** في ذكري مولد النور صلي الله عليه وسلم بيان بأن الرسالة الخاتمة.. رسالة إنسانية هدفها تحقيق الرحمة للبشرية كافة.. لقوله تعالي: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" الأنبياء .107 ومع رسالته اكتمل الدين.. واختتمت النبوة. وقال تعالي: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" المائدة .3 وقال تعالي: "ما كان محمدا أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبين" الأحزاب .40 وقال الرسول صلي الله عليه وسلم: إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي.. كمثل رجل بني بيتا فأحسنه وأجمله.. إلا موضع لبنة من زاوية.. فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة.. قال: "فأنا اللبنة وأنا خاتم النبين" رواه البخاري. ** في ذكري مولد النور "صلي الله عليه وسلم".. بيان بأن الرسالة الخاتمة تقود للخير والحق بمنهج الوسطية. وقال تعالي: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" البقرة .143 والصلاة والسلام علي: الشاهد.. والمبشر والنذير.. الذي انزل عليه القرآن مصدقا لما بين يديه من الكتاب.. ومهيمنا عليه. وقال تعالي: "وانزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه" المائدة .48 والرسالة الخاتمة تعني: تقويم الحاضر.. وتصويب التوجه إلي المستقبل.. كما أن مجتمع النبوة كان محلا للمناصحة.. والنقد.. والتقويم.. والفتن والبلاءات لا تقتصر علي الظالمين فقط.. وإنما تصيب الأمة جميعها لقبولها بالظلم والانحراف. وقال الرسول صلي الله عليه وسلم: "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا علي يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه" رواه الترمذي وأبوداود. وزينب بنت جحش رضي الله عنها سألت الرسول صلي الله عليه وسلم: "أنهلك وفينا الصالحون؟ قال صلي الله عليه وسلم: نعم إذا كثر الخبث" رواه مسلم. ** في ذكري مولد النور صلي الله عليه وسلم.. علي كل مسلم التحرك بطريق هداية النبوة وتشغيل العقل ويدرك أن الله عز وجل لم يخلق الإنسان عبثا.. وقال تعالي: "أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون" المؤمنون 115 والإنسان منحه الله العقل وملكة الإرادة وحرية الاختيار.. وكان ذلك سببا في تسخير السموات والأرض والجبال له. وقال تعالي: "وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه" الجاثية 13 كما أن قدرة التغيير بيد الإنسان. وقال تعالي: "إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم" الرعد.11 يحيي السيد النجار كاتب وباحث- دمياط