سؤال يطرح نفسه، هل تبقى رشا اسماعيل مديرة للمركز القومى للترجمة بعدما طردت أكثر من مرة وسط سخط وغضب العاملين بالمركز الذى على الرغم من حصوله على جائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز إلا أنه يعانى من التدهور والانهيارعلى حد وصف العاملين به؟.. فى الأسبوع الماضى اجتاحت المركز موجة من الغضب هى الأولى من نوعها منذ إنشائه فقد قوبلت مديرته بعاصفة من الاحتجاجات ورفضت طلب العاملين مقابلتها فاشتعلت الهتافات ضدها وقام العميد هشام فرج رئيس قطاع أمن الثقافة بإخراج الدكتورة رشا إسماعيل من مكتبها وسط تأكيد العاملين بأنهم لم يحاصروها بمكتبها أو تعرضوا لها بأذى، ولكن كل ما يريدونه منها هو الرحيل عن المركز، وفور خروجها من مكتبها هتف العاملون ضدها «ترحل.. ترحل». وأكد العاملون بالمركز القومي للترجمة أنهم سيواصلون احتجاجهم ضد المديرة وسينظمون وقفة أمام المركز لمنعها من الدخول وهو ما حدث بالفعل. وفى تصعيد من جهتها اتهمت رشا إسماعيل العاملين بالتطاول عليها بألفاظ خادشة للحياء وقد رد العاملون بأنهم موظفون محترمون وأنها هى من قامت بإهانتهم، واستفزازهم بعد أن رفضت مقابلتهم واتهمتهم بأنهم فلول جابر عصفور وبأنهم متراخون فى أداء عملهم وفى ردهم على ذلك الاتهام توجهت موظفتان بالمركز لتحرير محضر سب وقذف ضد د. رشا إسماعيل وسهير قطب مديرة مكتبها بعد تعديهما عليهما بالسب. وقال العاملون إنه في حالة عدم رضوخ وزارة الثقافة لمطالبهم سيقومون بالتصعيد لأكثر من ذلك وأوضح أحد العاملين أن رشا إسماعيل قامت بانتداب أساتذة من الجامعات المختلفة، وعينتهم مستشارين لها، مخالفة القانون والدستور، وأن هذا الإجراء يعد مشاركة فعلية في إهدار المال العام وأن تلك التصرفات تدمر المركز، مؤكدين أنهم على موقفهم الصارم تجاهها، ولن يتنازلوا عن رحيلها، كما أعرب العاملون بالمركز القومي للترجمة عن حزنهم الشديد من تصريحات الدكتور صابر عرب وزير الثقافة الذي حمل المحتجين بالمركز مسئولية تصاعد الأزمة من أجل زيادة الرواتب وأكدوا أنهم لم يحتجوا ضد مديرة المركزمن أجل ماديات أو زيادة رواتب، ولكن ضد الفساد الذى تمارسه داخل المركز، حسب تعبيرهم. مشيرين إلى أنهم قاموا برفع مذكرات وشكاوى عديدة عن سياسات مدير المركز المخالفة للقانون إلى وزير الثقافة ولكنهم لم يجدوا أية استجابة للنظر في شكواهم وأكد بعض العاملين بالمركز أن هناك العديد من رسائل التهديد جاءتهم من وزارة الثقافة بفض اعتصامهم بالقوة. أما عن رد فعل وزير الثقافة فقد جاء مستفزا للعاملين ومتأخرًا جدًا ففى البداية تجاهل احتجاج العاملين بالمركز القومي للترجمة للمطالبة برحيل الدكتور رشا إسماعيل مدير المركز وعقد اجتماعا بمجلس أمناء المركز لوضع سياسات وخطة العمل به دون الاستجابة لمطالب العاملين، وردًا على هذا التجاهل قام أكثر من 150 عاملًا بالتوقيع على مذكرة لتسليمها للدكتور جابر عصفور رئيس المركز القومي للترجمة سابقا باعتباره الأب الروحي للمركز، وأكدوا أن المذكرة تتضمن شرح جميع النقاط والسلبيات الإدارية منذ بدء تولى رشا إسماعيل لرئاسة المركز. إلا أن الوزير حاول التهدئة بعد أن اتضح أن خطة الأذن المبتورة لن تجدى، لذا جاء قراره بإلغاء التفويض المالى والإدارى لإسماعيل بقرار رقم 385 لسنة 2014 كما صدر قرار بنقل سهير قطب مدير مكتبها وتكليفها بالعمل بمكتب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة والذى حمل رقم 385 لسنة 2014 إلا أن تأخر القرار جعل العاملين يعتبرونه مماطلة من الوزير. وما لبث أن قام الوزير بالتصعيد مرة أخرى، حيث قام بإلغاء انتداب موظفتين بالمركز القومى للترجمة هما ماجدة عبد العال إدارة المخازن وعصمت محمد بإدارة شئون العاملين وإعادتهما إلى جهة عملهما بالوزارة مما أثار غضب موظفى القومى للترجمة. وفى ظل هذه السياسة غير الواضحة من قبل الوزير وتصميم العاملين على الاستمرار فى اعتصامهم حتى رحيل إسماعيل يبقى مستقبل القومى للترجمة مجهولا وربما تكون تلك الأحداث بداية الانهيار.