واحدة تلو الأخرى ويوما بعد الآخر تخرج علينا جماعة الإخوان المسلمين بمبادرات وصلت منذ عزل الرئيس محمد مرسى إلى أكثر من 30 مبادرة كان أبرزها (طلق زوجتك وانصر رئيسك ومقاطعة التليفونات المحمولة والعصيان داخل المدارس ومقاطعة المنتجات وعطل عربيتك فى الشارع) وكان آخرها مبادرة لمقاطعة البنوك. وعلى الرغم من كثرة مبادرات الإخوان إلا أن تكرارها يؤكد فشلها فى استقطاب الشعب المصرى للتعاطف معهم بعد أن انكشف أمرها خلال العام الماضى ، خاصة بعد إثبات تورطها فى أعمال عنف وتخريب أدت إلى الإصرار من المصريين لعزلهم ولفظهم شعبيا لكن رغم إنها جماعة منظمة فهل تخرج علينا بمبادرات من شأنها تجعل الشعب يلتف حولها أم أنها ماتت إكلينيكيا بعد حكم محكمة الأمور المستعجلة بحظر تداول أنشطتها وتجميد مقراتها واستثمارات الأعضاء المنتمين لها. أكد د جمال زهران المحلل السياسى أن المبادرات التى قدمتها عدة فصائل إسلامية ومن بينها الجماعة الإسلامية والجهاد في إحداث اختراق مهم في الأزمة السياسية المصرية التي تلت الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي وإسقاط نظامه تعد مجرد رسائل تريد منها الجماعة الإسلامية النأي بأنفسهم وعدم العودة للسجون مجددًا والتأكيد على نبذهم للعنف. صعب وأشار زهران إلى صعوبة الاستجابة لسلطات الدولة والشعب لهذه المبادرات خاصة وأن هذه السلطات تتطلع للأمن الوطنى دون النظر إلى فصيل بعينه. وقال جمال عبد الناصر رئيس النقابة العامة للعاملين بالبنوك والتأمينات إن سحب الودائع من البنوك والتي دعا إليها الأفراد كأنها لم تكن ووصف دعواتهم باللعب بالنار في الاقتصاد المصرى. وأضاف أن مثل هذه الدعوات لا تنبع أبدا من إنسان يحب وطنه ويخاف عليه بل تصدر من داخل إنسان حامل للكراهية مؤكداً أن الأديان السماوية جميعها تلفظ هذه المهاترات التى تعبث بمقدرات الوطن. وأشار رئيس النقابة إلى أن البنوك وخدماتها خط أحمر ولا يمكن المساس بها لافتًا إلى أن العمل بجميع البنوك يسير بانتظام وأن العاملين بها يؤدون خدماتهم للجمهور دون النظر لأى فصيل سياسى مؤكدا أن هذا هو الفرق بين الوطنى المحب لبلده والغيور عليها والأخر الذي يحمل الضغينة بداخله تجاه وطنه. وقال إن إدارة المحفظة البنكية بمصر تتعامل بحرفية شديدة مع كل المواقف أيا كانت وتتصدى بسرعة فائقة لاحتواء جميع الأزمات تطرأ فجأة على الخدمة وأن عناصرها البشرية قادرة على ردع أي تخريب يحاول النيل منه. انتحار وقال القيادى الإخوانى ومحامى التنظيم سابقا الدكتور ثروت الخرباوى، إن جماعة الإخوان المسلمين انتحرت وماتت فعليًا ولا مجال لعودتها بأى شكل فى الشارع السياسى المصرى لأن عصر المعجزات الذى يعيد الموتى للحياة انتهى... مضيفًا أنها لا تسعى بالمظاهرات للعودة للحكم لكن تسعى من خلال مبادراتها إلى إسقاط الدولة اقتصاديًا. وأكد الخرباوى أن الجماعة لم يظلمها أحد ولكنها ظلمت نفسها، ظلت فى عيون الناس مراقبة ومضطهدة وتريد تطبيق العدالة الاجتماعية وتمنع من الحكم من أعداء للشعب حتى وصلت الحكم اكتشف الشعب أنها غير ذلك, والجماعة أظهرت أسوأ صورة لها وهى من جنت على نفسها, جماعة الإخوان انتهت ولا يستطيع أحد أن يلوم من يقف لينظر إلى المنتحر عندما ينتحر ولكن المنتحر هو من أودى بحياته. وقال إن الجماعة لا تسعى بالمظاهرات للعودة للحكم، لكن تسعى إلى إسقاط الدولة حين نظموا جمعة للقضاء على الشرطة ومهاجمة الجيش، لكن الدولة كانت صلبة وقوية بما فيه الكفاية، فلم يستطيعوا تنفيذ مخططهم، خاصة أن هذه المرة كان الشعب واقفا مع الشرطة والجيش، فلم يبق لهم من سبيل لتدمير الدولة إلا مجال الاقتصاد.. وأكد الخرباوى أن الهدف من المبادرات أيضا تعطيل حركة المواصلات داخل المدن ويترتب عليها تعطيل التجارة الداخلية وتعطيل الكثير من المصانع والشركات, وهذا يؤثر على إنتاجية البلد ودائرية المال داخل مصر..أى إن الإخوان يسعون إلى إفشال الدولة. ومن جانبه أكد أسامة شوقى الخبير الاقتصادى أن مبادرات الإخوان بحملة المقاطعة ستواجه رد فعل من الشعب على عكس مطالبهم مشيرا إلى أن المقاطعة ستعود بالمنفعة على الاقتصاد المصري بشكل كبير من ناحية الامتناع عن الاتصالات أو غيرها. فى حين لفت د. طارق فهمى الخبير السياسى بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط أنه إذا أراد الإخوان المصالحة بدلا من المبادرات التى تكشفهم للشعب يوما بعد الآخر فعليهم العودة للانخراط داخل المجتمع من جديد، وممارسة العمل السياسى فى إطار القانون، والاحتكام للصناديق فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، فيما يُقدم كل من أخطأ وأفسد للمحاسبة أمام القضاء. النزع الأخير وقال اللواء أمين راضى القيادى بحزب المؤتمر إن كل دعاوى الإخوان بالإضراب والتحريض على العنف تؤكد أن الجماعة في نزعها الآخير وإنها قد حكمت على نفسها بالانتحار فكل يوم يرتكبون فيه حماقات تنزع من قلب أى شخص طبيعى أى قدر من التعاطف أو حتى التفكير فى المصالحة كما كان البعض يدعو. فلا الحكومة عاجزة ولا الشعب متعاطف معهم بالعكس الشعب اكتشف تجارتهم بالدين والفضيلة وهم أبعد ما يكونوا عنها. وأشار راضى إلى أن العلاقة بين الجيش المصري والشعب قديمة جدا فنحن لدينا جيش حارب من أجل القضية العربية ومن أجل التراب الوطني وانتصر ولم يفرط في حبه تراب على عكس دول كثيرة في الجوار لم تحارب مطلقا أو حتى في أوربا كإسبانيا أو حتى اندونيسيا فالجيش المصرى ذو مكانه في قلوب المصريين وكل عائله لديها من شارك أو استشهد فى حرب للجيش المصري لذا من الصعب أن يستجيب الشعب لأطروحات مشبوهة تعمل على تشويه العلاقة بين الجيش والشعب.