تجربة روسيا الاتحادية بقيادة بوتين «القيصر» لابد أن تكون فى ذهن وفكر المشير عبد الفتاح السيسى... فأوجه الشبه كثيرة.. روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتى 1989 ولمدة عقد كامل من الزمن تحولت إلى فوضى ونشأت طبقة رجال الأعمال المقربين من الرئيس السكَّير يلتسين وظهر أمثال جوروفسكى وإبراهيمو فيتش وكذلك الجماعات الإرهابية فى الشيشان وداغستان وتتارستان ومزقت فيه الدولة إلى أن تخلى بوريس يلتسين لضابط المخابرات الأسبق «بوتين»... مصر منذ عام 2001 ظهرت فيها الرأسمالية المتوحشة ومحاولة توريث الحكم وقامت ثورة 25 يناير وظهرت الجماعات الإرهابية على السطح ووصلت للسلطة حتى جاء 30 يونيو وبضغط شعبى لترشيح وزير الدفاع الشاب.. بوتين اعاد وراهن على مؤسسات الدولة التى كانت تضغط لعودة الهيبة لروسيا القيصرية.. فى مصر شبكات ومؤسسات الدولة وشعب مصر لفظت الجماعة الإرهابية وزاد ضغطها لعودة هيبة الدولة المصرية ليعود دورها الرائد فى المنطقة العربية والشرق الأوسط.. شخصية السيسى قريبة من شخصية بوتين.. فالاثنان يتمتعان بالكاريزما والقدرة على التواصل مع الجماهير.. الاثنان يملكان الرؤية.. وكما تربى السيسى فى المؤسسة العسكرية الوطنية المصرية وفى جهاز المخابرات الحربية تربى بوتين فى «كى جى بى» وهو جهاز المخابرات السوفيتية وبالتالى فالاثنان يملكان المعلومات والإدراك بالأمن القومى لكلا البلدين... كما أن بوتين حائز على الحزام الأسود فى الجودو.. والسيسى رجل رياضى من قوات الصاعقة.. والاثنان يتمتعان بروح الشباب والتواصل مع الأجيال الشابة.. البيئة الدولية عندما وصل بوتين لحكم روسيا الاتحادية والرفض الأمريكى لانتخابه.. يحدث الآن مع المشير عبد الفتاح السيسى وكما تم تحييد أمريكا فى روسيا. إرادة الشعب المصرى تتحدى أمريكا.. المحللون الاستراتيجيون والسياسيون يقولون إن نجاح بوتين قيصر روسيا هو نجاح للمشير السيسى مصر فالقيصر كما يطلق عليه فى روسيا استطاع إعادة الروح الوطنية الروسية بعد انتكاسة لمدة طويلة بعد تحلل الاتحاد السوفيتى وبالتالى إعادة إنتاج قيم وطنية تجمع بين أمجاد روسيا القيصرية وكذلك الاتحاد السوفيتى. وعلى المستوى الاقتصادى ارتفعت معدلات النمو السنوية بعد أن زاد الإنتاج القومى المحلى بنسبة 50% بعد السيطرة على الرأسمالية المتوحشة والتحكم فى منابع الطاقة وتفجير الطاقات.. لذلك نجد أوجه الشبة فالمشير السيسى الذى أعاد الروح والحياة والحيوية والطاقة للقوات المسلحة المصرية وانحاز للشعب ورهن حياته لاختيارات الشعب وحافظ على الدولة المصرية.. وأحلامه أن تكون مصر التى هى أم الدنيا أن تكون «قد الدنيا» أعاد الروح للشعب المصرى كله من عماله وفلاحيه وأبناء الطبقة الوسطى.. فكما أعاد بوتين الروح لروسيا الاتحادية.. فالسيسى قادر بارادة الله ثم بارادته القوية وإرادة شعب مصر القوية لعودة الروح لمصر.. التى هى قلب العالم ولوكرة الكارهون فى الغرب وفى التنظمات الإرهابية التى لا تريد خيرا.. تجربة بوتين فى روسيا لابد أن تكون أمام المشير السيسى الذى سيختاره الشعب ليحقق آماله.. فهل يسير المشير على خطى القيصر؟.