اعدموا الغجر فى غرف الغاز .. «الغجر لصوص» ، شعارات ازدادت حدتها خلال الأيام الماضية ضد غجر الروما، إضافة لحملات اضطهاد وترحيل ومعاناة طالت عددا منهم، وذلك بعد أن وجهت محكمة يونانية اتهامات رسمية إلى زوجين من الغجر بخطف طفلة شقراء لا تتجاوز السادسة من العمر وذلك بعد أن عثر على طفلة وتدعى ماريا خلال مداهمة شنتها الشرطة على مخيم للروما فى وسط اليونان الأسبوع الماضى حيث أمرت المحكمة بسجنهما على ذمة التحقيق بعد أن أظهرت فحوصات الحمض النووى أنها لا تمت بصلة قرابة للزوجين الذين أصرا بالمقابل أنها دخلت فى رعايتهما بطريقة قانونية. وقد اعتقلت السلطات اليونانية الزوجين بتهمة اختطاف قاصر وتدليس وثائق، ونشرت الشرطة صورالطفلة للتعرف على أسرتها حيث اتضح أن والدتها بلغارية وقد أعطت طفلتها لهذه العائلة منذ أربع سنوات عندما كانت تعيش فى اليونان لعدم توفر الظروف الضرورية لرعايتها. وعلى إثر هذه القضية شنت اليونان ودول أوروبية أخرى حملات مناهضة ضد الغجر مما جعل حقوقيين يعربون عن قلقهم الشديد من تزايد المشاعر المعادية والعنف ضد الغجر فى عدة بلدان أوروبية. وفى أيرلندا.. جرى احتجاز طفلين أشقرى الشعر وأزرقى العينين من والديهما المنتمين إلى الغجر المعروفين بلونهم الأسمر بعد الاشتباه فى خطفهما أيضا، ولكن سرعان ما أعيد الطفلان إلى عائلاتهما بعدما أثبتت فحوص الحمض النووى أن والديهما من الروما. أما فى إيطاليا.. فقد جاء رد فعل اليمين المتطرف على الأخبار المتداولة بشأن الاشتباه فى اختطاف الطفلة «ماريا» متمثلا فى المطالبة بإجراء تفتيش على جميع تجمعات غجر الروما للبحث عن الأطفال المفقودين والمطالبة بالكشف عن هوية المقيمين فى المعسكر، مشيرين إلى أنه كما حدث هذا فى اليونان من الممكن أن يحدث فى ايطاليا. وقد ذكر يانيس هاليلوبولوس رئيس الاتحاد اليونانى لغجر الروما أن التغطية المتحيزة فى وسائل الإعلام اليونانية والتوجه العنصرى الذى تبع نقل الطفلة ماريا أعادنا مائة سنة للوراء.. وقال إنه للمرة الأولى منذ سنوات يسمع الناس يصرخون «الغجر لصوص» عندما يمشى فى الشارع، وأوضح أن كثيرين من الأطفال فى مستوطنات الروما بشراتهم بيضاء وشعورهم شقراء وعيونهم زرقاء. وتقول الجماعات الحقوقية إنه حتى قبل وقوع هذه الحملات كان العنف والتخويف فى تزايد ضد غجر الروما فى أوروبا والذين يقارب عددهم 11 مليون شخص. وفى ظل الظروف القاسية التى يعيشها الغجر يخشى الكثير منهم من ذكر هويته كغجرى، وفى أغلب الحالات التى ينجحون فيها يفضلون عدم الإفصاح عن هوياتهم.