قبيل الاحتفال بالعيد الثالث لثورة 25 يناير حاولت خفافيش الظلام تحويل عُرس مصر وأفراحها التى تستعد لها شوارعها وميادينها إلى سرادقات لتلقى العزاء فى ضحايا الأعمال الإرهابية التى شهدتها القاهرة وبعض المحافظات خلال الأيام الأخيرة والتى كان آخرها قبيل مثول المجلة للطبع بساعات، عملية تفجير مديرية أمن القاهرة، والقنبلة التى تم تفجيرها بمحطة مترو البحوث، وتفجير إحدى اللوحات الإعلانية بشارع الهرم، فى محاولة من خفافيش الإرهاب لإرباك الشارع المصرى، وإشعار المواطن بالقلق، وهم لا يدركون أن الشعب المصرى الذى أبهر العالم بثورتيه لا ترهبه قنابل الغدر جماعات الإرهاب الخسيسة ولا رصاصات الإرهاب الذى لا يعرف النور، لأنه تعود على الظلمة، وسيحتفل المصريون بثورتهم . فقد استيقظ سكان القاهرة صباح الجمعة على دوى إنفجار ضخم هز منطقة باب الخلق وسط القاهرة، ووقع الحادث عند الساعة السادسة صباحا، وتصاعد دخان كثيف غطى مساحات كبيرة من سماء الحى وسُمع دوى إطلاق نار عقب الهجوم . وهرعت سيارات الإسعاف إلى موقع الانفجار، وتولت نقل الجرحى إلى المستشفيات. وأحدث الانفجار حفره بعمق ستة أمتار، كما وقعت أضرار كبيرة فى واجهة مبنى مديرية أمن القاهرة شملت 4 طوابق، كما تأثر مبنى متحف الفن الإسلامى المجاور، وتحطم زجاج واجهة دار الوثائق القومية القريب. وطالت الخسائر أيضا واجهات المحال التجارية والعقارات المجاورة لمبنى مديرية الأمن. وراح ضحية الإنفجار عدد من رجال الشرطة، فضلا عن عشرات الجرحى، وتبنى تنظيم أنصار بيت المقدس الهجوم. فى حين أعلن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية أن الحادث وقع فى السادسة، حيث حاولت سيارة نصف نقل اقتحام بوابة المديرية، فتبادل معها رجال الأمن إطلاق النيران، وفى لحظات حدث الإنفجار الذى نتج عنه إنهيار الواجهة الأمامية للمديرية. كما أكد اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية خلال تفقده لموقع التفجير ان ما حدث سيزيد المصريين اصرارا على مواجهة الارهاب الاسود ولن يثنى رجال الشرطة عن مواصلة حربهم الشرسة ضد الإرهاب الأسود . واضاف ابراهيم ان الحادث يعيد الينا ما حدث فى صباح اول يوم للاستفتاء عقب تفجير واجهة محكمة امبابة ، حيث زاد الحادث من اصرار المواطنين على الخروج للاستفتاء ، ولم يثنيهم عن دورهم الوطنى. واكد ابراهيم ان عمليات تامين الميادين التى سوف تشهد الاحتفال بثورة 25 يناير تجرى على قدم وساق. وقد تم رفع حالة الاستنفار إلى الحالة «ج» لمواجهة اى اعمال تخريبية او ارهابية تقوم بها جماعة الاخوان الارهابية وقد تفقد رجال المعمل الجنائى وعدد من القيادات الأمنية وعلى رأسهم وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم جثة الانتحارى المشتبه به فى هذا العمل الإرهابى الذى استهدف مديرية أمن القاهرة صباح الجمعة . وكانت ملامح هذه الجثة المشتبه بها فى ارتكاب هذه الجريمة، لشاب فى الثلاثينيات من عمره، وبها آثار لوجود لحية. و أكد مصدر أمنى أن التفجير الانتحارى استهدف مدير الأمن