نتائج مثمرة حققتها أول زيارة خارجية للرئيس المؤقت عدلى منصور إذ جاءت زيارته إلى السعودية لتعزيز سبل التعاون بين البلدين الشقيقين فى كافة المجالات، وتأتى تأكيدًا على أواصر الأخوة والصداقة والمحبة التى أظهرتها المملكة فى تأييدها لثورة 30 يونيو، وتناولت المباحثات التعاون بين القاهرةوالرياض على الأصعدة السياسية والاقتصادية بما يخدم مصالح البلدين خصوصًا فى ظل التحديات الكبيرة التى تواجه الوطن العربى. وجاءت زيارة الرئيس المؤقت عدلى منصور إلى الأردن للتأكيد على متانة العلاقات بين البلدين وشملت المباحثات تناول سبل التعاون فى المجالات الاقتصادية، إضافة إلى التأكيد على المواقف الثابتة تجاه القضايا العربية. مباحثات الرياض وكان الرئيس عدلى منصور قد التقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز وولى العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز ويتوقع أن يزور السعودية رئيس الوزراء د.حازم الببلاوى للتشاور حول سبل دعم وتطوير العلاقات فى الملف الاقتصادى. وفى كلمته أكد الملك عبد الله بن عبد العزيز موقف السعودية حكومة وشعبا للوقوف مع مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، وتجاه كل من يحاول المساس بشئون مصر الداخلية. وجاء هذا التأكيد خلال لقاء القمة الذى انعقد فى جدة مع الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور، وبحث الجانبان آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم البلدين والشعبين الشقيقين فى جميع المجالات، كما بحثا مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف البلدين منها. وكان خادم الحرمين الشريفين قد رحب فى بداية اللقاء بضيفه الرئيس عدلى منصور ومرافقيه، متمنيا لهم طيب الإقامة فى بلدهم الثانى المملكة العربية السعودية، بينما عبر الرئيس عدلى منصور من جانبه عن شكره وتقديره للملك عبد الله بن عبد العزيز على كرم الضيافة وحسن الاستقبال الذى وجده ومرافقوه فى السعودية، التى تعد أول بلد يزورها فى أول زيارة خارجية يقوم بها منذ توليه مقاليد الرئاسة المؤقتة. كما أعرب الرئيس عدلى منصور باسمه وباسم حكومة وشعب مصر عن الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وشعب وحكومة السعودية على مواقفها المساندة لإرادة الشعب المصري، ودعمها مصر للخروج من أزمتها الاقتصادية نتيجة الأحداث التى شهدتها أخيرا. فيما أكد السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، أن المملكة العربية السعودية ساندت إرادة الشعب المصري. وأشار إلى أن الدور السعودى ساهم فى توضيح وإجلاء الصورة الحقيقية لثورة 30 يونيو باعتبارها ثورة شعبية تصحيحية على الأوضاع التى سبقتها، والتى شهدت انحرافا عن أهداف ومبادئ ثورة 25 يناير 2011 وما حملته من تطلعات وطموحات للشعب المصري. وشدد بدوى على أن مصر والسعودية هما قطبا التفاعلات فى النظام الإقليمى العربي، وعليهما يقع عبء تحقيق التضامن العربى والوصول إلى الأهداف التى تتطلع إليها الشعوب العربية، مشددا على أن وحدة الهدف والمصالح «المصرية السعودية»، وأمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصري، وقال إن المباحثات تناولت سبل دعم العلاقات بين البلدين الشقيقين على كل المستويات وبحث آفاق توسيع ودفع الاستثمارات السعودية، وأوضح المتحدث أن الرئيس منصور حرص على التعبير للقيادة السعودية عن شكر وتقديرمصر قيادة وشعبا للموقف المبدئى للمملكة التى ساندت إرادة الشعب المصرى فى ثورته وسارعت إلى تقديم الدعم لمصر للخروج من أزمتها الاقتصادية التى كانت تعانيها نتيجة سوء الإدارة خلال المرحلة السابقة. القمة المصرية الأردنية وكانت المملكة الأردنية الهاشمية هى الدولة الثانية فى أول زيارة خارجية للرئيس عدلى منصور الذى التقى بالعاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى فى جلسة مباحثات موسعة تناولت العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. من جهته أكد العاهل الأردنى متانة العلاقات الأردنية المصرية المستندة إلى جذور قومية وتاريخية قوية وثابتة، إضافة إلى الحرص المشترك على تعزيزها والنهوض بها فى شتى الميادين بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. وكانت المباحثات المصرية الأردنية قد ركزت على ضرورة تفعيل اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لتكثيف التعاون الثنائى فى مختلف القضايا خصوصًا فيما يتعلق بملف الطاقة، فضلًا عن عدد من الملفات الاقتصادية والتجارية. ووفقًا للبيان الصادر عن الديوان الملكى الأردنى، شدد الملك عبد الله الثانى على أن الأردن ينظر إلى مصر على أنها دولة مهمة وأساسية فى محيطها العربى والإقليمى وأنه يدعم خيارات شعبها المستقبلية بما يعزز وحدته الوطنية ويرسخ أمنها واستقرارها من أجل استعادة مكانتها ودورها الريادى. وبخصوص القضية الفلسطينية حذر الطرفان من مواصلة سياسة الاستيطان الإسرائيلية واعتداءاتها المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس، كما تطرقا للأزمة السورية وجدد العاهل السعودى موقفه الداعم لإيجاد حل سياسى شامل للأزمة يحافظ على وحدة الشعب السورى. وأكد الرئيس المؤقت عدلى منصور على التنسيق بين مصر والأردن فيما يخص مختلف التحديات خصوصًا سبل التعامل مع الأزمة السورية.