أمينة رزق .. فردوس محمد .. علوية جميل .. زينب صدقى .. عزيزة حلمى .. جمالات زايد .. مارى منيب .. كريمة مختار .. هدى سلطان.. نماذج لبعض اسماء فنانات كبار وعظيمات برعن فى تجسيد شخصية الام على شاشة السينما فى العقود والاعوام الماضية وذلك فى العديد من الافلام السينمائية المهمة والناجحة التى مازلنا مرتبطين بها ونعشقها حتى اليوم رغم مضى سنوات عديدة على تقديمها. ولكن اللافت فى الامر اننا عند مشاهدتنا لهذه الافلام القديمة نرى صورة تكاد تكون واحدة للأم المصرية ، فعلى الرغم من انه تم تقديمها فى القليل من الافلام كأم متسلطة وقوية الشخصية وهى الادوار التى برعت فيها زينب صدقى وعلوية جميل واحيانا مارى منيب بخفة دمها المعهودة الا ان الصورة الاساسية التى ظلت ولاتزال راسخة فى اذهاننا جميعا عن أمهات السينما قديما وبالتالى أمهاتنا القدامى، هى صورة المرأة الضعيفة والمستسلمة بشكل كامل لقرارات زوجها فهو يأمر ويطاع دون ادنى مناقشة وذلك من منطلق انه رب المنزل اوالاسرة الذى يجب ان يأمر فيطاع وفى الوقت ذاته ضعيفات الشخصية امام ابنائهن. ولعل ابرز نماذج هذا الاستسلام الست امينة اوجمالات زايد فى ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة والتى تفوقت فى استسلامها ل «سى السيد» بشكل ملحوظ عن هذا الاستسلام الذى عاهدناه فى امينة رزق وعزيزة حلمى وغيرهن من الفنانات العظيمات. والسؤال هو هل تم تقديم الام على شاشة السينما اوشاشة التليفزيون سواء قديمااوحديثا بشكل مماثل للواقع .. ولماذا لم نعد نرى الام حاليا على الشاشة بنفس هذا الشكل الذى اعتدناه قديما فى البداية.. تقول الفنانة الكبيرة كريمة مختار: اعتقد ان الام الان مظلومه على الشاشه سواء فى السينما اوالتليفزيون حيث اصبح دورها مهمشا بدرجة كبيرة ، وانا لا اطالب بأن يتم كتابة ادوار خصيصا من اجلها، كما يحدث فى السينما العالمية ولكن على الاقل يجب ان يتم أعطائها الأهمية التى تستحقها فى الأعمال التى يتم انتاجها تماما كما كان يحدث فى الاعمال القديمة. وأضافت كريمة مختار الشهيرة ب»ماما نونة»، وهو دورها فى مسلسل «حمادة عزو»: فى الأفلام القديمة..كنت ترى البطل والبطلة من الشباب ولكن شخصية الام كانت ايضا اساسية ومحورية ومهمة فى الاحداث ومن هنا ظهرت فنانات كبيرات وقمن بصناعة اسمائهن على كبر ، والنماذج عديدة، بينما الان وللاسف تجدهم فى الاعمال الجديدة لايركزون على الام أو حتى الاب بشكل كاف وهذه واحدة من ابرز سلبيات اعمالنا الفنية حاليا.أين الادوار. وتؤيدها فى الرأى الفنانة دلال عبدالعزيز وتضيف: لا أعرف لماذا لم يعد لدينا كتاب ومبدعين يستطيعون كتابة ادوار للأم بنفس القوة التى كان يكتب بها الاساتذه القدامى مثل هذه الادوار .فنحن لدينا ممثلات عظيمات قادرات على تجسيد دور الام ببراعة كما كان الحال فى العصور السابقة ولكن وللأسف لا يجدن أدوارا تسند اليهن يستطعن من خلالها التعبير بقوة كما كان الحال فى الماضى فالعيب كل العيب فى الاتجاهات الجديدة للمؤلفين وارى انها لاتماثل الواقع فى امور كثيرة. وتختلف معهن النجمة نبيلة عبيد وتقول: اعتقد انه من الصعب جدا ان نرى امهات على شاشة السينما مثل العظيمة امينة رزق والقديرة فردوس محمد وكذلك كريمة مختار وعزيزه حلمى وغيرهن من الفنانات العظيمات اللاتى تعلمن منهن الكثير وتأثرن بادائهن فى العديد من الافلام التى قمن ببطولتها. وتؤكد نبيلة على أن السبب فى ذلك يعود إلى أن الأم اليوم اختلفت عما كانت عليه فى السابق، كما ان ايقاع الحياة نفسه اختلف وصورة الام لم تعد كما كانت فنحن جميعا جسدن ادوار الام على الشاشة ولكن اعتقد انه من الصعب علينا ترك نفس البصمة التى تركتها نجمات زمن الفن الجميل.