لو نظرنا إلى عفو رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجدناه اكثر الخلق عفوا، والأمثلة كثيرة مع أصحابه ومع أعدائه فى الدين والدنيا ففى الدين عنا جاء أعرابي، وبال فى المسجد، فأمر النبى صلى الله عليه وسلم صحابته بأن يتركوه حتى بال، ثم دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هى لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن) وأمر رجلاً يريق على البول ماء. وفى الدنيا ومع عدو من أعدائه مع ثمامة بن أثال الذى ذهب إلى المدينة لقتل النبى صلى الله عليه وسلم وهناك حوار طويل بينهما وعرض النبى صلى الله عليه وسلم عليه الإسلام فأبى فتركه النبى فذهب إلى نخل المدينة واغتسل ورجع يعلن إسلامه وذهب إلى مكة معتمرًا عمرة الإسلام فضربه المشركون ونجاه منهم العباس عم النبى صلى الله عليه وسلم، ولأنه كان من قرية بجوار مكة فقال لهم لن نعطيكم الطعام إلا بامر رسول الله ولم يرجعه لهم حتى ذهب القرشيون إلى الرسول يسترحمونه ممانزل بهم من مجاعة فأمره النبى بإعادة الطعام لهم. فأين نحن من التخلق بعفو النبى صلى الله عليه وسلم، فليكن العفو من أخلاقنا وليكن دعاؤنا اللهم اعفُ عمن ظلمنا.