فى الوقت الذى دعا فيه المرشح الرئاسى المشير عبد الفتاح السيسى لترشيد الكهرباء، واعداً فى حال فوزه بالرئاسة ، بالسعى لتركيب لمبات موفرة للطاقة فى كل البيوت، يمنع الروتين الحكومى العقيم داخل مبنى التليفزيون إذاعة أغنية مبتكرة، تستخدم فن الأراجوز والعرائس لتوعية الناس بكيفية ترشيد الكهرباء. وقد أرسل لى صاحب الفكرة والأغنية، المهندس يحيى الحسينى خطاباً يحكى فيه القصة، قائلاً: «نحن مؤسسة «سفنكس» للتنمية، مشهرة برقم 6658 لسنة 2006 ، ونعمل فى مجال محو الأمية وفى مجال التنمية الثقافية، وعملنا بعزبة العرب بمدينة نصر من 2006 حتى 2009، ووصلنا بالعشرات ممن نجحنا فى محو أميتهم إلى الصف الثانى الإعدادى، وعملنا أيضا بقرية أبو دياب شرق، ثم نفذنا ندوات ثقافية بساقية الصاوى عام 2009، وغيرها من الأنشطة الخاصة بالمشاركة المجتمعية». ثم تطرق «الحسينى» إلى حكايته مع مسئولى ماسبيرو، وقال: «منذ 3 أشهر ونحن ننفذ حملة «رشد.. وفر» عن ثقافة الاستهلاك عامة وبالأخص ترشيد استهلاك الكهرباء.. والحمد لله أنجزنا 3 أغنيات عن ترشيد استهلاك الكهرباء، ونجحنا فى إقامة 4 احتفالات بالحدائق العامة.. وخلال الاحتفالات نتحاور مع الجمهور باختلاف طبقاتهم ويحاورهم الأراجوز بعد أن يقدم لهم نصائح للترشيد، هذا بخلاف توزيع «بروشورات» توضح كيفية ترشيد استهلاك الأجهزة الكهربائية المنزلية للطاقة». وأضاف: كنا نتمنى إذاعة الغنوة الأولى التى نفذت بالتعاون مع مسرح القاهرة للعرائس ليستفيد منها أكبر قطاع ممكن من الناس، ورغم إشادة القطاع الاقتصادى بالتليفزيون بمستوى الأغنية، إلا أنه طلب منا أن ندفع 1000جنيه عن كل مرة يتم فيها إذاعتها على الشاشة، رغم أننا قمنا بتصوير الأغنية وتكلفتها على نفقتنا الخاصة، وأنفقنا على حملة «رشد وفر» حتى الآن حوالى 80 ألف جنيه من مالنا الخاص، ونملك أفكاراً جميلة لاستخدام عرائس الماريونيت والأراجوز لجذب الصغار والكبار وتوعية الجميع بفوائد وكيفية ترشيد الطاقة». انتهى كلام المهندس يحيى..ولم تنته خيبة أملى أو تزول دهشتى من العقلية التى ما تزال تسيطر على الأمور فى ماسبيرو. ويبدو أن البيروقراطية العقيمة التى دفعت أفضل العناصر والكفاءات التى تدربت وعملت وتألقت فى التليفزيون الرسمى لهجرة المبنى العريق والبحث عن فرص ومناخ أفضل للعمل فى الفضائيات الخاصة. يبدو أن تلك القيادات فاقدة القدرة على الخيال والإدارة الرشيدة، والتى ما تزال تعشش فى أركان المبنى العريق، وتسببت فى الإحباط والإحساس بالقهر وانعدام الرغبة فى العمل والإبداع لدى كفاءات أخرى، لا تريد لتليفزيون الدولة أن ينهض من جديد، أو يستعيد دوره الرائد فى التوعية والتثقيف وتشكيل وعى ووجدان المصريين.