أخيرا بدأ الحلم يتحول إلى حقيقة.. نهاية الأسبوع الأول من الشهر الجارى وفى مؤتمر صحفى عالمى ، كانت البداية لأول مشروع قومى عملاق عقب ثورة 30 يونيو يتوقع الخبراء أن يحول محور قناة السويس إلى أكبر منطقة خدمات لوجيستية على مستوى العالم، وأن تبلغ إيراداته 100 مليار دولار سنويا، وبحضور رئيس الوزراء ورئيس هيئة قناة السويس وعدد من الوزراء تم طرح كراسة الشروط الخاصة بمشروع محور قناة السويس، والذى تولى رئاسة مجلسه التنفيذى الفريق مهاب مميش رئيس مجلس إدارة هيئة قناة السويس، «أكتوبر» حاولت التعرف على تفاصيل أكبر حول المشروع الحلم، الذى يكرر ملحمة وطنيه جديدة ، ومع عقد أول اجتماع للمجلس التنفيذى للمشروع، وموضوعات أخرى كثيرة. * فى البداية لماذا اختير مشروع محور قناة السويس للبدء فيه كمشروع قومى؟ ** أول كل عام والشعب المصرى كله بخير وأنا متفائل بعام 2014 أن تعود مصر لنا وأن يعود الأمن والأمان إلى مصر وأن تعود التنمية والرخاء، خاصة أن الاستفتاء على الدستور الجديد جاء بداية العام وشهد إقبالا من الشعب ليؤكد للعالم أن الشعب المصرى محب للاستقرار، أما بالنسبة لمشروع محور قناة السويس فهو اسمه المشروع «القديم الجديد» لماذا؟ لأنه قائم على مشروع موجود بالفعل وهو قناة السويس التى حفرها الأجداد بسواعدهم وأظافرهم، كان تعداد مصر فى ذلك الوقت 4 ملايين ونصف مليون نسمة اشترك منهم مليون مصرى على مدى 10 سنوات استشهد منهم 120 ألف شهيد من خيرة أبناء هذا الوطن، لكى يصنعوا لنا الخير ويتركوا لنا نبع من ينابيعه، ونحن يجب أن نفكر ماذا سوف نترك لأولادنا وأحفادنا أن مشروع تنمية قناة السويس هذا هو مشروع الأمل، نستغل فيه عبقرية موقع قناة السويس التى تلامس البحر المتوسط والبحر الأحمر وتفصل ما بين قارة آسيا وقارة أفريقيا، ويوميا يمر بها عدد كبير من السفن وناقلات البترول العملاقة، كما أن لدينا موانئ مبنية تحتاج فقط إلى تطوير، ومناطق صناعية، ولكن كلها عبارة عن جزر منفصلة عن بعضها، سوف نقوم بتجميعها فى كيان اقتصادى قوى، بتشريعات تسمح للمستثمر أن يستثمر وتحفظ للدولة حقها وتمنح فرصة للاستثمارات الوطنية أن تعمل بكفاءة، ولازم زى ما العالم كله استغل موقعه نحن لدينا موقع عبقرى، سوف نستغله لمصلحة مصر، نحن فى مرحلة المستر بلان «مخطط العمل للمشروع» وتم عمل كراسة الشروط وتم اعتماد ميزانية 2 مليار جنيه كبداية للمشروع، وإن شاء الله قريبا تكون هناك أخبار تسعد الشعب المصرى بالكامل لأن التنمية هى التى ستعيد الأمن للشارع المصرى لأن التنمية هى التى سوف تمنح فرص عمل للشباب، وسوف يتحرك قطار التنمية بعد الاستفتاء على الدستور مباشرة. استفتاء على مصر * خلال الأسبوع قبل الماضى تم الاستفتاء على الدستور الجديد ماذا تقول للمواطن المصرى بعد إقرار الدستور؟ ** الاستفتاء على الدستور هو استفاء على حب مصر، نحن نريد أن تعود مصر لأبنائها، لا نريد أن نرى انشقاقًا بين أبناء الشعب المصرى لا يمكن أن يتقاتل المصرى مع أخيه، يجب ألا نسلم أنفسنا للمؤامرات التى تحاك لنا، نحن لدينا أجيال متعلمة ولدينا حضارة وجيش قوى، ولا نريد أن ندمر كل هذا، ففى الاستفتاء لم أر الشعب المصرى فى لحمة مثل الذى رأيته فى لجان الاستفتاء. ثلاث قوى * هل مصر قادرة على تخطى المرحلة الحالية؟ ** بالتأكيد وهذا لا يحتاج إلى نقاش خاصة أن مصر تمتلك أقوى ثلاث قوى وهى أولا: إرادة الشعب، ثانيا: القوات المسلحة المصرية التى يشيد بها العالم. ثالثا: قناة السويس والتى تعد أهم شريان مائى فى العالم. ودعنى أؤكد لك أن إرادة الشعب لمصرى أقوى شئ، ففى 6 أكتوبر 1973 عبر الجيش واستعاد الأرض ووقف خلفه الشعب، وفى 30 يونيو 2013 عبر الشعب ووقف خلف الجيش ليحمى إرادة الشعب، فما حدث فى ثورة يونيو كان عبورا ثانيا. وبالنسبة للجيش المصرى فهو جيش قوى قادر على حماية مقدرات هذا الوطن ويعد من أقوى الجيوش فى المنطقة. أما هيئة قناة السويس فهى عصب الاقتصاد المصرى، وهى أحد أهم مصادر الدخل القومى فى ظل ضعف السياحة، فقناة السويس تعد أقوى وأكبر مصادر العملة الصعبة للخزانة العامة للدولة، والتى يأتى منها الأدوية وألبان الأطفال والخبز. مخططات إسقاط مصر * هل هناك أياد خفية تخطط لتدمير وإسقاط مصر؟ ** أولا من ينفى وجود مؤامرات تحاك ضد مصر لم يقرأ التاريخ جيدا، ولم يستوعب قيمة مصر فى المنطقة، ولم يقرأ كتاب العالم الرائع الدكتور جمال حمدان «شخصية مصر» دراسة فى عبقرية المكان، هذا المكان الذى تتفرد به مصر جعلها مطمعًا للجميع على مر التاريخ وستظل، ولكن أبناءها يدركون حجم هذه المخططات، فهى دائما تتحطم على صخرة إرادة هذا الشعب العظيم وبسالته القوية، وجيشه الوطنى. نحن شعب إذا أحب يحب بقوة وإذا كره يكره بقوة، ما علاقة مباراة بين الأهلى وكيما أسوان يهتف فيها الجمهور يسقط يسقط حكم العسكر، ما علاقة حرق المجمع العلمى بالثورة، لماذا يتم الهجوم على المتحف المصرى، ومتحف ملوى. هذا الشخص ماذا يريد؟!، هل يريد الحفاظ على الوطن أم أنه يستهدف إزالته. مصر مطمع للعالم للقضاء عليها حتى تحقق إسرائيل حلمها من النيل إلى الفرات، من المستفيد من كل ما يحدث فى مصر الآن أليست إسرائيل؟!، فلا تجد كلمة فى الصحافة أو الإعلام عن إسرائيل فلو دفعت مليارات، لما استطاعت أن تحدث فى مصر مثلما يحدث من محاولات لإشعال الفوضى والتخريب والتدمير للمؤسسات والمنشات العامة، ما يحدث حاليا هو لخدمة إسرائيل وليس لصالح مصر، لم تتحدث أى من الوسائل عما يحدث فى إسرائيل، مصر أبكاها أولادها والذى لابد أن يرجعوها هم أولادها. * وماذا علينا أن نفعل إذن؟ ** يجب أن ننتبه فى الفترة القادمة للمخططات العالمية التى تحاك ضد مصر مصر رمانة ميزان المنطقة، لو وقعت مصر وقعت المنطقة لازم نحافظ على جيشنا القوى، لابد أن نبدأ نشتغل ونأكل نفسنا لا أن نمد أيدينا، لابد أن نقوم بمشروعات تنمية توفر فرص عمل للشباب، يجب أن يكون لدينا أكثر من مشروع قومى، يجب أن ننمى سيناء وأن نصلها بالوطن، يجب توفير فرص عمل للشباب ونعطيهم الأمل لانهم وقود الوطن وهو من سيكمل المشوار، يجب أن يكون لديه أمل، جميع الدول من حولنا خططت ونهضت وتقدمت تقدم غير مسبوق، جميعها استغلت موقعها ونحن نمتلك موقع فريد وهذا هو جوهر المشروع القادم لاستغلال عبقرية موقع مصر. تفاصيل المشروع * إذن مشروع محور قناة السويس يعتمد على موقع مصر! ** بالفعل.. وهذه فكرة المشروع القومى لقناة السويس، استغلال البضائع العابرة فى قناة السويس وعمل قيمة مضافة إليها وقيمة مكمله عليها خاصة أننا فى العالم اليوم لا يوجد مصنع يقوم بالتصنيع منتج من البداية إلى النهاية، بل يقوم بتصنيع جزء فى مكان وجزء آخر فى مكان آخر، على سبيل المثال تجميع سيارات، بدل ما حاملت السيارات تحمل 500 سيارة إذا تم تفكيكها سوف تحمل 5 آلاف سيارة ويتم تجميعها هنا، خاصة وأننا فى وسط العالم وتستطيع نقل هذه المنتجات أبعد ذلك إلى دول حوض البحر المتوسط أو إلى شرق الولاياتالمتحدة أو لإلى الخليج العربى حتى جنوب شرق آسيا، اليوم النمور الآسيوية مثل الصين وكوريا والهند كل هؤلاء سوف يغزو بصناعتهم أوربا، وجميعهم سوف يمرون من قناة السويس وهو ما يتطلب منك لأن تكون جاهز بمناطق لوجستية ومناطق صناعات مكملة وتدخل معهم فى مركز توزيع لوجستية وتدخل جزء من هذا إلى داخل البلاد حتى يتمتع بها المواطن المصرى لأن ده حقه، هناك افكار كثيرة فى هذا المشروع سوف يكون لها تاثير واضح على الاقتصاد المصرى والمواطن المصرى. هذا المشروع يطلق عليه اسم «القديم الجديد» مثل ميناء شرق بورسعيد هى موجودة سوف يتم رفع كفاءتها وتطورها وتستكمل المخطط الخاص بها فى الشرق وهناك 75 كيلو مترًا مربعًا غير مرفقين، ولم يستغلوا، سوف يتم استكمال المرافق الخاصة بهم خاصة. ميناء غرب بورسعيد موجود، ميناء العريش يتم إنشاوه ميناء العين السخنة موجود وهناك 6 أحواض لم تستغل سوى حوض واحد حتى الآن. ميناء الأدبية موجود ويتم تطويرة وموقعه رائع، منطقة شمال غرب خليج السويس وهى عبارة عن منطقتين جنوبية والشمالية، الجنوبية 20.4 كيلو متر الثانية 106 كيلو مترات، تستكمل الجنوبية ثم الشمالية. ثم تجمع الكيانات الاقتصادية فى كيان اقتصادى كبير جدا بتشريعات موحدة بحيث يرى العالم أنك قادر على تقديم قيمة مضافة، أو صناعات مكلمة، وإعادة التوزيع، بالإضافة إلى ميزة كبيرة تتمتع بها مصر لأنك لا تؤثر على خط سير البضائع، فالقادم من الشمال إلى الجنوب سوف يستفيد من هذه المنطقة اللوجستية، ويستكمل طريقة إلى الجنوب والعكس، وهذا يختلف عن مناطق أخرى تقدم خدمات لوجيستية تستلزم تغيير فى خط سير البضائع، فأنت موقع ممتاز لذا يجب ان تعد نفسك جيدا، لأن المستثمر لن يعطيك الاسم أو العلامة التجارية الخاصة به إلا إذا كنت تمتلك عمالة مدربة، وليست