هل ينجح هذا الشاب الذى يدعى «ماتيو رينزى» فى إنقاذ الاقتصاد الإيطالى من أسوأ أزمة تواجهه؟ وكيف سيتعامل رئيس الوزراء الإيطالى صاحب ال 39 عاما مع التحديات الكثيرة التى تواجهها حكومته؟ وهل يكفى التفاؤل الذى يتحلى به رينزى فى حل الأزمات الكبيرة وإجراء الإصلاحات المنتظرة من حكومته؟ هذه الأسئلة وغيرها.. طُرحت عقب تولى ماتيو رينزى رئاسة الحكومة الإيطالية بعد استقالة « أنريكو ليتا»، وذلك إثر تصويت لحزبه يطالب بتغيير الحكومة. وقد أعلن رئيس الوزراء الجديد عن أعضاء حكومته، حيث جاء ثلثاهم من الأسماء الجديدة، وتتميز هذه الحكومة بأنها تضم أصغر معدل للأعمار خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية (47,8) سنة. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التى يواجهها رينزى، فإنه أعرب عن تفاؤله الشديد بقدرة حكومته على حل الأزمات التى تواجهها بلاده، وكتب رينزى على صفحته على تويتر قبل أداء اليمين « المهمة شاقة لكن نحن إيطاليا وسنحقق مرادنا، التزامنا البقاء كما نحن أحرارا وبسطاء»، ولم يكتف رينزى بتلك الكلمة المقتضبة، بل وعد الشعب بمجموعة من الوعود منها إصلاح قانون الانتخابات والمؤسسات السياسية، وتحسين كفاءة العمل والنظم الضريبية، وإجراء إصلاح شامل للهيكل الإدارى للدولة خلال أربعة أشهر، مشددا على ضرورة التعامل مع الإصلاحات الهيكلية للدستور والاقتصاد على الفور. وتواجه حكومة رينزى تحديات سياسية واقتصادية كثيرة، فمن الناحية الاقتصادية بلغت البطالة فى أوساط الشباب 42%، والمؤسسات الصغيرة تعلن إفلاسها بالعشرات يوميا منذ أربع سنوات، فيما تتعثر الشركات الكبرى التى قامت عليها نهضة إيطاليا الصناعية، أما من الناحية السياسية، فتتمثل الأزمة فى عودة التنظيمات اليمينية واليسارية المتطرفة – التى نشطت بقوة فى إيطاليا فى السبعينات والثمانينات- إلى الظهور، وترفض تلك التنظيمات السياسة بنمطها القائم، ويطالبون بشدة وإصرار الخروج من الاتحاد الأوروبى، والأزمة أنهم أصبحوا يحتلون ثلث المقاعد فى البرلمان. وقد اتفقت الصحف الإيطالية على صعوبة المهمة التى يواجهها رينزى، خاصة أن رئيس الوزراء الجديد لم يحصل على تفويض من الناخبين، كما أن الطريقة التى جاء بها إلى السلطة قد تحد من قدرته على المضى قدما فى إجراء الإصلاحات التى لا تحظى بتأييد شعبى، يضاف إلى ذلك أن ثلثا أعضاء الحكومة الإيطالية الجديدة ليس لديهم خبرة سياسية، ولم يتولوا فى الماضى أى مناصب حكومية مهمة، وذكرت صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية أن استطلاعات الرأى تشير إلى فشل رينزى وعدم صموده لأكثر من سنة فى السلطة، وكتب « إيزيو ماورو» مدير الصحيفة « إنها حكومة رينزى ولا شىء سوى ذلك، نساء كثيرات، شبان أكثر.. حكومة مصنوعة من أجل رئيسها»، أما صحيفة « لاستامبا» فأبدت شكوكا حيال قدرة رئيس الوزراء الجديد على التأثير فى أسوأ أزمة اقتصادية شهدتها إيطاليا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مع مديونية ضخمة أكثر من 130% من إجمالى الناتج المحلى، ونمو شبه معدوم، وأشارت الصحيفة إلى وجود ثلاثة من التكنوقراط فقط فى الحكومة التى تضم فى غالبيتها سياسيين جزء كبير منهم يفتقر إلى الخبرة.