رغم انتهاء الانتخابات البرلمانية العراقية فى الثلاثين من شهر إبريل الماضى إلا أن النتائج النهائية لم تعلن حتى كتابة هذه السطور لوجود كم هائل من الشكاوى والطعون، ومن المتوقع أن تعلن المفوضية النتائج النهائية والشكاوى المقدمة من الكتل السياسية، ولا شك أن طريق تشكيل الحكومة العراقية القادمة سيكون طويلًا ربما أكثر من اللازم. فما زال التحالف الوطنى الشيعى متمسكًا بقاعدة الأكثرية الشيعية المؤهلة لتشكيل الحكومة، ورغم وجود خلافات عميقة بين أركانه، إلا أنه أعلن عن تشكيل لجنة ثمانية لإعادة هيكلته وصياغة نظام داخلى له. وجاء فى بيان للتحالف بشأن تشكيل حكومة أغلبية سياسية أكد البيان أنه «من الصعب الآن الحديث قبل إعلان النتائج النهائية، لكن توجد هناك حالة صعود فى عدد المقاعد التى كسبها التحالف الوطنى، وسوف تمتد الجسور مع البقية». ومن جهتهما أكدت كتلتا «المواطن» التابعة للمجلس الأعلى الإسلامى بزعامة عمار الحكم، «والأحرار» التابعة للتيار الصدرى بزعامة مقتدى الصدر أهمية الحفاظ على وحدة التحالف الوطنى الشيعى. وكان نورى المالكى قد التقى عددًا من أعضاء البرلمان بهدف تشكيل الحكومة المقبلة. كما بدأت كل الكتل والقوى السياسية لقاءات تمهيدية فى بغداد وأربيل بهدف تشكيل صيغ التحالفات المقبلة. ولا شك أن الاجتماع الأخير للتحالف الوطنى الشيعى يمثل فرصة أساسية له لإثبات وجوده بعد كل ما عصف به من متغيرات خلال الفترة الماضية، ويركز التحالف على ضرورة تأمين أجواء جيدة ومتكاملة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. تحركات سياسية وعلى صعيد الكتل الأخرى فإن الموقف لا يقل صعوبة، فجميعها تنتظر النتائج التى قد لا تكون متوقعة للانتخابات البرلمانية فالكتل المعارضة للمالكى قادرة على تشكيل أغلبية سياسية كبيرة بإمكانها اختيار رئيس للوزراء. وبشأن التحالف الكردستانى وموقفه فقد أعلن مسئول كردى أن «التحالف الكردستانى ينطلق من موقف ثابت واحد وهو انسجامه على صعيد التفاهم بشأن الحكومة المقبلة، موضحًا أن التحالف الكردستانى لم يعط رأيه حتى الآن، ولكن ما نستطيع قوله إننا جربنا المالكى دورتين ولم ينفذ التزاماته، وبالتالى فنحن ننتظر موقف الكتل الأخرى، وفى حال كان هناك فريق مع المالكى وفريق آخر ضده فإننا سوف نقف مع الفريق الذى يمثله تكتل من المجلس الأعلى والتيار الصدرى وعلاوى والنجيفى بهدف تشكيل الحكومة المقبلة على أساس التوافق والشراكة. موقف الأحرار من جهته، أكد الناطق باسم كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدرى أنه لا يوجد خلاف داخل مكونات التحالف الوطنى على أهمية بقاء التحالف وتعزيز دوره. ويضيف جواد الجبورى أن حرصنا على بقاء التحالف الوطنى يجعلنا لا نقف أمام إشكالية واحدة فيه، وهى رئيس الوزراء نورى المالكى، فإصرار دولة القانون على ترشيح المالكى لولاية ثالثة من شأنه أن يعقد المشهد السياسى، ويمكن أن نواجه أزمة داخل التحالف الوطنى. كما أن الكتل الأخرى خارج التحالف الوطنى مثل الكتل السنية والكردية لا ترغب فى بقاء المالكى. البديل الديمقراطى ومن جهة أخرى، أكد زعيم الحزب الشيوعى العراقى حميد مجيد موسى أن التحالف المدنى الديمقراطى الذى تشكل من عدة قوى ليبرالية فى العراق هو المفاجأة غير السارة فى الانتخابات بالنسبة للقوى السياسية التى قادت البلاد طوال السنوات العشر الماضية على أساس المحاصصة العرقية والطائفية. وأكد موسى أن التحالف المدنى الديمقراطى سيدخل البرلمان المقبل لأول مرة بوصفه قوة منظمة تحشد نفسها لكن تكون البديل الحقيقى لنظام المحاصصة. وقال: «لقد أصبحنا لأول مرة القوى الرابعة،بخلاف القوى الثلاث الرئيسية الشيعية والسنية والكردية ولسنا متحمسين لدخول الحكومة ما لم تكن هناك ضمانات فى أن تكون هذه الحكومة قادرة على إخراج العراق من أزماته». تمسك كردى بالرئاسة وردًّا على أنباء مفاوضات بين التحالف الكردستانى ومتحدون لتبادل منصبى رئاسة الجمهورية الذى يشغل الأكراد من عام 2006، ورئاسة البرلمان التى كانت من حصة السنة، استبعد النائب الكردى محمود عثمان أن يتم هذا السيناريو، لأن الأكراد متمسكون بمنصب الجمهورية. وأشار إلى أن الكتل الكردية لم تجتمع حتى الآن لتوحد صفوفها وتحدد المناصب التى تريدها فى المرحلة المقبلة. وأضاف أننا فى التحالف الكردستانى مع حكومة الشراكة ولا نعتقد أن حكومة الغالبية السياسية التى يدعو إليها المالكى قابلة للتحقق لأن الكتل التى تمثل الطوائف العراقية لن ترضى بذلك، كما أنها لن تقبل التجديد للمالكى، فلا يمكنه أن يكون رئيس وزراء فى العراق وقد فشل دورتين وترفضه معظم الكتل الفائزة حتى وإن تمكن من تحقيق المركز الأول فى الانتخابات. دولة القانون موقف دولة القانون من التحالف والمشاورات السياسية الجارية فى العراق جاء على لسان النائب سامى العسكرى القيادى فى ائتلاف دولة القانون فأكد أن هناك أطرافا وقوائم أبدت رغبتها فى دعم المالكى لولاية ثالثة وبينهم أعضاء فى كتلة «متحدون» بغض النظر عن رفض النجيفى، فضلًا عن أن هناك كتلًا كبيرة داخل التحالف الكردستانى عبرت عن استعدادها للمشاركة فى حكومة يرأسها المالكى.