أكثر من 100 أسرة فى نجع مهران و منطقة غرب السكة الحديد بسلامون فى محافظة يشربون ماء ملوثاً، ويستنشقون هواء يحمل الأمراض، لا يعرفون معنى كلمة مرافق فلا المياه صالحة ولا يوجد صرف صحى والكهرباء أضواء الشموع والخدمات الصحية منعدمة والأمية مرتفعة، كما أن المنطقة بدون مدارس من قلب العشوائيات المصرية فى الصعيد يخرج صوتهم للجميع قال محمود صلاح مهران أحد سكان المنطقة، إن تعداد الأسر يتراوح ما بين 5 أفراد و12 فردا للأسرة الواحدة، وهم من الحرفيين وعمال اليومية، وهم يعانون فى الحصول على قوت حياتهم اليومى، وأضاف نريد م? المحافظ ان يمر من المنطقة الغربية بسلامون وهى طريق أسيوطسوهاج الغربى ليقف بنفسه على حجم المعاناة. واعتبر ماهر عبد الرزاق شيخ المعهد الدينى بسلامون أن حياة أهالى نجع مهران من العجائب قائلا: من يصدق أن أكثر من 100 أسرة هربوا من الفساد والظلم لينعموا براحة البال مع إخوانهم الأموات فى المقابر حيث يقطن أغلبهم ؟ وتساءل هل يعانون الموت الاجتماعى أم ما زلت قلوبهم تعرف النبض والأمل فى حياة كريمة؟ ولكن متى وكيف وهم المهمشون فى الأرض، ويعيشون حياة لا يذوقون فيها سوى طعم الموت مع أرواح وأشباح الموتى فى الظلام، حتى ابتسامة الأطفال اختفت لتحل محلها هموم عميقة أكبر من أعمارهم. ولفتت عصام حفظى أخصائى اجتماعى الانتباه إلى أن العلاقة بين سكان نجع مهران تتسم بالعزلة الاجتماعية، التى تعد سمة خاصة بهم، ولكن هذه ليست هى المشكلة الوحيدة التى يعانون منها فهم يعيشون فى خوف من الأحياء حيث يستغل اللصوص هذا الاعتقاد الخرافى لدى السكان فيطرقون أبوابهم ليلا لتخويفهم ليتمكنوا من سرقتهم فى ظل ظلمة الطريق الموحش.