قرأت وأنا طفل الرواية البوليسية (جريمة فى قطار الشرق السريع) للكاتبة الانجليزية (أجاثا كريستى).. وشاهدتها وأنا شاب فيلما مشوقا مثيرا للمخرج الأمريكى (سيدنى لوميت).. تحكى الرواية عن ركاب قطار شاركوا جميعا فى قتل راكب يدعى (راتشيت) من نفس قريتهم.. طعنوه بالسكاكين لأنه كان يمارس ضدهم القهر والعنف والترويع!! كل منهم طعنه طعنة لسبب ما فى نفسه..ثأرا وانتقاما.. تذكرت أحداث هذه الرواية وأنا أتابع سقوط الرئيس المعزول محمد مرسى.. فمثلما عادى (راتشيت) جميع أهل قريته..على اختلاف فئاتهم وطوائفهم.. فقد عادى محمد مرسى أيضا كل أهل مصر: الجيش..الشرطة..الصحافة..الإعلام..القضاء.. الأزهر..الكنيسة..النقابات المهنية..النقابات العمالية..رجال الأعمال..المثقفين..الفنانين.. الاحزاب..القوى الثورية...كل الشعب! وكما ثأر أهل القرية من (راتشيت) الذى لم يراع حرمات الناس.. فقد ثأر أهل مصر من محمد مرسى الذى لم يراع حرمات الوطن والمواطن! تصرفات (راتشيت) جعلت أهل القرية يتفقون عليه.. وسياسة مرسى جعلت أهل مصر يتحدون ضده! فى قطار الشرق السريع قُتل (راتشيت).. وتحت قطار مصر الثورى دُهس مرسى!!