ومدير مباحث القاهرة وقيادات المديرية، حيث كانوا متواجدين داخل المديرية حتى الصباح، لبحث خطط تأمين البلاد فى أحداث صباح الجمعة، وآخر الاستعدادات لذكرى ثورة 25 يناير. وحرزت نيابة أمن الدولة كاميرات وزارة الآثار ومديرية أمن القاهرة، للتوصل لمرتكبى حادث التفجير وأشار بيان لوزارة الصحة إلى ارتفاع أعداد القتلى والمصابين بتفجير مبنى مديرية أمن القاهرة التى حدث صباح الجمعة ليبلغ 4 حالات وفاة، وعشرات المصابين. كما أصدرت وزيرة الصحة تعليماتها باستدعاء جميع مديرى المستشفيات والأطقم الطبية، ووجهت بتوفير جميع فصائل الدم وكميات إضافية من المستلزمات الطبية والأدوية لدعم المستشفيات المتعاملة مع المصابين. وتم إرسال 35 سيارة إسعاف وطواقم الإسعاف الخاصة، برئاسة رئيس هيئة الإسعاف، بخلاف تجهيز فريق انتشار سريع برئاسة رئيس الرعاية الحرجة والعاجلة جاهزة للتحرك لدعم المستشفيات وفقا للأحداث. إدانة الإرهاب فى الوقت ذاته أدان وزير التربية والتعليم الدكتور محمود أبو النصر الحادث الإرهابى قائلاً «أدين ما حدث بعنف.. هو عمل إرهابى جبان يستهدف ترويع آمنين أبرياء». مضيفا أن «ما يحدث من انفجارات وعنف لن يزيد الشعب المصرى إلا إصرارًا على استكمال خارطة المستقبل لصنع غد أفضل للوطن».. مشددًا على أن «المصريين لن يرضوا أبدًا بحكم الإرهاب». مظاهرات شعبية وعقب الانفجار تجمع الآلاف من المصريين الشرفاء فى مظاهرة تاييد وتضامن مع قوات الشرطة وطالبوا بالقصاص من العناصر الإرهابية والجماعات التى تساند الإرهاب، وهتف المواطنون» يا أبو دبورة ونسر وكاب.. احنا معاك ضد الإرهاب « وتوافد المصريون بإعداد ضخمة على المستشفيات للتبرع بالدم خاصة مستشفى أحمد ماهر والحسين الجامعى ، وقد توزع المصابون على 5 مستشفيات هى القصر العينى والحسين الجامعى وأحمد جلال وأحمد ماهر وأم المصريين. من ناحية أخرى، تم الدفع بتعزيزات للقوات المسلحة إلى منطقة المهندسين فى محافظة الجيزة، تحسباً لوقوع هجمات أخرى. وقال اللواء نصر سالم الخبير الاستراتيجى إن الهجمات الانتحارية لا يمكن إيقافها بأى إجراءات احترازية. وأضاف أن وجود مقر المديرية فى شارع حيوى وسط القاهرة حال دون تأمين حرم أمنى كبير حول المقر. وحالت حواجز أسمنتية وُضعت حول مديرية أمن القاهرة فى وقت سابق دون وصول سيارة الانتحارى للهدف، بحسب ما أكدته التقارير الإعلامية. كاميرات مراقبة من جانبه كد الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار إن خسائر متحف الفن الإسلامى المجاور لمديرية أمن القاهرة تصل لحوالى 107 ملايين جنيه نتيجة الانفجار الذى وقع الجمعة . وأشار إلى أنه سيتم تخزين كل مقتنيات المتحف المتبقية فى مخازن لحين ترميم المتحف أو نقلها لمكان آخر. وأضاف أن هناك كاميرات مراقبة كانت موجودة بالمتحف ولكنه لم يؤكد مسألة تصوير الجناة وقال إن هذا الأمر متروك للجهات المعنية. وأكد عماد القهوجى مدير الأمن بدار الكتب والوثائق القومية، إن الانفجار الذى استهدف مبنى مديرية أمن القاهرة، تسبب فى تحطيم شبكة المياه