مدربة فنيا فقط، بل ومدربة سلوكيا، يجب أن نتعمل مما حدث. وفى هذا الصدد سنقوم بإنشاء مراكز تدريب على النجارة الكهرباء السباكة اللحام، وبعد حصولنا على المخطط الخاص بالمشروع فى شهر أكتوبر يكون لدينا مراكز تدريب، ولدينا تشريعات، وموانئ نقوم حاليا بحل المشاكل الإدارية والقانونية الموجودة بها، ونحن نعمل على قدم وساق ليل نهار، بالإضافة إلى أننا كهيئة قناة السويس نجحنا فى الحفاظ على مجرى ملاحى يعمل كالساعة رغم الأحداث التى شهدتها البلاد خلال السنوات الثلاثة الماضية منذ أحداث 25 يناير 2011، حققنا فى آخر 6 أشهر أعلى معدل دخل فى تاريخ قناة السويس وهذا دليل على معدل الثقة العالية التى تتمتع به قناة السويس ومعدل الأمان، فإجراءات تأمين قناة السويس تقوم بها القوات المسلحة الباسلة وقوات الأمن الداخلى والعاملون بهيئة قناة السويس، نحن قادرون على النجاح جدا، وقادرون على الصمود والتصدى، الشعب المصرى قادر على العمل والعطاء، هنا رجال وطنيون شرفاء يعملون ليل مع نهار لزيادة إيرادات القناة من العملة الأجنبية ويتعافى الاقتصاد، ويحترمنا العالم. لقد حفر أجدادنا قناة السويس ليس لنا فقط بل للعالم كله، والعالم يعى حاليا فى ظل نمو التجارة العالمية أنه فى حالة توقف الملاحة بقناة السويس سوف تتضاعف الأسعار العالمية. * هناك شائعات أن إدارة الهيئة تستعين بعناصر أجنبية فما حقيقة ذلك؟ ** نحن فى موقع الإرادة، فقد حفرت القناة بالإرادة المصرية وتدار بالإرادة المصرية، نحن لدينا 25 ألف موظف ليس فيهم أجنبى واحد، الذى كان يقول إن هناك دولة عربية تأتى لإدارة قناة السويس واهم، فليس هناك من يستطيع إدارة القناة بكفاءة واقتدار سوى المصريين، أولا قوانين قناة السويس لا تسمح أن أعطى حق الإدارة لأى حد غير مصرى، ولا أميز علم دولة عن دولة أخرى، الناس عليها أن تقرأ جيدا اتفاقية قناة السويس، كيف يعقل أن قناة السويس التى حفرها أجدادنا يتم منحها لشخص آخر يديرها، نحن لدينا كفاءات عالمية تدير القناة بنجاح يشيد له العالم أجمع، وقوانينها واتفاقياتها الدولية لا تسمح بذلك. ولكن الهدف من هذه الشائعات هو التأثير على الملاحة فى القناة المشروع الوحيد الذى يعمل حاليا، اليوم إسرائيل هى المستفيد من هذه الشائعات، ويجب أن يعلم الجميع أن هناك عدوًا يرغب فى أن نتقاتل ونحرق بلدنا، وأكبر خطأ أن المصرى يتقاتل مع أخيه المصرى. اليوم مررنا بهذا الدستور من عنق الزجاجة وعلينا أن نتعلم من دروس الماضى، فالفترة الحالية يجب أن تكون فترة تنمية ورخاء وأمن، وسيدنا إبراهيم عليه السلام عندما دعا لاهله وشعبه قال «رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات» فقد قدم الأمن على الرزق، لأنه مهما كان معك رزق وليس معك أمن لن تستطيع الحفاظ على هذا الرزق لذلك عودة الأمن هى أهم شىء. الألمانية وسأذكر لك واقعة، أنا طلعت أحد المراكب الألمانية التى تعبر القناة وأنا متعود أطلع على المراكب باستمرار فى أحد القوافل سواء قوافل الجنوب أو الشمال. عندما قالوا لقبطان المركب إن رئيس هيئة قناة السويس موجود على المركب، فاستغرب، خاصة أننى كنت لابس كاجوال، فسألنى انت رئيس هيئة قناة السويس، قلت له: نعم فرد قبطان المركب قائلا متشكر جدا، قلت له شكرا على ماذا ؟ فرد قبطان المركب: لأنك أشعرتنى بالأمان الشديد. * سألته: هل رأيت أى شىء وأنت تمر من القناة أشعرتك بالقلق وعدم الأمان؟ ** فقال: لا.. ولكن أود أن أقول لك إن الإعلام لديكم جعلنى أشعر إننى داخل منطقة ليس بها أمان نهائى، وقد أتيت إلى القناة وأعصابى مشدودة جدا مما نتلاقاه من وسائل الإعلام لديكم ولكن ما شهدته من أمان وعناصر من القوات المسلحة على ضفتى القناة جعلنى أشعر بالأمن . فقلت له: أنت آمن جدا وأنا بنفسى معاك على السفينة. بطبيعة الحال وأنا رجل بحرى جلست مع المرشد وتحدثت معه. لحظات وعاد قبطان المركب إلينا مرة أخرى وقال: أنا اتصلت بمدير الشركة فى ألمانيا وقلت له إنك معى على المركب وطلب منى أصورك وأتصور معاك فهل هذا ممكن؟ فقلت له طبعا ممكن. دقائق وعاد إلى وقال مدير الشركة فى ألمانيا يستأذن سيادتك أنه يوزع الصورة على جميع السفن الألمانية ليؤكد أن الملاحة فى قناة السويس آمنة تماما. قلت له مفيش مانع. دقائق وعاد يقول: مدير الشركة يستأذنك إنه يرسلها لمنظمة الملاحة العالمية لكى تنشر الصورة على جميع شركات الملاحة العالمية تقول لهم إن القناة آمنة. الشعور بالأمن شىء عظيم ويجب أن تعلم أننا مهما عملنا فى مشروع قناة السويس إذا لم تشعر بالأمن فلن يكون هناك استثمارات. لابد من عودة الأمن سريعا للشارع المصرى، لأن الاقتصاد لن ينمو الا بالأمن، لذا أنا ادعو الشعب المصرى الفترة القادمة وهو شعب وطنى جدا، أن يكون الانتماء والولاء للوطن أولا وليس لأى حزب أو تيار أو فكر، مصر أم الجميع ولابد أن نتعلم من دروس الماضى للحاضر والمستقبل الفترة القادمة، ولو ظللنا ننظر إلى الخلف لما استطعنا مواصلة التقدم فى الفترة القادمة، ونستوعب إبعاد المؤامرة التى تحاك الآن العالمية والإقليمية ضد مصر، وأن نكون إلى جانب الجيش والشرطة لكى نعبر العبور الثالث إلى الأمن والسلام والسلم الاجتماعى، أولادنا وأحفادنا لهم حق علينا فنحن كما ترك لنا الأجداد مشروع قناة السويس وديعة للأبناء والأحفاد نستفيد منها، فيجب أن نترك ودائع للأبناء والأحفاد من خلال مشروعات قومية يستفيد الأبناء والأحفاد من عائداتها الاقتصادية، يجب ألا نترك لهم الملوتوف وحرق المجمع العلمى والضرب فى الشوارع وقطع الطرق هذا خطأ، يجب أن يتكاتف الجميع ولا يكون كلّ منا فى جزيرة منفصلة، مثلما يحدث الآن، الاعلام فى جزيرة منفصلة.. الحكومة.. الشارع، يجب ان يتوحد الجميع حول فكرة الوطن وليس فكرة الانتماء الحزبى، يجب أن يدرك الجميع ضرورة الاعتماد على أنفسنا، نحن دولة قوية بمقوماتها الحضارية