالْيَوْمَ الْأَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً ] (12 الأحزاب"