فى دار الكتب والوثائق القومية وفى المتحف الإسلامى بمنطقة باب الخلق. وأن الانفجار نتج عنه أيضًا تحطم زجاج عارضات المخطوطات والوثائق، ونتج عنه غرق المخطوطات فى المياه، لافتًا إلى أن العاملين عملوا على إنقاذها من المياه. انتشار امنى كما شهدت محطة مصر بميدان رمسيس انتشارا أمنيا مكثفا، وتشديد الإجراءات الأمنية على مداخل ومخارج المحطة، فيما اصطف عدد من مدرعات الشرطة وسيارات الأمن المركزى من الخارج، تحسبا لأى محاولات تخريبية. وتواجدت قيادات الشرطة بالمحطة لمتابعة الحالة الأمنية، فيما تم تشديد الإجراءات على مداخل المحطة وتفتيش الداخلين للمحطة وحالات الاشتباه، وسط حالة من الاستنفار الأمنى، لمواجهة أى أعمال تخريب محتملة. تفجير محطة البحوث وعقب عملية التفجير التى استهدفت مديرية امن القاهرة بساعات قام مجهولون بإلقاء عبوة ناسفة أمام 4 سيارات أمن مركزى كانت متمركزة أمام محطة المترو. وأعلن مصدر أمنى أن عدد المصابين فى انفجار محطة مترو البحوث ارتفع ل8 أشخاص حتى مثول المجلة للطبع ، وتم نقلهم إلى مستشفى الشرطة لتلقى العلاج. من ناحية أخرى بدأت نيابة الدقى التحقيق فى الواقعة فورا، وأمرت بدفن جثة المجند المتوفى عقب تشريحها ، كما أمرت بالإسراع بتحريات الأمن الوطنى حول الحادث. وتفجير الهرم كما شهدت منطقة الهرم تفجيراً آخر استهدف إحدى لوحات الإعلانات بشارع الهرم وهو ما أكده مسئول مركز الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية قائلا: إنه فى حوالى الساعة العاشرة صباح الجمعة، وقع انفجار محدود بإحدى لوحات الإعلانات بشارع الأهرام بدائرة قسم شرطة الطالبية بمحافظة الجيزة ولم ينجم عنه حدوث إصابات أو تلفيات. وأضاف مسئول المركز الإعلامى، أن رجال الحماية المدنية وخبراء المفرقعات انتقلوا لمكان الانفجار، وبالفحص تبين أنه ناتج عن عبوة محلية الصنع، وبدأ الفحص والوقوف على ملابسات الحادث. وقد انتقل خبراء المفرقعات ومساعد وزير الداخلية للدفاع المدنى إلى مكان الحادث فور وقوعه. *** العميد حلمى ل أكتوبر : عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء أكد العميد أيمن حلمى مدير إدارة الإعلام بوزارة الداخلية ل أكتوبر أن قوى الإرهاب لن تثنينا عن حماية الوطن، وأن ما يحدث من عمليات تفجير إرهابية هو مخطط يقوده تنظيم عالمى لإعادة عقارب الساعة الى الوراء وهو ما لم يحدث ولن يحدث أبدا، فما قام به المصريون من مكتسبات ثورتهم الأولى 25 يناير والثانية 30 يونيو لن يتنازل عنه الشعب المصرى ، مهما حدث ، ولن تثنى هذه العمليات القذرة أجهزة الأمن عن مواصلة عملها، فى محاربة الإرهاب بالتعاون مع القوات المسلحة والشعب المصرى. وأضاف أن من بين ضحايا الحادث الإرهابى الذى استهدف مديرية أمن القاهرة سقوط مواطنين مسيحيين. وأشار العميد حلمى إلى قيام أجهزة الأمن بإحباط محاولة لتفجير أحد مبانى مديرية أمن بورسعيد بعد أن حاولت قوى الظلام استهدافه بخمس عشر برميل متفجر، كما أكد العميد حلمى على تلاحم الشرطة والجيش والشعب لحماية هذا الوطن.