بعد أن صور الشيعة الإمامية الاثنى عشرية رسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم- فى صورة المربى الفاشل الذى كفر الذين آمنوا به وارتدوا وضلوا عقب وفاته، باستثناء ثلاثة أو أربعة!.. ذهبوا على طريق الكذب فصوروا هذا الرسول الكريم فى صورة طالب الملك الوراثى فى نسله - من أبناء على بن أبى طالب من فاطمة الزهراء- رضى الله عنهم - ثم قاموا باضفاء العصمة على هؤلاء الأئمة الاثنى عشر، حتى لقد جعلوا الإمامة أم العقائد، وفوق النبوة، إذ النبوة -برأيهم «لطف خاص» بينما الإمامة «لطف عامة»!. بل لقد ذهبوا فى الغلو إلى حد تأليه هؤلاء الأئمة واشتراكهم مع الله سبحانه وتعالى - فى الولاية التكوينية على كل ذرة من ذرات هذا الكون!. وأن روح القدس، الذى حمل النبوة إلى النبى، وانتقل- بعد موت النبى - إلى الأئمة.. وأن اسم الله الأعظم - وفيه ثلاثة وسبعون حرفا - قد كان مع «آصف» الذى أحضر عرش بلقيس إلى سليمان -عليه السلام- منه حرف واحد.. وعن الله من هذه الحروف حرف واحد.. أما الأئمة أئمة الشيعة الاثنى عشرية- فعندهم اثنان وسبعون حرفا!!.. ولقد جعلوا من هذه الخرافات أحاديث منسوبة إلى إمامهم المعصوم أبو جعفر محمد بن على زين العابدين (38- 94ه 658- 712م).. وأثبتوها فى كتاب (الكافى) أوثق مصادرهم فى علم الحديث!. ولقد ظل هذا الغلو الخرافى فى الأئمة - عند الشيعة الإمامية الاثنى عشرية- عقيدة ثابتة، وفكرا متبعا، عبر تاريخهم، وحتى العصر الذى نعيش فيه.. فرأينا آية الله الخمينى (1320- 1409ه 1902 - 1989م) يكتب فيقول: «إن للأئمة مقاما محمودًا ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون، وإن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبى مرسل، لقد كانوا قبل هذا العالم أنوارًا فجعلهم الله بعرشه معرقة وجعل لهم من المنزلة والزلفى ما لا يعلمه إلا الله»!. وكما تبنى الخمينى غلو المذهب فى رفع الأئمة إلى مقام الألوهية، واشراكهم مع الله فى الولاية التكوينية والسيطرة على كل ذرة من ذرات الكون.. تبنى الخمينى - أيضا- غلو المذهب الاثنى عشرى فى تشويه صورة جمهور الصحابة، بل وتكفيرهم.. فكتب قائد الثورة الإيرانية عن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذين صنعهم الرسول على عينه، والذين أقاموا الدين، وأسسوا الدولة وفتحوا الفتوح، ونشروا الإسلام، وصنعوا الحضارة.. كتب الخمينى عن هؤلاء الصحابة فقال: «إنهم لم يكن لهم هم إلا الدنيا والحصول على الحكم من دون الإسلام والقرآن لقد اتخذوا القرآن مجرد ذريعة لتحقيق نواياهم الفاسدة، وقد سهل عليهم إخراج آيات القرآن التى كانت تدل على خلافة على ،رضى الله عنه، بلا فضل، وعلى إمامة الأئمة، وكذلك تحريف الكتاب السماوى، وإقصاء القرآن عن أنظار أهل الدنيا على وجه دائم بحيث يبقى هذا العار فى حق القرآن والمسلمين إلى يوم الدين. وإن تهمة التحريف التى يوجهونها إلى اليهود والنصارى إنما هى ثابتة عليهم»!!. هكذا اقترف الخمينى -قائد الثورة الإيرانية- وولى الفقيه، الذى ادعى لنفسه كل سلطات الإمام، التى هى كل سلطات الرسول، والتى هى كل سلطات الله.. حسب نظريته فى «الولاية العامة للفقية» - اقترف: 1- جريمة الغلو فى الأئمة إلى حد تأليههم وإشراكهم مع الله فى الولاية التكوينية والسيطرة على كل ذرات الكون! 2- وجريمة سب الصحابة، وتكفيرهم، إلى حد وصف كبارهم بأنهم كانوا أخبث من الكلاب والخنازير!. 3- وجريمة إتهام الصحابة - ومن ورائهم الأمة - بتحريف القرآن لإخفاء الآيات التى تنص على ولاية على بن أبى طالب الخلافة بعد الرسول - عليه الصلاة والسلام-!. والغريب، أن الخمينى - الذى كتب هذا الذى كتبه، عن الصحابة، وعن من يواليهم.. أى على أهل السنة والجماعة، الذين يمثلون 90% من المسلمين.. قد كان يدعو - ولا يزال خلفاؤه وأتباعه يدعون - إلى « وحدة المسلمين»، ويقيمون لذلك مؤتمرًا كبيرًا فى كل عام!.