مالك مخبز: كلام الحكومة غير منطقي وسيحمل الدولة أعباء لا يمكن تخيلها تحقيق: هبة صلاح بالرغم من وعد الرئيس للمواطنين بحل ازماتهم المستعصية خلال ال100 يوم الاولي له وحدد خمس قضايا التي من بينها “الخبز ” وقوله في خطابه الاخير انه تم تحقيق نسبة 80% من قضية الخبز علي وجه التحديد الا ان شيئا لم ينعكس علي المواطنين او اصحاب المخابز سواء الخاصة او المدعمة “الاهالي” في جولة بين المخابز ومع المواطنين اثناء رحلة البحث عن العيش. تتلخص قضية المخابز المدعمة التي تبيع خبرا ذات الخمسة قروش ، بعد فصل التوزيع عن الإنتاج ، فأصبح المواطن في حيرة شديدة لانه عندما يذهب لمخبز الانتاج لا يبيع له لان الحكومة اعطته تعليمات بعدم البيع للجمهور ليكون التعامل عن طريق اما منفذ الحي الذي يعطي الخبز لمن لديه اشتراك به فقط فالمواطن غير المشترك يرفض الموظف اعطاءه الخبز بدون اشتراك ، ليذهب اخيرا الي منافذ التوزيع الاخري التابعة للحكومة ايضا التي تعمل بمواعيد محددة وتبيع للفرد بجنيه واحد فقط ، وعليها ان تنتظر انتهاء الكميات لدي “منفذ الحي” ، ليقوم المواطن في النهاية اما بشراء الخبز غير المدعم الذي يصل سعر الرغيف الي 25 قرشا اي بثمن خمسة ارغفة من المدعم اما ان ينتظر دوره الذي لا يأتي او انه يعود منزله بدون خبز ، يأتي هذا بعد معاناة اخري للوصول الي مخبز بيع الخبز المدعم ذات الخمسة قروش ، لك ان تنزل اي منطقة وتسأل “فين فرن العيش ابو شلن” لتجده سلعة نادرة وقليل من يجيبك عن مكانه. معطل!! قال محمد فوزي ، مستأجر مخبز سيف الاسلام ، بشارع الوفاء والامل ، الذي وجدنا مخبزه معطلا نتيجة غلاء سعر انبوبة البوتاجاز ، البالغ ثمنها 70 جنيها ولم يستطع الحصول عليها ، “الانبوبة ب 70 جنيها ومش لاقيها ” . اكد “فوزي” عدم وجود اي تغيير في مشكلة الخبز غير أن اسعار الخامات “الدقيق والخميرة ” زادت حيث وصل سعر شكارة الدقيق الي 90 جنيها، التي تخبز العيش الحر ، فضلا عن اجور العمال بالاضافة الي الايجار الذي وصل سعره الي 200 جنيه في اليوم. وقال انه يضطر مثل جميع اصحاب المخابز ان يشتري الدقيق المدعم من المخابز المدعمة بسعر يتراوح بين 60 :80 جنيها وهم في الاساس يحصلون عليها من الحكومة بسعر 12.5 . بيع الدقيق وقال ان مالك المخبز المدعم لابد وان يبيع الدقيق لانه ” لومعملش كدة هيخسر” ، واضاف ” اتحداكي تلاقي حد في جمهورية مصر العربية كلها مبيبعش دقيق”. وعلي الجانب الاخر ، قال احمد شوقي ، مستأجر لمخبز مدعم ، الخاص بالبيع للجمهور خبزا 20 قرشا، قائلا انه يشتري الدقيق الفاخر من الحكومة ، بسعر 55 جنيها، وتشتري المخابز غير المدعمة الخبز منه لبيعه بسعر 25 قرشا للرغيف. الصنايعية وعن بيع الدقيق ، قال “شوقي “انه لا يبيع الدقيق لانه مستأجر ويعد البيع للمستأجرين هو خسارة ، لانه يربح عن طريق بيع الخبز للجمهور مباشرة ب20 قرشا وهو مكسب له اكثر من بيع شكارة الدقيق الفاخر ، كما ان ايجار المخبز يبلغ 7 الاف جنيه شهريا . واضاف “شوقي ” قائلا “نفسي الحكومة تهتم بالصنايعية مش بس بأصحاب المخابز ” قاصدا ان ترعي العمال بالمخابز جتماعيا وصحيا وترفع اجورهم . واوضح المواطنون ان مبادرة فصل التوزيع عن الانتاج قد قللت الزحام نوعا ما امام مخابز الانتاج الا ان يشوب تطبيقها البيروقراطية التي لا تراعي ادمية المواطن وطول انتظاره ، ولم يهتم احد بتطبيقها كما ينبغي ان يكون كما ان هناك محافظات تطبق نظام الاشتراكات ليصل الخبز الي المنزل للمشتركين. عيش بايت!! ومن امام احد منافذ التوزيع ، قالت سامية محسن ، ربة منزل ، التي تحمل شنطة سوداء في يدها تنتظر وضع الخبز فيها لاطفالها الاربعة “مفيش حاجة اتغيرت الوقفة هية هية والطابور هوة هوة ” وعن سؤالها عن عودتها من المنفذ دون خبز اجابت بأنها لم تجد الخبز البلدي ووجدت الخبز الشامي المدعم البالغ سعر عدد 8 منه ب 50 قرشا، فلم تشتريه لانه علي حد وصفها ” بايت” ولكن من الممكن ان تشتريه اذا كان طازجا في حالة عدم وجود العيش البلدي. عاوزين نعيش أشارت «سامية» إلي عدم تغير اي شيء في نواحي الحياة الاخري بل ازدادت الاوضاع سوءا حتي فيما يخص تعليم ابنائها