شهد عام 2013 أول ثورة غضب للمثقفين فى مصر ،أعلن خلالها المثقفون، والأدباء، والفنانون، اعتصامهم داخل مبنى وزارة الثقافة، وتحديدا مكتب الدكتور علاء عبد العزيز الوزير الذى فرضه نظام حكم الجماعة، لتنفيذ خطة إبادة الثقافة الوطنية، رافضين عدم قبولهم بوجود وزير لا يلبى طموح المثقفين وتطلعاتهم للرقى بالثقافة اللائقة بالثورة العظيمة، التى بدأت موجتها الأولى يوم 25 يناير 2011، حتى تحقق أهدافها وفى مقدمتها بناء الدولة الوطنية وأعلن المثقفون استمرارهم فى الاعتصام وأنهم لن يغادروا مبنى الوزارة حتى يتولى زمام أمرها من يتعهد ويؤمن بالحفاظ على قيم التنوع، والمواطنة وخلال الاعتصام كان يصدر المثقفون البيانات الواحد تلو الآخر لوقف ما وصفوه بخطة إبادة الثقافة وكانت البيانات جميعا تشعرنا بغضب كبار المثقفين والفنانين أمثال جلال الشرقاوى، و بهاء طاهر، وأحمد شيحا، وخالد يوسف، وسيد حجاب، وسعد القرش، وسيد فؤاد، ومحمد عبلة، ومحمد العدل، وأحمد نوار، ومحمد عبدالخالق، ومحمد هاشم، ومحمود قابيل، وحامد محمد سعيد، وسهير المرشدى، ومنال محيى الدين، وصنع الله إبراهيم، وحنان مطاوع، وسامح الصريطى، وسكينة فؤاد،وفتحية العسال وهالة خليل، ومها عفت، وعصام السيد، وناصر عبدالمنعم، وأحمد ماهر، ومحمد فاضل، وفردوس عبدالحميد وغيرهم الكثير والكثير من المثقفين ووصلت حدة الثورة إلى التخطيط والمشاورة لإعلان اسم وزير ثقافة جديد من بينهم إلا أنهم تراجعوا عن هذا الأمر، لأن الوزير الذى سيتم اختياره كان حتما أن يقسم اليمين أمام رئيس لا يعترف المثقفون بشرعيته من الأساس . وفى شارع شجرة الدر بالزمالك وأمام مبنى وزارة الثقافة، كان الجميع يسمع صراخ المثقفين، الممثل عزت أبو عوف الذى اعتاد المشاهدين على هدوئه، صرخ لأول مرة فى حياته أمام وزارة الثقافة قائلا :الفن ليس حرام يا جماعة الفن ليس حرام يا هوووووو فى نبرة لم تعتد من فنان بطبعه الهدوء، وفى مقر الاعتصام انطلقت هتافات الثورة يوم 30 العصر ..الثورة هتحكم مصر وغنى رامى عصام مطرب ميدان التحرير اشهد يا زمان.. أهى ثورة أهى من غير إخوان ولم ينس أن ينهى غناءه بأغنية يسقط حكم المرشد هتاف حرص كل من اعتلى مسرح الاعتصام إنهاء حديثه به توحدت الرغبات وأصبح سقوط النظام رغبة جماعية، أكثر من 30 يومًا عاش المثقفون فى حالة ثورة دائمة دون حالة تحرش واحدة، رغم الملابس المتحررة ليتأكد للجميع وبشكل قاطع أن العقول المتحررة، لا تحمل بين طياتها أفكارا متحرشة، فأكثر من نصف المعتصمين من الفتيات يصفقن للغناء ويتمايلن على أغانى الثورة دون أن ينظر مجرد النظر إليهن أحدا، ولم تخلو ثورة المثقفين من أغانى عشاق الوطن وزمن الفن الجميل ( مصر يا أمه يا بهية يا أم طرحة وجلبية) و(اتجمعوا العشاق – ويا مصرى قوم – وصباح الخير على الورد اللى فتح ) وكانت أسلحة مثقفى وزارة الثقافة متنوعة مابين غناء، ومعزوفات موسيقية ،ورسم جداريات على أسوار الوزارة، وقصائد شعرية حماسية.