نذير شؤم ونبوءة باندلاع نزاعات مسلحة وحروب ونزوح وهجرة بشرية وفقر مائى مع زيادة فى الفيضانات والزلازل.. كوارث تضاف إلى الانقسامات والمؤامرات والصراعات التى يغرق فيها العالم صباح مساء حول من يمتلك الثروات ويفرض هيمنته.. وهذا النذير صدر قريبا فى اليابان من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والتابعة للأمم المتحدة وتضم 195 دولة والتقرير ثمرة جهد 12 ألف دراسة عكف عليها عدد كبير من العلماء منذ 2007 وقالت بالحرف الواحد: «حدوث تداعيات خطيرة وواسعة النطاق ولا رجعة فيها لتزايد الاحتباس الحرارى ومنها انعدام الأمن الغذائى وشح المياه وهجرة سكانية كثيفة مع نشوب صراعات ونزاعات دولية». ويشير التقرير إلى أن سكان دول جنوب آسيا وأفريقيا هم من سيتألمون أكثر من شدة قسوة التغير المناخى.. ولذلك تلقى الدول النامية والفقيرة المسئولية على البلدان الصناعية الكبرى وتغفل فى نفس الوقت تبعيتها لهذه الدول فى إنتاج الصناعات الضارة بالبيئة.. وذكر مثلا من تداعيات ارتفاع الاحتباس الحرارى إلى خسارة الصين 26 مليار دولار ومقتل 121 مواطنا بسبب ارتفاع مستويات البحار.. فالصين تعد الملوث الأكبر للمناخ العالمى فهى الأولى فى انبعاثات الغازات وهذا ما أكدته هيئة المحيطات الصينية من زيادة العواصف والأعاصير التى تساهم فى نحر الشواطئ وزيادة ملوحة الأرض الزراعية.. ومع كل هذا رفضت عدة دول كبرى الالتزام باتخاذ خطوات لخفض الصناعات التى تؤدى إلى زيادة الانبعاث الحرارى.. مثلما فعلت روسياواليابان فى عدم التوقيع على بروتوكول فى الدوحة عام 1997 ثم انسحبت كندا وحاول الاتحاد الأوروبى الالتزام ولكن كثيرًا من الدول الأوروبية لم تتخذ أى خطوات جادة إلا ألمانيا التى أعلنت تخليها عن الطاقة النووية فى عام 2022 والاعتماد على الطاقة المتجددة ووضعت خطة على إحلال الأخيرة لإنتاج الطاقة الكهربائية الذى سيصل إلى 50%.. وروسيا الدولة العنيدة رفضت الالتزام لأنها أكبر مالكة للاحتياطى من الفحم الحجرى الذى يعتبر الملوث الأكبر. ونسأل هل سيقتصر على زيادة الاحتباس الحرارى على هذه الكوارث فقط بل يتعدى إلى ارتفاع نسبة الأمراض المعدية مثل الملاريا لزيادة الناموس الناتج عن تلوث المياه وجفافها والهواء والطعام وسيؤثر كذلك فى نمو الأطفال وإصابة الكبار والصغار بسوء التغذية.. وستنتشر أكثر فى الدول الفقيرة لنقص المستشفيات وعجز إمكانياتها.. ويقول العلماء إن ظاهرة النينو مثلا تؤدى إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الفيضانات مما تساعد على انتشار البعوض والناموس فى بعض الدول مثل الهند وفنزويلا.. ثم نأتى إلى الكارثة الأخرى التى تعانى منها الشعوب من الانفلات الأخلاقى وانحطاط السلوك اليومى إلى زيادة التوتر النفسى والانفعالات السيئة والغاضبة والشاذة لسلوك الإنسان.. كما أثبتها علم نفس الحديث.. بأن العقل والجهاز العصبى يتفاعل مع التغيرات المناخية وتزيد الحالة النفسية سوءًا مع ارتفاع الحرارة والرطوبة لأن هذه التغيرات ينتج عنها تأثيرات كهربائية ومغناطيسية سالبة ترفع من نسبة التوتر والعصبية لسلوك الإنسان مع تغيرات بيولوجية مرضية.. وهو ما رصدته إحصائيات عن زيادة عدد المترددين إلى العيادات والمصحات النفسية فى هذا التوقيت.. ولهذا ظهر مؤخرًا علم النفس البيئى المتخصص فى تأثير البيئة على سلوك الإنسان والحيوان ومحاولة توجيه ومعالجته فى الحث على حب البيئة.. nn وأخيرا خبراء الأرصاد الجوية فى مصر يتوقعون تعرض البلاد لموجة حارة.. وهى بداية لمزيد من الموجات الأكثر حرارة.. و«ربنا يستر ويعدى الصيف على خير مش ناقصة عصبية وعنف».. لأن ما نشرته صحيفة الاندبندنت عن تقرير الأممالمتحدة إن ارتفاع درجة الحرارة سيزيد من الصراعات العنيفة بين الأفراد والمجتمعات.