واختتمت كلامها بقول “مش عاوزين حاجة غير اننا نعرف نعيش “. قالت الحاجة “ام حمادة ” التي كانت تجلس علي الرصيف المجاور لمنفذ التوزيع تتنتظر ان يأتي الخبز الجديد من المخبز ، قالت مستعدة ان ادفع 10 قروش للرغيف بشرط ” يكون موجودا ونظيفا ” ، وقالت انها تقطع مشوارا من بيتها في اخر فيصل امام كوبري حجازي ، لان الفرن القريب من منزلها المدعم يبيع خبزا سيئا جدا ، قائلة ” يبيع العيش البهايم والطيور مبيردوش ياكلوه” !!. واضافت ” ام حمادة” ان ازمة العيش لم تلمس فيها تغيرا خلال الثلاث اشهر الماضية عما سبقا. بجنيه فقط قال “محمد فرج” احد المشرفين بأكشاك التوزيع ، ان هناك نظاما محدد يعمل به المخبز ولا يستطيع صرف أي كمية من الخبز الا بعد ان ينتهي منفذ الحي بتوزيع الكمية التي لديه علي المواطنين ذوي الاشتراكات، كما ان تعليمات الحكومة لهم بعدم البيع لأي فرد بأكثر من جنيه، وهو ما يؤدي للمشادات بين العاملين في الاكشاك وبين المواطنين، الذين يضطرون للانتظار حتي يأتي الخبز ، ويتنظرون دورهم في الطابور ثم يأخذون بجنيه واحد فقط ، مضيفا انه اذا لم يطبق ذلك فسيأتي مواطنون اخرون لا يجدون رغيفا واحدا وستطبق عليه غرامة. وقالت “سعاد احمد محمود ” ، ان اهم شيء لديها هو ان تستطيع الحصول علي العيش يوميا بدون معاناة ولكنها تجد عدم اختلاف المعاناة بعد تولي محمد مرسي الرئاسة وعما سبق فهي قالت الاسعار زادت بشكل غير مسبوق والذي زادت معه معاناتهم. اما “رندا محمود” 30 سنة ، فقالت انها اضطرت لشراء العيش الشامي المدعم البالغ سعر الثمانية منه ب 50 قرشا، بدلا من الانتظار لساعات كما انها غير مشتركة في نظام الاشتراكات ولا تحب العيش المدعم لعدم جودته. ابو شلن وبعد تجول دام لاكثر من نصف ساعة بالمنطقة لايجاد المخبز المدعم الذي ينتج رغيف الخمس قروش ” ابو شلن” وجدناه ، المخبز الرئيسي بمنطقة الوفاء والامل ، وهو فرن الحاج عبد العال يوسف علي، انتقد ثبات سعر الرغيف بخمسة قروش منذ سنوات عديدة قائلا ” كل شيء في البلد غلي الا الرغيف من 27 سنة وهو “بشلن” ولم يتحرك سعره ، الكهرباء غليت واجور العمال والخميرة وباقي الخامات وسعر الرغيف ثابت “شلن” مما يجبر اي صاحب مخبز لبيع الدقيق المدعم فيما يسمي “السوق السودا” للمخابز الاخري غير المدعمة ، بسعر يحقق لهم هامش ربح يستطيع من خلاله دفع رواتب العمال ومستحقات الدولة. ومضيفا فشل مشروع الاشتراكات وفصل التوزيع عن الانتاج بالرغم من انه اراحه هو شخصيا واصحاب المخابز لانه اصبح لا يتعامل مع الجمهور مباشرة ، مؤكدا ان الحكومة الحالية تنتهج نهج حكومة النظام السابق فيما يخص سياسة الخبز ، وهو الامر الذي لا يمكن معه مراعاة المواطن البسيط سواء كان يشتري الخبز او ينتجه . ويقترح الحاج “عبد العال” ان تقوم الحكومة برفع سعر الرغيف المدعم الي 10 قروش ، بشرط ثباته علي ما هو عليه الان بوزنه الذي يتراوح بين 100 و 130 جراما، وحجمه وجودته. حلول ام عقد؟ منتقدا كل ما تقدمت به الحكومة من حلول للأزمة واخرها في طرح الحكومة ان تشتري من المنتجين رغيف الخبز ذات الخمس قروش بسعر 35 قرشا للرغيف ، وتأخذه لتطرحه هي بمعرفتها للجمهور بسعر 5 قروش، وهو ما يجده “عبد العال” غير منطقي نهائيا وسيكلف الدولة اعباء كبيرة، ويتساءل هل هم لا يعلمون انهم سيدفعون 30 قرشا من اموال الدولة لكل رغيف يوميا لكل المصريين !! ؟؟ ويضيف ” انا اللي معيش شهادة بقول الكلام ده ميدخلش العقل ” ، كم ستتكلف الدولة و ” هتجيب منين كل ده؟؟”. تحرير الأسعار وعلي جانب اخر قال عبد الله غراب ، رئيس شعبة المخابز علي مستوي الجمهورية بالغرفة التجارية، ل «الاهالي» ان الخبز الان يعد افضل من سابقه ولكن مازالت الامور تحت الدراسة والبحث لكي يتم تطوير الخبز وتطوير ادوات انتاجه. اكد “غراب” علي سعي الحكومة لتحرير سعر الدقيق وسعر رغيف الخبز ، مشيرا الي ان الدولة ستشتري الخبز من الافران بالسعر العالمي ، وستطرحه للجمهور بالسعر المدعم ، وستتحمل الدولة الزيادة . مضيفا ان مشكلة الخبز يصعب حلها في اشهر وانما هي مشكلة معقدة ولها العديد من الجوانب لذلك كل شيء تحت الدراسة والنظر للاعلان قريبا عنها.