ما القرار الذى اتخذه د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بعودة الجامع الأزهر إداريا إلى مشيخة الأزهر هو بمثاية عودة الا بن لأبيه بعد طول غياب.. ولابد للإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر أن يضىء أنوار المسجد التى انطفأت لسنين. أنا واحد ممن كان له حظ الدراسة بهذا المكان لمدة خمس سنوات هى دارستى الجامعية.. وكانت الدراسة به امتدادا لسنوات مضت عبر التاريخ كان المسجد يعج بالطلاب.. طلاب العلم من كل أركان الدنيا.. وكان هناك ما يسمى بنظام «الرواق».. وهو عبارة عن حجرة يبيت فيها طالب العلم من كل دولة ينزل فيها ضيفا على الأزهر وتقدم له «جراية» فيها من الطعام والشراب ما يكفيه كل اليوم. وفجأة انقطعت الدراسة به.. وأصبح أثرا بعد عين.. وانزوى دوره وتوارى بعد تطوير الدراسة بالجامعة. ولكن زيارة واحدة للملك فيصل بن عبد العزيز ملك السعودية لهذا المكان أعادت له الروح، فلما دخله وكان خاويا على عروشه أراد أن يعيد للأزهر المكان.. المكانة التى كان عليها من حلقات العلم التى كانت تلتف حول شيخ العامود الذى كان يجلس على دكة مسندا رأسه إلى أحد أعمدة المسجد الكثيرة.. ومن هنا أخذت أوروبا وجامعة السربون بفرنسا على وجه الخصوص ما أطلقوا عليه.. أستاذ كرسى "كلقب جامعى". هنا طلب الملك فيصل رحمه الله من القائمين على الأزهر عودة الدراسة إلى المسجد حتى تضاء أنواره بالعلم من جديد.. فأنشأ واما سمى بالقسم العالى للدراسات الإسلامية والعربية... بمجموعة مواد من كليات الشريعة والقانون واللغة العربية وأصول الدين. ثم تحول إلى المعهد العالى.. وانتهى إلى ما يطلق عليه الآن «كلية الدراسات الإسلامية والعربية التى كان لى شرف التخرج فيها. وظلت بالمسجد لفترة طويلة حتى انتقلت من المسجد إلى داخل مقر الجامعة بالدرّاسة وحلت مكانها «كلية الدعوة». المهم فى كل ما سبق.. أن يبقى الأزهر كما كان حصن العلم ومنارة الإسلام.. وأن تضاء أنواره.. ولا يقف كأثر شاهدا على تاريخ مضى. بل يقف شامخا على تاريخ قادم. ومبلغ فخرى أننى إبن هذا المكان.. وزميل طابور طويل من علماء وفقهاء درسوا ودرّسوا فيه.. فأنا زميل الشيخ محمد عبده ود. طه حسين على امتداد الزمن.