ما بين صدمة وحزن ودع الشعب الفنزويلى فى 5 مارس 2013 أسطورة العصر كما وصفته بعض الصحف العالمية، الرئيس المثير للجدل طوال فترة حكمه والمحبوب من قبل غالبية شعبه والمعروف خارجيا بالرجل المشاكس المعادى للإمبريالية الزعيم الاشتراكى الثورى هوجو شافيز الذى لم يكن يهوى فى مطلع حياته سوى الرسم والغناء والقراءة والكتابة والحديث وكان أقصى طموحه أن يشارك كلاعب محترف فى مباريات لعبة البيسبول، الرجل الذى أصبح ظاهرة فريدة ، الناصرى الأول فى العالم كما كان يحلو أن يقدم نفسه . هوجو شافيز الذى رحل عن عمر 59 عامًا بعد صراع طويل انتصر فيه المرض ووضع فنزويلا أمام مفترق طرق ووضع معها الكثير من التساؤلات حول مستقبل فنزويلا وعن مدى استمرار الحقبة التشافيزية. فبعد 14 عاما من حكم شافيز رأى كثيرون أن الشعب الفنزويلى سيستغرق وقتا ليعتاد على فنزويلا من دونه خاصة وإنه رئيس من نوع خاص وله كاريزما سياسية مختلفة وهو رئيس له حضور شعبى دائم وطريقته فى ممارسة السياسة مختلفة وهى ما أطلق عليها المراقبون السياسة الشافيزية ونسبوها إليه، حيث حظى شافيز بحب الشعب الفنزويلى نظرا لاهتمامه بطبقة الفقراء ومحاولاته الدائمة من أجل إعطائهم كافة حقوقهم. كما يعرف شافيز كأحد الرؤساء الذين يحظون باحترام وشعبية على المستوى الدولى وعرف عنه أيضا وقوفه فى وجه الولاياتالمتحدةالأمريكية وتحديه الدائم لها ولسياساتها فى فرض سيطرتها على الدول الفقيرة، فلم يجد شافيز فرصة لتحدى الولاياتالمتحدة إلا وعمل على استغلالها، كما يرجع الغضب الأمريكى من شافيز وسياساته للعديد من المواقف الجريئة التى قام بها كنوع من التحدى للسيطرة الأمريكية ومنها مصادقته للعديد من الدول التى لا تنعم بالرضا الأمريكى مثل إيران وكوبا والصين، وفى المقابل لم تقف الولاياتالمتحدة مكتوفة الأيدى بل سعت بكل الطرق للقضاء عليه سواء من خلال عملائها فى الداخل أو من خلال المعارضة والمظاهرات. واتخذ شافيز من سيمون بوليفار القائد الفنزويلى الذى عمل على تحرير فنزويلا إلى جانب عدد من دول أمريكا الجنوبية مثلا أعلى له يقتدى به فى العديد من الأمور والمواقف فناهض العولمة ورفض إغراق الأسواق بالنفط وضبط سعره. وتكريما لشافيز تم إزاحة الستار الأيام الماضية عن تمثال الزعيم الفنزويلى الراحل هوجو شافيز بحديقة الحرية والصداقة بالقاهرة تعبيرا عن تقدير الشعب المصرى للتجربة الفنزويلية والمكانة التى يتحلى بها الزعيم الفنزويلى الراحل فى قلوب المصريين.