والإنسانية. نحن دائما ما نتحدث عن الماضى لأن ماضينا دائما أفضل من حاضرنا يجب أن نذكر المستقبل والحاضر ونتحدث عنه عندما يشهد عملا حقيقيا، وخلال الفترة القادمة علينا ان نلتف حول هذا المشروع . لأنه يقام على مكان يحظى بثقة عالمية كبيرة، بالإضافة إلى أن قناة السويس كيان قائم على الأرض ومستقر وغير مرتبط بالبيروقراطية، قادر على التمويل بالتنسيق مع الحكومة المصرية، لديه إمكانية توفير أماكن ومقرات للمشروع، لديه كوادر موجودة على مدى الأجيال اكتسبت خبرة كبيرة. لابد فى الفترة القادمة أن نتوحد خاصة وأننا نمتلك مقومات دولة حديثة لا يوجد مثيل لها فى المنطقة، نمتلك ثلث آثار العالم، كما أن لدينا أهم مجرى ملاحى فى العالم، لدينا نهر النيل، لدينا أراض زراعية، لدينا ثانى شبكة سكك حديدية على مستوى العالم، نمتلك خبرات وتعليم، لدينا سواحل ضخمة على البحر الأحمر والبحر المتوسط. * البعض يقول إن تواجد القوات المسلحة فى الشارع يؤثر على كفاءتها القتالية؟ ** نحن لدينا جيش قوى، «واللى شايف غير كده يجرب وهو يعرف»، فالجيش المصرى جيش متماسك قوى، ورغم الأحداث التى شهدتها مصر خلال السنوات الثلاث الماضية لم يستطع أحد أن يشق صف الجيش المصرى، أو يتدخل فيه، فهو مؤسسة وطنية قوية، فهى قوات مدربة قوية ومعده برا وبحرا وجوا، الهدف الاستراتيجى العسكرى للقوات المسلحة ليس الحفاظ على حدود الدولة فقط ، ولكن الحفاظ أيضا على كيان الدولة، وعندما يتعرض كيان الدولة للتهديد داخليا أو خارجيا فمن حق القوات المسلحة النزول للحفاظ على كيان الدولة ، وبالفعل كيان الدولة كان مهددا داخليا خلال الفترة الماضية، ونزلت القوات المسلحة كنسق ثانى بعد قوات الشرطة ، فالشرطة دائما هى المسئولة عن الأمن الداخلى ولو حدث طارىء تتدخل القوات المسلحة، وهى تواصل التدريب دائما ولم يؤثر تواجدها فى الشارع على كفاءتها القتالية نهائيا، وأنا سعيد بالتدريبات المتواصلة التى تحرص عليها القوات المسلحة وتطوير المعدات. علينا أن نحلل ما حدث خلال الفترة الماضية لنتعلم منه للمستقبل . * ما شهدته مصر من أزمات خلال الفترة الماضية يجعلنى أسال ما هو الأسلوب الأمثل لإدارة الأزمة؟ ** أنا شخصيا دائما أحب أستفيد من تجارب الماضى، ولا أترك هذا الشريط يمر دون أن أتعلم منه، واتخذ منه بعض العبر، فعلينا أن نحلل وندقق الأحداث حتى على مستوى الإعلام، يجب تحليل ما حدث، لأن الإعلام هو همزة الوصل بين الحدث والإنسان المصرى، ولو أن هذه الوسيلة غير شفافة من الممكن أن توجه الإنسان المصرى توجيها خاطئا، فيجب أن نحلل إعلاميا ماذا حدث ؟ اقتصاديا ماذا حدث؟ أمنيا ماذا حدث؟ وعسكريا ماذا حدث؟ لازم لو سمحت لى وانت دارس بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، هناك مركز لإدارة الأزمات، فيجب أن تدار الأزمة بالأسلوب العلمى . خاصة أننا نمتلك مركز إدارة أزمات من افضل المراكز فى المنطقة وبه متخصصون على أعلى مستوى، حيث يتم وضع الأزمة على الطاولة ودراستها وبحثها بشكل جيد ويتم وضع أكثر من سيناريو للحل. وأنا هنا أطالب بضرورة دراسة الأزمة التى شهدتها مصر خلال المرحلة الماضية «الثلاث سنوات الأخيرة» التعليم هو البداية * وماذا عن المستقبل.. كيف نبدأ ؟ ** المستقبل يجب أن يبدأ بالاهتمام بالتعليم، وتربية النشء، علينا أن نعلم أبناءنا وأطفالنا الانتماء وحب الوطن، حتى لا نجد من يحرق علم الدولة أو لا يحترم السلام الوطنى للدولة ونعلمه القيم والمبادىء ووسطية الإسلام ، علينا أن ننفق على التعليم جيدا، وأنا شفت دولة معينة لغت التعليم من 3سنوات إلى 7 سنوات وحولته إلى احترام الكبير واحترام قوانين الدولة واحترام علم الدولة والحفاظ على النظافة، وكيف يحترم المرور ، وعندما سألتهم قالوا العلوم والرياضيات يتعلمها الإنسان بسهولة بمساعدات التدريب الحديثة، المهم هو التربية والأخلاقيات والقيم وتكوين الشخصية.. نحن لدينا الطفل يحمل حقيبة واجبات ضخمة تحنى ظهره وهو لم يتجاوز السنوات الخمس، نحن نهتم بتكوين شخصيته جيدا، لأننا لو غرسنا هذه المفاهيم لكان الشاب اكثر نفعا لوطنه، لقد اهملنا التعليم فكانت النتيجة الحالية، واكرر مرة ثانية يجب ان تعود وزارة التربية والتعليم . * شهدت مصر خلال العام الماضى ما أطلق عليه أخونة الدولة، من أجل سيطرة الجماعة على مفاصل الدولة.. فماذا عن هيئة قناة السويس ؟ ** إدارة الأمور الاقتصادية يختلف عن إدارة الامور السياسية، أنا فى رأى الاقتصاد اقتصاد، خصوصا فى هيئة مثل هيئة قناة السويس تتعامل مع العالم كله، فالهيئة مستقلة لها شخصية اعتبارية ولوائح وقوانين خاصة، ولا أفرق بين علم دولة ودولة أخرى، إلا الدولة التى فى حالة حرب معلنة على مصر ، فالعالم كله ينظر إلى الهيئة، لذا وقفت بقوة حتى لا يتم تسييس القناة، أو إدخالها إلى المنحنى السياسى، لأنى أعلم أنها هى الشىء الوحيد الذى يعمل خلال الأزمة ويقدم إيرادات من العملة الصعبة للخزانة العامة للدولة، لذا لم تسيس القناة ولم يتم أخونتها، الهيئة بها 25 ألف موظف وعامل جميعهم مصريون وطنيون مائة بالمئة. كما أن شعوب مدن القناه يعشقون قناة السويس. * وماذا تقول للشباب ؟ ** أود أن أقول للشباب كلمة «دوركم جاى» جميعنا لدينا طموحات، ولم نبدا بنسبة مائة بالمائة، جميعنا كافح من أجل أن يصل الى النجاح الذى وصل إليه، عليكم أن تحلموا بمستقبل أفضل، ولكن ليس على حساب حرق الوطن، لأنه هو الباقى. البلد الآن فى موقف صعب، جميعنا من الممكن ان يختلف ولكن ليس معنى الاختلاف ان نحرق وطننا الذى نعيش فيه، فالذى خلق الداء خلق الدواء وهذا يعنى أننا من الممكن أن نصل إلى الحل. وكل مشكلة لها حل ونصل إلى توافق فديننا دين وسطى، وعلينا أن نساعد فى عودة التنمية، حتى تتوافر فرص عمل للشباب لبناء حياتهم بالعرق والكفاح فمصر يجب ان تعود لريادة المنطقة، فهى أم الدنيا.