نتمنى كل التوفيق للحكومة الجديدة برئاسة السيد المهندس إبراهيم محلب، ونعلم جميعًا أنه تولى هذه المهمة فى فترة صعبة تمر بها البلاد. ولا يحتمل الأمر الخوض فى بعض سلبيات عملية التشكيل، وعلينا جميعا أن نقف ونؤيد هذه الحكومة التى يترأسها رجل يحمل معانى الثقة والتفاؤل والإنجاز وحسم الأمور ودماثة الخلق. والأهم هنا أن تكون هذه الحكومة متجانسة فى الفكر والأهداف وتحمل رؤية واحدة وتتعامل مع مستقبل هذا الشعب بجدية وتنظر إلى مستقبله وتنميته كأولوية. أهم المخاطر الاستراتيجية التى تواجه هذا الوطن هى أزمة المياة، وأزمة الطاقة، وأزمة الأمن. إنها عناصر التنمية وركائز الأمن القومى المصرى أيضًا. يأتى بعد ذلك رد الفعل اليومى للإنسان المصرى لحياته وأقصد المرور والنظافة. وهناك بالفعل جهد كبير يبذل حاليًا فى هذين المجالين. وستكون أمام حكومة المهندس محلب استحقاقات مهمة تختص بتنفيذ خارطة المستقبل وهى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وأرى أن اختيار سيادته يعكس إدراكًا تامًا لأهمية تحلى الحكومة بالنزاهة والشفافية والصدق مع الجماهير، فى مرحلة الانتخابات. ويمكننى هنا أن أؤكد أن المهندس محلب لديه علاقات جيدة بالعديد من الدول العربية والأفريقية. وأتذكر أنه فى القمة الأفريقية فى «مالابو» عاصمة غينيا الاستوائية، طلب د. عصام شرف أن يكون عضوًا فى الوفد، وبالفعل رافقنى فى اجتماعات وزارة الخارجية فى يوليو 2011، و قمنا بعد انتهاء أعمال القمة بزيارة مشروعات الإسكان التى نفذتها شركة المقاولون العرب فى العاصمة «مالابو» بصحبة د. عصام شرف والوزيرة فايزة أبو النجا وشعرنا أن هذه المشروعات هى إضافة لقوة مصر الناعمة فى أفريقيا ورصيد يمكن الاعتماد عليه فى تطوير علاقتنا مع الدول الأفريقية. ستكون فترة صعبة وسنتعرض فيها لضغوط خارجية كثيرة، ولكن أصبحنا الآن أكثر مناعة لهذه الضغوط وستزداد مناعتنا بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية وحينئذ سيعرف العالم أن هناك واقعًا جديدًا يرضاه الشعب المصرى ويرفض تمامًا كل أساليب الضغط أو المؤامرات التى تريد عودة مصر إلى الوراء. ويبدو أن الجماعة حتى الآن لم تصل إلى قرار بإجراء المراجعات حتى تستطيع العودة إلى روح المجتمع المصرى وخصائصه ويبدو أنهم لم يقدروا بعد أهمية حقن الدماء التى تعلو على مزاعم الشريعة والتمسك بالملك. حقن الدماء لأبناء الوطن الواحد أهم من الاستمرار فى المناداة بضرورة عودة رئيسهم، وكان لزاما عليه أن يخرج على رفاقه وأتباعه مؤكدًا على ضرورة وقف هذه الأعمال الإرهابية التى تستهدف أبناء الوطن، خاصة رجال الشرطة والجيش. فى النهاية أؤكد أننا لا نملك رفاهية الوقت ويجب إنهاء هذه الفترة الانتقالية فى أقصر وقت ممكن وبدون إخلال بالمسار الديمقراطى. أمامنا طريق طويل من البناء والعمل الجاد لا تتماشى معه مبادئ الترهل والإهدار بل الحسم والحزم. سلام يا مصر [email protected]