منذ أن قررت وزارة التموين تهديد التجار بتطبيق التسعيرة الجبرية عليهم لضبط الأسواق وإطفاء نار الأسعار وإصدار نشرة استرشادية والتجار يخرجون لنا ألسنتهم كل يوم! فالسوق المصرى لا يحكمه «ضابط ولا رابط» منذ أن طبقنا شعارات اقتصاديات السوق، ونظريات العرض والطلب.. وأخيرا حكاية التسعيرة الجبرية التى أصبحت «نكتة بايخة» يتداولها الناس صباحا ومساء.. ويتهكمون عليها لأن الأسعار منذ أن أعلن وزير التموين د.محمد أبو شادى هذا الكلام.. والأسعار لم تنخفض مليما واحدا.. ولكن أقول بكل ثقة إن أسعار الخضر والفاكهة زادت بسبب الأعياد.. وكل عام وأنتم بخير.. أما عن باقى السلع فحدث ولا حرج.. والكل يتهم الكل.. المزارع يتهم التجار وتجار الجملة يتهمون تجار القطاعى والمستهلك الغلبان حائر بين الجميع! وكما قلت مرارا وتكرارا أن الدولة يجب أن تعود إلى دورها كمنتج للأغذية من أجل حماية الناس من جشع التجار.. يجب عليها أن تكون لها منافذها.. وضرورة تطوير نظام الجمعيات التعاونية الاستهلاكية التى حمت الشعب المصرى فى أيام الحروب والأزمات من احتكار التجار.. وأن تولى وزارة التموين اهتمامها بهذه الجمعيات وتعمل على إعادة دورها كمنافس فى السوق بعد أن تحولت بعض هذه الجمعيات إلى أطلال وخرابات ينعق فيها البوم.. ومرتعا للفساد والسرقات.. ولا أدرى لماذا لا ندرس مشروع وزير التموين الأسبق د.أحمد جويلى لتطوير الجمعيات الاستهلاكية؟.. والذى بدأ فعلا فى بعض الجمعيات.. ولكن توقف بعد خروج الوزير جويلى من الوزارة.. وللعلم كان د.جويلى من أنظف الوزراء فى النظام الأسبق وقد استطاع هذا المشروع إعادة دور هذه الجمعيات المهم وجذب الزبائن إليها.. وتدوير رأس مالها وتحسين الخدمة بها.. أما باقى الجميعات «الخربة» فقد أضافوا لها خدمة توزيع السلع الخاصة بالبطاقات التموينية وتفرغت بعض هذه الجمعيات لهذا الدور فقط.. وتركت دورها الآخر فى تحسين سلعها وتوزيعها مما أدى إلى إحجام المواطنين عن شرائها.. كما غاب الدور الرقابى عن هذه الجمعيات الاستهلاكية مما شجع بعض العاملين بها على التصرف فى هذه الجمعيات وكأنها محلات خاصة بهم ويفرضون على الناس ما يريدون من سلع أو يحملون سلع الجمعية الاستهلاكية على بطاقات التموين وغير ذلك من صور الفساد فى هذه الجمعيات التى يجب الضرب على يديها من وزير التموين. *** إننى أعتقد أن إصلاح منظومة الجمعيات الاستهلاكية يمكن أن يساهم بصورة كبيرة فى إصلاح حال الأسواق المايل!! ولله الأمر من قبل ومن بعد..