خطر على بالى إجراء مقارنة بين رجلين حازا ثقة شعبيهما فى فترة وجيزة.. وتأكدت أن ما يسمى الحضور أو القبول (الكاريزما) مثل واقعى لا يأتى إلا بعد الفعل البشرى وليس قبله، والرجلان هما عبد الفتاح السيسى وفلاديمير بوتين. وفلاديمير بوتين هو أحد رجال المخابرات الروسية.. ولد بوتين فى 17 أكتوبر عام 1952.. ومن المناصب التى تولاها مدير جهاز الأمن القومى لروسيا الاتحادية.. وقد انتخب رئيسًا لروسيا الاتحادية فى 26 مارس عام 2000، وأعيد انتخابه مرة ثانية فى 14 مارس عام 2004، وتم انتخاب دميترى ميدف رئيسًا لروسيا فى 7 مايو عام 2008.. وجاء بوتين رئيسًا للوزراء فى عهد ميدفيدف.. ثم انتخاب بوتين للمرة الثالثة فى 4 مارس عام 2012، وجاء ميديفيديف رئيسًا للوزراء. وقد اختار الرئيس الأسبق يلتسين بوتين ليكون خليفة له عقب تعرض روسيا لأزمة كبيرة بتفكيك دول الاتحاد السوفيتى الذى يضم روسيا الاتحادية و14 جمهورية أخرى وكان القوة العظمى الثانية الذى انهار بفعل المؤامرات التى قادتها أمريكا، ومن ضمن عناصر هذه المؤامرات مساعدة بعض الدول العربية فى المشاركة فى إسقاط الاتحاد السوفيتى، والذى كان يمثل توازنًا دوليًا أمام الغطرسة الأمريكية الإمبريالية.. وقد اشترك العرب فى قتال القوات الروسية المتواجدة فى افغانستان لمدة 10 سنوات تم فيها استنزاف القوات الروسية، ودائما يقدم العرب المساعدة المجانية للآخرين دون الحصول على مكاسب، فقد حشد العرب عشرات الآلاف من الشباب تحت دعوى الجهاد المقدس لنصرة الإسلام - الذى هو منهم براء - لطرد الغزاة الروس من أفغانستان، مع العلم بأن ربع مواطنى روسيا الاتحادية هم مسلمون يتمتعون بكافة حقوق المواطنة ويأتى منهم رئيس البرلمان الروسى (الدوما).. كما أن المسلمين فى الجمهوريات الإسلامية الست الذين كانوا فى اتحاد مع روسيا لهم الآن علاقات استراتيجية مع روسيا. وتمكنت الميليشيات المسلحة المسمون بالأفغان العرب المدعومين أمريكيًا وأوروبيًا وعربيًا من هزيمة القوات الروسية المتواجدة فى أفغانستان حتى اضطرت للانسحاب.. وأدت الحرب الأفغانية إلى استنزاف القوة الروسية وكانت أحد أسباب انهيار الاتحاد السوفيتى. واليوم يوجد بروسيا الفتية قيادات عظيمة هم يوتين وميدفيديف ولافروف الذين أظهروا دور روسيا فى السياسة الدولية، فقد وقفت روسيا إلى جانب إيرانوسوريا لفك الحصار الدولى عنهما، كما أن روسيا لها تحالف اقتصادى وعسكرى مع الصين والهند والكثير من دول العالم. ومن نتائج الحرب الافعانية ظهور أكبر تنظيم إرهابى فى العالم تحت مسمى (القاعدة) و(طالبان). وبعد الغزو الأمريكى لأفغانستان لإسقاط حكم طالبان أرسل أمراء الحرب بأفغانستان عشرات الآلاف من جحافل المجاهدين لإشعال آتون حرب مدمرة فى سوريا والعراق بهدف نشر إسلام الإرهاب فى بلاد الشام والعراق.. وهؤلاء الارهابيون يعملون تحت إمرة أمريكا ويمولون من بعض الدول العربية.. والدليل على عمالتهم عدم التوجه إلى القدس الشريف والمسجد الأقصى لتحريرهما من قبضة الاحتلال الإسرائيلى.. والقدس تئن تحت الاحتلال منذ عام 1967. والعرب تحالفوا مع الغرب ضد الخلافة التركية فى الحرب العالمية الأولى ( 1914 - 1917) والتى انتهت بهزيمة تركيا وتقسيم المنطقة العربية إلى دول طبقا لاتقافية سايكس - بيكو خاضعة للاحتلال البريطانى الفرنسى وصدور وعد بلفور الذى يمنح فلسطين هدية لليهود.. وقد خدع الغرب العرب ولم يحصل العرب على استقلالهم، وتم استبدال الاستعمار التركى باستعمار غربى. وبعد ثورات الخريف العربى يحاولون تقسيم الدول العربية على أساس طائفى. وبدأت باكورة المؤامرة فى سوريا والعراق.. وقد تنجح المؤامرة إذا لم تتصد لها الأمة العربية. وقد تنفس العرب الصعداء بعد قيام ثورة 30 يونيو التى أخرت مؤقتا مؤامرة تقسيم الدول العربية فيما يسمى بالشرق الأوسط الجديد.. وثورة 30 يونيو التى أسقطت حكم جماعة الإخوان وهم إحدى أدوات تنفيذ خارطة الشرق الأوسط الجديد. والفريق أول عبد الفتاح السيسى من مواليد 19 نوفمبر عام 1954.. وتخرج فى الكلية الحربية عام 1977.. وحصل السيسى على ماجستير كلية القادة والأركان المصرية عام 1987 وماجستير كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992 وزمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية عام 2003 وزمالة كلية الحرب العليا الأمريكية عام 2006. وتدرج السيسى فى عدة مناصب عسكرية منها قائد المنطقة الشمالية العسكرية ومدير المخابرات الحربية والاستطلاع.. وتولى السيسى منصب وزير الدفاع والإنتاج الحربى فى 12 أغسطس عام 2012. وبإجراء المقارنة بين السيسى وبوتين نجد السيسى يتفوق على بوتين، الآن بوتين قدمه الرئيس الأسبق يلتسين للشعب الروسى، أما السيسى فقد اختاره الشعب المصرى مباشرة. وبعد نجاح الاستفتاء على الدستور أولى خطوات خارطة المستقبل المصرية فإن الشعب المصرى أجمع أمره على ترشيح الفريق أول عبدالفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية. ويكلف الشعب المصرى عبد الفتاح السيسى بإعلان تشكيل (حزب الشعب القومى) ليكون السيسى رئيسا له وسينضم للحزب الوليد الملايين من المصريين. وعلى ذلك نناشد عبد الفتاح السيسى بالاستجابة لإرادة الشعب المصرى، وسيجد دعمًا جماهيريًا مصريًا عارمًا. وعلى كل القوى الاقليمية والدولية احترام إرادة الشعب المصرى فى اختيار حكامه وقادته إذا كانوا يؤمنون بالديمقراطية وتداول السلطة. ومصر الآن لن يحكمها إلا المخلصون من أبنائها.. والمارد المصرى انطلق ولن يوقفه أحد.