(إن مثلى ومثل الأنبياء من قبلى كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون:- هلا وضعت هذه اللبنة ؟ قال:- فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين) . ففى هذا الحديث مثل النبى صلى الله عليه وسلم هذا الموكب الكريم موكب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وتعاقب إرسالهم إلى الناس بالبيت الذى أسس قواعده ، ورفع بنيانه، وقد اعتنى صاحبه عناية شديدة بعمارته وتزيينه حتىبلغ الغاية فى الحسن والجمال، ولم يبق له إلا موضع حجر فى زاوية به يتم هذا البناء ويكتمل حسنه وجماله،فشبه النبى صلى الله عليه وسلم نفسه ومابعث به من الرسالة الخاتمة، بهذا الحجر الذى اكتمل به هذا البنيان، فبمبعثه عليه الصلاة والسلام ختمت الرسالات، وتمت الشرائع، وقامت الحجة على العباد. وجمع الله عز وجل فى هذه الشريعة ما تفرق من الشرائع السابقة.