أيًا كان المواطن.. رجل شرطة، موظفاً عاماً. تاجراً. طالباً. مهنياً. حرفياً رجلاً أو امرأة.الكل فى مصر «فك» الكل كسر قيده. ولم تعد لهذا الشعب رجعة ما لم تدرك القيادة السياسية أن قيادتها سيارة الوطن تسير عكس الاتجاه. وفى قراءة متأنية ودقيقة لما يحدث على أرض الواقع نجد أن المحصلة النهائية هى الخراب فى كل شىء. فرجال الشرطة يرون أنهم «كبش الفداء» فى تصدرهم للمشهد السياسى وفى ازدياد حنق وغضب الشعب عليهم. وأصبح لزامًا أن يتحملوا تبعات غيرهم. فهم يحصدون فى غير أرضهم. ويواجهون الموت بلا غطاء ولهذا ارتفعت عندهم نبرة الغضب من وزير سقط فى أول تجربة له لقيادة الوزارة. فطالبوا بإقالته فى صورة شبه جماعية. فلأول مرة نسمع ونرى أن أقساماً ومديريات أمن تغلق أبوابها بالضبة والمفتاح.ويتم تسريح ضباطها وجنودها.وكأنهم عمال فى مصنع اشتراه مستثمر هندى أو غيره والمثل الشائع الذى كنا نردده بيننا عندما يريد أحد أن يزورنا فى منزلنا..كنا نقول له: «بيتنا مفتوح 24 ساعة زى القسم». حتى الحكومة لا لون لها ولا طعم ولا رائحة إلا رائحة الكراهية لدور رئيس الوزراء الباهت الذى لايرى له أى أثر على أرض الواقع أقصد الشارع المصرى. إننا أصبحنا غثاء كغثاء السيل.. عددنا كثير وفكرنا قليل وعملنا أقل القليل.. وهاجت الحياة السياسية واختلط الحابل بالنابل وأصبحنا كلما سرنا فى الشارع اصطدمنا بحزب أو ائتلاف أو مظاهرة فئوية أو احتجاجية. وفى النهاية تعب الشعب وكلّ وملّ وأصبحنا على مدار الأيام شهيداً يودع شهيداً.ومصاباً يحمل مصاباً.. وأصبح الذهاب إلى المشارح.. أكثر من الذهاب إلى المصالح. والحل بسيط.. وهو أن تعى الدولة دورها.. ودعها من خطاب آخر الليل الذى طال انتظاره فالنهار له عيون كما يقولون.. وليلعب كل منا دوره.. ولصالح البلد.لا خرابه.. حتى لا نقول .. الشعب فك.. ولو فك فلن يعود سيرته الأولى!.