الكمال لله وحده.. هذا ما تشير إليه الوثيقة الدستورية الجديدة.. التى سيخرج للتصويت عليها شعب مصر فى يومى 14 و 15 يناير القادم.. بقراءة متأنية لمواد الوثيقة الجديدة التى تضمنت 247 مادة.. تحدثت عن مصر دولة موحدة لا تقبل التجزئة والسيادة للشعب والنظام السياسى أساسه التعددية السياسية والحزبية وتداول السلطة والإضراب السلمى حق ينظمه القانون.. ولكن ما لفت نظرى فى باب المقدمات الاجتماعية مادة حلمت وحلم بها كل المصريين فى المادة التاسعة وهى « تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين دون تمييز»... فهذه المادة أعادت الروح للمواطن المصرى بعد أن عانى شباب مصر من التمييز على أساس اللون والدين والمستوى الطبقى.. بصراحة كان تكافؤ الفرص معدومًا.. فابن الضابط ضابط وابن الدبلوماسى دبلوماسى وابن القاضى قاضٍ.. وابن الصحفى صحفى.. وابن الريس ريس.. وفى اعتقادى أن هذا هو السبب المباشر لثورتى 25 يناير و30 يونيو.. عندما تقتصر الوظائف والمناصب على التوريث من الأب للابن وتورث للأهل والعشيرة وأعضاء الجماعة.. مبارك ومرسى دمروا تكافؤ الفرص.. رغم أنهما من أبناء البسطاء والفقراء.. إلا أنهما عندما وصلا إلى السلطة تناسوا.. أنه لولا تكافؤ الفرص لما وصلوا للتعليم وللحكم.. وبنظرة تاريخية.. للطبقات فى مصر.. نجد أن الكل جذورهم وأصولهم من أبناء الفلاحين الذين توفرت لهم الفرص للصعود الاجتماعى سواء بالمجهود والعلم والعرق أو بالنفاق والانتهازية ولكنهم أبناء فلاحين وعمال مهما حاولوا الادعاء بأن أصولهم ارستقراطية أو من كبار العائلات.. ياسادة فى عصر الإقطاع قبل ثورة 23 يوليو كان البدراوى باشا عاشور من كبار الإقطاعيين.. ولكن أصله أنه كان يعمل سفرجى عند الخديو إسماعيل والخديو توفيق.. ما أحب أن أشير إليه أن مصر لايوجد بها طبقة النبلاء مثل إنجلترا وفرنسا.. ولكن كل المصريين من أبناء البسطاء والفلاحين والفقراء.. والضباط والقضاة والسياسيين والوزراء والمسئولين كلهم من أصول ريفية من الصعيد أو الوجه البحرى وهذا مثار فخر.. كذلك كانت سعادتى غامرة أن يكون تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين حقًا.. فمن حق الشباب بالذات أن يحصل على الوظيفة المناسبة وتلغى كلمة «غير لائق اجتماعيا» لأنه ابن فلاح أو عامل بسيط وإذا تحقق هذا سينطلق هذا البلد إلى الأمام عندما لا يشعر المواطن بالتمييز.. ولنأخذ بالقوات المسلحة قدوة فهى لا تفرق فى الكليات العسكرية بين أبناء الفقراء والأغنياء فالجميع سواء.. مادة تكافؤ الفرص تحقق الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم لكل مواطن على أرض مصر لهذا أقول لأهلى من البسطاء من العمال والفلاحين الدستور الجديد يحقق ما حلمتم به من تكافؤ الفرص.. لهذا جميعنا سنقول نعم للدستور !!