فى الوقت الذى عادت فيه أصوات تنادى مرة أخرى بالمصالحة الوطنية ولم الشمل والاحتواء وأمور من هذا القبيل، شهدت بعض الأحياء والشوارع فى القاهرة وبعض الأقاليم على استحياء بعض التظاهرات التى تبدو صاخبة بينما هى متناهية الصغر لفلول الإخوان! معنى هذا أنه لا الإخوان مدركون أنهم ملفوظون من هذا الشعب، ولا السادة مروجو فكرة المصالحة يعوون حجم الضرر الذى أصاب هذا الشعب بسبب الإخوان! والاثنان استغرب جرأتهما! فالمصالحة تأتى لفريقين أو حتى عدة فرق مختلفين لكل منهم قاعدته الشعبية التى تؤهله لوضع شروطه من أجل تطبيق المصالحة، ولكننا أمام الحالة الإخوانية نجد فريقا منبوذا محدودا لا يجرؤ فرد فيه على الجهر بانتمائه لتلك الجماعة الإرهابية، بل أنا أتحدى أحدهم أن يقف فى أحد أسواق مصر من أقصاها إلى أدناها ويجهر بإخوانيته، وبهذا ليس من حقه فرض أيه شروط! إذن ما الذى يدفعنا أن نتصالح مع أناس مازالت فلولهم تتظاهر ضد رغبة هذا المجتمع؟ دعاة المصالحة يرددون أننا يمكن أن نحتوى عقلائهم! وأنا بدورى أتساءل: أين هم هؤلاء العقلاء؟ وأين كانوا عندما احتجزوا مواطنين فى اعتصام رابعة وعذبوا وقتلوا وهددوا وروعوا هذا الشعب، لم نسمع لعقلائهم صوتا! ثم أين كان هؤلاء العقلاء ونحن لا يمر يوم علينا دون دماء وقتل لضباط وجنود من خيرة شباب مصر فى الجيش والشرطة؟ لم نسمع أحدهم يدعو إلى المصالحة ووقف نزيف الدم! ثم أين كان عقلاؤهم حين نزل ملايين المصريين فى ذكرى جلوس أحدهم على كرسى الحكم فى مصر يوم 30 يونيو ليقولوا للدنيا كلها نحن لا نريده بعد الآن أين كانوا ولماذا لم يدرأوا الفتنة حتى بقبول انتخابات مبكرة أو حتى استفتاء على شخصه ؟! ربما لو كانوا فعلوا لظلوا فى حياتنا السياسية حتى الآن! إذن لا عقلاء لهم ولا راشدين منهم ، وكل غايتهم هى السلطة وحكم البلاد، وحين نزعت عنهم غايتهم نزعت معها عورتهم فانكشفت أمام جموع هذا الشعب وأصبحوا مفضوحين، والمفضوح يا سادة ليس له حقوق، ويجب ألا نمكنه من أى جرأة يستجمع بها قواه مرة أخرى، لأنه سيكون أكثر جرأة لدرجة التبجح من أى صاحب حق فى هذا البلد! ربما تصفو نفوسنا لهؤلاء الذين أفسدوا حياتنا يوم ما، وحين يحدث ذلك لن نفتح لهم الباب على مصراعيه، فلا يلدغ مؤمن من جحر مرتين، لكن سنمنحهم فرصة أن يعيشوا بيننا مطأطئى الرؤوس، فقد نسامحهم فى يوم من الأيام، لكننا أبدا لن ننسى ما أجرموه فى حقنا.. فهل أدرك دعاة المصالحة؟