يتوجه الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور اليوم إلي المملكة العربية السعودية في أول زيارة رسمية خارجية له مند توليه رئاسة البلاد في يوليو الماضي, وسيعقد خلالها جلسة مباحثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد وزير الدفاع تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين, وبحث سبل تدعيم التعاون المشترك بين البلدين في جميع المجالات والتأكيد علي أهمية التعاون الاقتصادي بزيادة الاستثمارات السعودية في مصر, ويقدم خلالها الشكر والتقدير للمملكة قائدا وحكومة وشعبا لوقوفهم بجوار مصر وتقديم الدعم والمساعدة في كل الأوقات. فالسعودية هي أول دولة اعترفت بثورة30 يونيو, وقدمت بشكل مباشر دعما ماديا واقتصاديا لمصر, كما كان لخادم الحرمين الشريفين موقف مشرف تجاه مصر ورغبة الحكومة السعودية, والشعب السعودي في تحقيق الاستقرار لمصر, وعملت علي الصعيد الدولي لوقف التهديدات التي كان يشنها الغرب علي مصر. وقدمت السعودية لمصر منذ قيام ثورة30 يونيو حزمة مساعدات مالية بلغت نحو5 مليارات دولار, منها2 مليار وديعة تم إيداعها في البنك المركزي المصري بلا فوائد, بالإضافة إلي ملياري دولار في هيئة مساعدات غاز ومواد بترولية, ومليار دولار منحة لا ترد.. وهذا ليس بالجديد علي السعودية فقد قدمت لمصر في السابق- تحديدا في22 مايو 2011 حزمة مساعدات مالية تقدر بنحو4 مليارات دولار تتضمن وديعة بمليار دولار للبنك المركزي وهذه الحزمة خصصتها الحكومة المصرية لدعم الاقتصاد المصري. وتعد العلاقة بين مصر والسعودية علاقة متميزة, نظرا للمكانة التي يتمتع بها البلدان علي الأصعدة العربية والدولية. فعلي الصعيد العربي يؤكد التاريخ أنهما يمثلان أكبر قوي في العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي ويقع عليهما العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي. قال السفير ايهاب بدوي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن المملكة العربية السعودية ساندت إرادة الشعب المصري والدور السعودي أسهم في توضيح واجلاء الصورة الحقيقية لثورة30 يونيو باعتبارها ثورة شعبية تصحيحية علي الأوضاع التي سبقتها والتي شهدت انحرافا عن أهداف ومبادئ ثورة25 يناير2011 وما حملته من تطلعات وطموحات للشعب المصري. وأضاف بدوي في تصريحات صحفية له ان مصر والسعودية هما قطبا التفاعلات في النظام الاقليمي العربي, وعليهما يقع عبء تحقيق التضامن العربي, والوصول إلي الأهداف التي تتطلب إليها الشعوب العربية, مشددا علي ان وحدة الهدف, والمصالح المصرية السعودية, وأمن الخليج جزء لايتجزأ من الأمن القومي المصري. وأوضح المتحدث ان الرئيس منصور حريص علي التعبير للقيادة السعودية عن شكر وتقدير مصر قيادة وشعبا للموقف المبدئي للمملكة الذي ساند إرادة الشعب المصري في ثورته, ومسارعة المملكة في تقديم الدعم لمصر للخروج من أزمتها الاقتصادية التي كانت تعانيها نتيجة سوء الإدارة خلال المرحلة السابقة. ومن المقرر أن يتوجه الرئيس عدلي منصور غدا إلي العاصمة الأردنية عمان ليعقد جلسة مباحثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ستتناول دعم العلاقات الثنائية بين مصر والأردن في مختلف المجالات وتحفيز التعاون الاقتصادي والتجاري كما ستتطرق المباحثات إلي مناقشة شئون أبناء الجالية المصرية في الأردن وتقديم كل أشكال الرعاية لهم, كان العاهل الأردني قد قام بزيارة القاهرة في20 يوليو الماضي في أول زيارة لزعيم أو رئيس دولة لمصر بعد ثورة30 يونيو فيما اعتبر أنها خطوة ذات دلالة تؤكد دعم الأردن لمصر في المرحلة الانتقالية.