فكرة مشروع ماكينة آلية لصناعة الخبز البلدى 100% ، ابتكرها 12 طالبًا وخريجا بكلية الهندسة فى جامعة حلوان من عدة تخصصات مختلفة وحصلوا على المركز الأول فى يوم الهندسة المصرى على مستوى الجمهورية. وانطلاقًا من الحلم بمستقبل أفضل لمصر خاصة بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو والتى كانت من أهم مبادئها «عيش – حرية- عدالة اجتماعية» انطلق هذا الفريق فى مشروع تخرجهم بتصميم نموذج لفرن خبز يعمل بدون أى تدخل بشرى، وبلغت تكاليف المشروع ما يعادل 40 ألف جنيه على نفقاتهم، وأكد الطلاب أن الفرن ينتج 3000 رغيف فى الساعة. ويقول محمد حسن أحد مؤسسى المشروع إن الهدف هو حل أزمة طابور العيش التى يعانى منها الكثير من المواطنين خاصة الطبقة الفقيرة والقضاء على مشكلة العمالة الزائدة التى يعانى منها أصحاب المخابز، بالإضافة إلى ضمان توصيل رغيف العيش البلدى لكل أسرة مصرية من خلال الكروت الذكية. موضحًا أن الماكينة سوف تنتج الخبز البلدى المصرى طبقا للمواصفات القياسية من حيث وزن وقطر الرغيف، منوهًا إلى تقليل الهادر فى الدقيق المستخدم وإعادة تدوير الحرارة المفقودة من الفرن أثناء التسوية لاستخدامها فى العجن والتخمير. وفى نفس السياق يقول شادى محمود أحد مؤسسى فريق «خبز مصرى» أن حل أزمة الخبز المدعم عبر التكنولوجيا الذكية قائمة على فكرة توزيع الخبز بطريقة جديدة وعادلة تقضى على الأزمة بعدة وسائل منها عمل بطاقة ذكية لكل مواطن ليأخذ الخبز بها ويتم تسجيل أسماء المواطنين كلهم فى قاعدة بيانات مختصة بالمشروع، ومنها أيضا عمل منافذ بيع أكثر موزعة على أماكن أكبر فى جميع أنحاء الجمهورية مع وجود لجان عديدة مختصة بذلك المشروع فتكون هناك لجنة لتسجيل بيانات المواطنين لعمل البطاقات، وكذلك هناك لجنة فى كل محافظة مسئولة عن التأكد من توزيع الخبز وحصول المواطنين على الخبز بطريقة عادلة. وأكد مهند محمد أحد مؤسسى المشروع والمسئول عن التحكم فى الكهرباء أن الماكينة بإمكانها أن تعمل فوق 12 ساعة دون تدخل أيد بشرية وتنتج 3000 رغيف عيش فى الساعة الواحدة حيث يتم وضع العناصر الأساسية لعملية الخبز المقادير «دقيق - الخميرة - سكر- ملح - مياه»وذلك بنسب معينة ومن ثم تقوم تلقائيا بعملية الخبز كاملة من عجن وتخمير أولى وفرد ثم مرحلة التخمير النهائى وتستمر مدة العجن بها حوالى ربع ساعة ثم التخمير خمس دقائق ثم بعد ذلك مرحلة تقطيع العجين وتكون على شكل حبل طويل ثم تتم عملية التقطيع بأحجام متساوية ثم عملية الفرد ثم التسوية وأخيرا التوزيع. موضحا أنه من الممكن مراقبة صاحب الفرن من خلال اتصال الماكينة بوزارة التموين والتى تستطيع من خلالها معرفة عدد الخبز الذى تم إنتاجه فى اليوم ويتم توقيع غرامة على صاحب المخبز فى حالة المخالفة. ويوضح محمد الأطرش مصمم فنى أن قطع الغيار الخاصة بالماكينة الخبز متوافرة داخل الأسواق المصرية ومن اليسير جدا الحصول عليها. وعبر أعضاء فريق الخبز المصرى عن أملهم فى أن يدعم هذا المشروع من قبل الجهات المعنية للاستفادة منه لمصلحة المواطن المصرى البسيط. من جانبه، أكد الخبير الاقتصادى د.حمدى عبد العظيم أن هذا المشروع وسيوفر أهم منتج للاستهلاك المحلى الذى يمكن أن يصل إلى التصدير وسيؤدى إلى زيادة الدخل القومى وحصيلة الدولة من النقد الأجنبى وسيؤثر أيضا على قيمة الجنيه المصرى بالإيجاب مقابل العملات الأجنبية ويمكن فيما بعد أن تقل العائدات وتزيد الصادرات وسوف تستقر العملة المصرية على الأقل . وأشار عبد العظيم إلى أن التقنيات الموجودة بالآلة إيجابية وتمنع تعرض المال العام للسرقة والإهدار فسوف تكون مؤثرة بشكل إيجابى على المنظومة الاقتصادية. وأضاف أنه لا تأثير لها على العمالة داخل المخابز لأن الآلة ستحتاج لأيدى بشرية لتباشر عملها ولكن من الممكن أن تقلل من عدد العمال فقط، وأن إنتاج الخبز البلدى آليا سيعمل على توفير الأيدى العاملة والجهد ويعطى منتجًا عالى الجودة، فضلا عن ترشيد فى الطاقة من خلال استهلاك أقل للسولار». وأشار وفيق أحمد صاحب أحد المخابز: هذه الماكينة ممتازة وستنهض بالمخابز وتحل مشكلة الخبز المدعم ومشكلة طوابير الخبز المستديمة وسوف توفر لصاحب المخبز الكثير من الجهد والمال وكثرة العمالة وتأثره بأزمات السولار وتمنع لجوء بعض أصحاب المخابز لبيع الدقيق فى السوق السوداء. ويطالب محمد من الحكومة تبنى هذا المشروع وسرعة اعتماده وطرح الآلة لمتناول أصحاب المخابز بأسعار مدعمة لحل الأزمة وتطوير المخابز. وتقول د. عزة بركات عميدة كلية هندسة جامعة حلوان إن مشروع «خبز مصرى» فكرة جديدة ومبتكرة من عمل طلبة هندسة واخذوا المركز الأول على هذا العمل وأضافت: أتمنى أن يتبنى المسئولون هذا المشروع على المستوى العام لأنه نفذ بجهود الطلاب ويحتاج إلى تطوير فى بعض الفنيات وهذا المشروع جيد ومتميز فهو على المستوى الاقتصادى سيحل مشاكل كثيرة وسيتقدم بالدولة فى مجال المخابز وسيحل مشكلة من أكبر المشاكل اليومية للمواطنين وهى مشكلة الخبز المدعم.