«فيس بوك»..موقع بلا قلب..ووسيلة لنشر الشائعات والسخرية من كل شىء وأى شىء..ولولا ميزاته التى لا يستطيع أحد أن ينكرها وأهمها أنه يجمعك بأشخاص تحبهم واصدقاء قدامى وجدد لم يكن من السهل التواصل معهم فى ظل غياب وسيلة للتواصل الاجتماعى مثل «الفيس بوك»، لقلت إنه شيطان العصر الجديد، لأنه موقع بلا رقابة ولا يعرف معنى الخصوصية.. وقد حزنت جداً حينما شاهدت الصورة التى التقطها أحد المتلصصين على الفنانة الكبيرة شادية دون أن تدرى أنه يتم التقاط الصور لها، وهى التى كانت حريصة دائمًا على الاحتجاب عن الأنظار والابتعاد عن الأضواء ولم نسمع صوتها خلال منذ سنوات سوى فى مداخلة هاتفية مع أحد البرامج التليفزيونية عقب قيام ثورة 25 يناير تعلق فيها على الثورة. أما الصورة الثانية التى نشرها نشطاء على «فيس بوك» وازعجتنى للغاية، فهى صورة للفنانة الرائعة نادية لطفى وقد بدت عليها علامات العجز والشيخوخة.. بعد أن تجاوزت الثمانين من عمرها. والمعروف أن الفنانة الكبيرة التى قدمت عدداً من أجمل أفلام السينما، من أشهرها فيلما «الخطايا»، و«أبى فوق الشجرة» مع العندليب الراحل عبدالحليم حافظ قد آثرت الابتعاد عن الأضواء منذ نحو 25 عاماً، وتفرغت للعمل التطوعى، قبل أن تتعرض لوعكة صحية خطيرة منذ نحو عام، وما تزال تعانى من آثارها حتى الآن.. وبالتأكيد لا يعلم من نشر تلك الصورة مدى الألم النفسى الذى استشعرته نادية لطفى، التى ارتبطت فى اذهاننا بصورة الفتاة الرومانسية الجميلة حين رأت الصورة التى التقطت لها أيضا وهى لا تدرى، ونشرها أحد المتلصصين دون أن يعود إليها أو يحصل على موافقتها. ويبدو أن الصراع بين الصحف والمواقع الاخبارية الاليكترونية على نشر الموضوعات والتسجيلات والفيديوهات للمشاهير، سواء بإذنهم أو رغما عنهم قد انتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعى وخصوصا تويتر وفيس بوك، وهو ما يمكن أن يعيدنا إلى سنوات الصحافة الصفراء التى كنا قد ارتحنا منها قليلا بعد أن توارى إعلام «بير السلم» ليفسح المجال لمنافسة حقيقية فى السبق الصحفى والأداء المهنى، وخصوصا بعد صدور عدد من الجرائد المستقلة والقنوات الفضائية الجديدة وازدهار برامج التوك شو وظهور جيل جديد من مقدمى البرامج الذين يمتلكون قدرا كبيرا من الوعى والحضور والطلة المميزة أمام الشاشة والقدرة على الحوار.